الصين: انفتاح على العالم خلال 60 يوماً مع الصحفيين الأجانب
بقلم الاعلامي والكاتب عبد القادر الفاعوري (الأردن).
** تحرير وتدقيق الأكاديمي مروان سوداح: مؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – المملكة الأردنية الهاشمية”.
استطاعت جمهورية الصين الشعبية خلال 60 يوماً، من استضافة أكثر من 100 صحفي من شتى دول العالم، وذلك من خلال ربط جسر إعلامي معها، ومع بعضها البعض، مِمَّا أدَّى إلى تعزيز تواصل هذه الدول في بوتقة الجماعية الإعلامية، أضف إلى ذلك نجاح الجهود الصينية الرسمية في تعريف المدعوين العرب والأجانب على الصين بعيون موضوعية، وبطريقة جد إيجابية رَسَخَت في عقول ومشاعر هؤلاء الصحفيين المُمَارِسِين لِ “مهنة المتاعب” – الصحافة الإعلام.
وفي هذا الصدد، من الضروري أن نؤكد على أن هؤلاء الصحفيين الذين زاروا الصين بدعوة رسمية منها، ينتمون للعديد من دول العالم، قد تمكَّنوا من معرفة الصين بصورة جيدة للغاية، والاطلاع على عددٍ من وقائعها الأهم، من خلال مشاركتهم اليومية في أعمال الدورة التدريبية للمركز الصيني الدولي للاتصالات الصحفية لهذا العام 2024.
والجدير بالذكر هنا، أن الحضور الصحفي في الصين الذي نتناوله هنا، كانت بادرت إلى تنظيمه “الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة”، إذ بدأت الجهود الصينية في هذا المِضمار تؤتي ثمارها منذ بداية شهر آذار الماضي، فقد أثمر هذا الحدث العالمي على أرض الصين؛ وهو يُقام هذا العام للمرة الأولى وبتخطيط علمي صيني مدروس، ثماراً يانعة للأطراف المشاركة فيه.
إلى جانب هذا الحدث الإعلامي، انعقدت ولأول مرة الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهو أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين، وقد حضر أعمالها فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية والأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، الرفيق شي جين بينغ، وغيره من القادة الصينيين.
اللافت للانتباه، أن أكثر من 60 يوماً من ضمن البرنامج المخصص للاعلاميين من تلك الدول كان امتد لأربعة شهور، وشكَّل نقلة نوعية ومستحدثة ومُحدَّثة ومتطورة تفوق في إمكانياتها وفعالياتها البرامج التقليدية الأخرى التي سبقت، إذ تضمت للمشاركين حضوراً للمؤتمرات والندوات والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبعض المحاضرات التي تتحدث عن الصين والحزب الشيوعي الصيني، ناهيك عن أنه تم تغيير نمطية البرنامج إلى أخرى شملت جولات لمنشآت وشركات اقتصادية وسياحية، وزيارت ميدانية لأهم المَعَالِم التاريخية والحضارية والثقافية في المقاطعات والمدن والأقاليم المختلفة في الصين .
من الواجب الإشارة هنا إلى أن البرنامج الصيني التدريبي للصحفيين الأجانب والذي نحن بصدده، لم يخلو من العطل الأسبوعية بهدف تسهيل تأقلم المدعوين الأجانب مع الحياة اليومية في الصين، مثل استخدام التطبيقات الصينية في الحياة اليومية لشراء الاحتياجات الخاصة، وغيرها الكثير، وضمنها كذلك استخدام وسائل النقل والتجوال الذي شكّل للمدعوين حوافز متجددة لمعرفة الصين ووقائعها وشعبها، من خلال المعاينة اليومية لكل ذلك .
………………
ومن الجدير بالذكر، أن البرنامج التدريبي تضمن زيارة منطقة نينغبو تشوشان في مقاطعة شينجيانغ جنوب الصين ذات الطابع الاقتصادي والتي تتكون من 19 منطقة ميناء، وتمتلك أكثر من 200 رصيف عبر خط ساحلي بمساحة 220 كم الذي طور اتصالاته نهاية عام 2019 بأكثر من 600 ميناء في 190 دولة ومنطقة .
يُشار كذلك إلى أن البرنامج التدريبي للمدعوين تميز بسهولة التعامل معه، وتمكنوا المشاركون فيه تغير النمط السائد واكتسب غالبية الصحفيين المشاركين لياقة بدنية من خلال ممارسة المشي في الجولات، ماشكَل لهم تحديات خلال زيارتهم “سور الصين العظيم” ووصول إلى أعلى قمة له ((5 ألاف متر))، والتقاط الصور التذكارية والفيديوهات، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
اللافت للانتباه في البرنامح المخصص للمشاركين الإعلاميين، والذي نتحدث نحن عنه هنا، هو أن النشاط والحيوية واكتشاف الأماكن في جولة تستمر لأكثر من ساعتين للتعرف، مثلاً، على القصر الإمبراطوري، أو المدينة المُحرَّمة ((وهذه تُعتبر صينياً ودولياُ من أهم المَعَالِم التاريخية في العاصمة بكين))، كونها تدخل ضمن التراث الثقافي العالمي، مهم للغىية كون هذه المَعَالِم التاريخية كانت لزمن طويل مَقراً لإقامة الأباطرة الصينيين من أسرتي «مينغ» ثم «تشينغ»، واستغرق تشييدها 14 سنة (1406-1420 م). وهي تُعتَبر أكبر مجموعة من القصور القديمة المحفوظة في الصين .
تضمن البرنامج التدريبي للصحفيين حضور حفلات صينية موسيقية تقليدية، وموسيقى الأوركسترا، وغيرها من الفنون، وحضور المدعوين مهرجان بكين السينمائي، وغيرها وغيرها من الأنشطة الثقافية.
وقي سياق البرنامج نقرأ عن حضور المشاركين افتتاح ((معرض بكين الدولي للسيارات للعام الحالي 2024))، الذي حضره 23 ألف مراسلاً صحفياً من الصين ومن شتى البلدان، حيث تم إطلاق 117 سيارة لأول مرة عالمياً (بما في ذلك 30 سيارة عالمياً تم إطلاقها لأول مرة دولياً من شركات متعددة الجنسيات)، وسيارات عاملة بالطاقة الجديدة، وأظهرت السيارة العاملة بالطاقة الجديدة أن العلامات التجارية الصينية “هي من أبرز صفات معرض السيارات والمنتجات الصناعية الصينية الأخرى”.
النصف الآخر من البرنامج التدريبي مازال يحمل الكثير من المفاجآت في تغطية الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتبادل الإعلامي، وتجربة التدريب والعمل في وسائل الإعلام الصينية، إضافةً إلى الجولات السياحية والسفر إلى المقاطعات والمدن الصينية.
كذلك، تضمن البرنامج التدريبي زيارة منطقة نينغبو تشوشان في مقاطعة تشجيانغ جنوب الصين ذات الطابع الاقتصادي، وهي التي تتكون من 19 منطقة ميناء، وتمتلك أكثر من 200 رصيف عبر خط ساحلي بمساحة 220 كم الذي طوَّرَ اتصالاته نهاية عام 2019 بأكثر من 600 ميناء في 190 دولة ومنطقة .
تَنوَّع البرنامج التدريبي في تغيير النمط السائد بهدف اكتساب اللياقة البدنية لمعظم الصحفيين من خلال ممارسة المشي في الجولات، وهو ماشَكَّل لهم تحدي خلال زيارة سور الصين العظيم للوصول لأعلى قمة “5 ألاف متر”، والتقاط الصور التذكارية والفيديوهات، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
النشاط والحيوية واكتشاف الأماكن في جولة أكثر من ساعتين من التجوال في القصر الإمبراطوري أوفي المدينة المحرمة، هو من أهم المعالم التاريخية في بكين، وضمن التراث الثقافي العالمي ، إذ كان هذا القصر مقر إقامة الأباطرة من أسرتي «مينغ» ثم «تشينغ»، وكان استغرق تشييده 14 سنة (1406-1420 م). ويُعتبر أكبر مجموعة من القصور القديمة المحفوظة في الصين .
البرنامج التدريبي تضمن حضور الحفلات الموسيقية التقليدية الصينية وموسيقى الأوركسترا، وغيرها من الفنون، عدا حضون مهرجان بكين السينمائي وغيرها من النشاطات.
ومن ضمن البرنامج، كان حضور حفل افتتاح “معرض بكين الدولي للسيارات 2024 ” والذي تواجد فيه نحو 23 ألف مراسلاً صحفياً من الصين ومن الأجانب، حيث تم إطلاق 117 سيارة لأول مرة عالمياً (بما في ذلك 30 سيارة عالمياً تم إطلاقها لأول مرة دولياً من شركات متعددة الجنسيات) وسيارة عاملة بالطاقة الجديدة، وأكدت السيارة العاملة بالطاقة الجديدة للعلامات التجارية الصينية أنها من أبرز صفات معرض السيارات.
النصف الآخر من البرنامج التدريبي كان ومازال يحمل الكثير من المفاجآت في تغطية الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ناهيك عن التبادل الإعلامي، وتجربة التدريب والعمل في وسائل الإعلام الصينية، إضافةً إلى الجولات السياحية والسفر إلى المقاطعات والمدن الصينية.
في قلب “مقاطعة ووكسي” في الصين تزدهر ثقافة الشاي منذ قرون، وهو مايَعكس أجواء الهدوء والتقاليد التي تتميز بها هذه المنطقة. وهناك تكسو مزارع الشاي التلال المُتموجة، حيث تُلتقط أوراق الشاي الخضراء المتلألئة تحت أشعة الشمس، مُبدعةً لوحة ساحرة تشهد على حب وتفاني سكان المنطقة لهذا المشروب التقليدي القديم، وفي المشهد المشهد المُشَبَّع بالتاريخ، يروي كل فنجان شاي قصةً، تكشف عن أسرار الأرض ومُزارِعيها.
ومع ذلك، لا تكتفي مقاطعة ووكسي بالحفاظ على التقاليد القديمة؛ بل تتجه بقوة نحو المستقبل من خلال مشاريع مبتكَرة ورؤى جديدة. يُجسِّد جسر تشانغتاي على نهر اليانغتسي الرائع هذه الرؤية الجريئة، حيث يربط مدن تشانغتشو وتايتشو بهندسة لم يسبق لها مثيل. مع أبراجه الضخمة وأبعاده الرائعة، يتحدى حدود العمارة ويصبح رمزًا للتقدم والاتصال.
ومع استمرار هذه الديناميكية، تقوم شركة ((بناء الاتصالات الصينية)) بتنفيذ مشاريع بيئية “ثورية”، مثل تنظيف بحيرة ميلىانغ بطريقة بيئية. تهدف هذه الرؤية المُبتكَرة باستخدام تقنيات متطورة وسفينة بيئية ذكية، إلى استعادة صحة هذا النظام البيئي الحيوي. وبالتالي، بين التقليد والحداثة، تؤكد مقاطعة ووكسي على كونها رائدة حقيقية، تجمع بين احترام تقاليد الأجداد والالتزام بمستقبل مُستدام.
إنتهى.
الناشر :
الدكتور محمد سعيد طوغلي مدير العديد من المواقع الإعلامية منها :
اشبيليا نيوز …شبكة العالم الجديد الاخبارية …المملكة نيوز …سما نيوز .. ورئيس الفرع السوري للإتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين ،