— يوم المعلم —
–اهمية المعلم والمعلمة —
**************
في بداية مقالي المختصر عن أهمية المعلم والمعلمة يجب أن نذكر الله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم٠
أقدم كلماتي وهي بمثابة اعتزاز وتقدير واحترام ورسالة طيبة لكل معلم ومعلمة
راجياً من الله التوفيق، فقد قمت والحمد لله ببذل قصارى جهدي لكي أتوصل إلى ما سينتهي إليه هذا المقال ، داعياً أن لا يقل جهدي في كتابة أخر كلماته ، والتوفيق من الله والدعم منكم اخوتي وأخواتي الكرام في هذا الصرح العلمي والثقافي والإنساني٠
قال تعالى:–(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1- 5]؛ فلئن كان الحلم بالتحلم، فالعلم بالتعلم، هذا العلم يحتاج لمن يبلِّغه ويدرسه ويعلمه للناس٠
إن المعلم للمتعلمين ، هو بمثابة المطهر من الأدناس، والنور من الإغلاس، والجدة من الإفلاس، فلولا المعلمون ما كان العلماء ولا الأدباء، ولولا المعلمون ما كان المهندسون ولا الأطباء، ولولا المعلمون ما كان الموظفون ولا المدراء، ولولا المعلمون ما كان الرؤساء ولا الوزراء، ولولا المعلمون ما كان الأئمة ولا الخطباء، بفضلهم بعد الله قرأنا القرآن، وعرفنا الصلاة وواجباتها والأركان، وعبدنا الله وحده وهجرنا الطغيان.
من أفواههم تعلمنا أن الأجر بالطاعة، وأن الإثم بالعصيان، كيف لا، وهم يحملون للعلم اللواء، وورثة الرسل والأنبياء، و”إن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر”.
لِما يوجد عندهم نقصد البلدان ونسافر، ونترك الأهل والأوطان ونغادر، لننهل من معينهم الزاخر، وتحت مجهرهم نذاكر ونثابر، وبما حصدناه من أفواههم وعلى أيديهم، نفرح ونفاخر، من دونهم، ما كنا لنميز بين الألف والباء، ولا عرفنا التاء من الياء، ولبقينا في غياهب الجهل والشقاء، هم إذا اشتد الحر الظلال، وعندهم ما هو أعظم من التجارة والمال، وهم للظمآن الماء البارد الزلال.
مهما بلغت من قول جميل فيهم، فحقهم لن أوفيهم، ويكفيهم دخولهم في عموم قول الحبيب -عليه الصلاة والسلام- بما ربهم يجازيهم: “إنَّ الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر، ليُصَلُّون على معلمي الناس الخير”.
فيا من بما يستحقون وصفتهم، وبيَّن لهم النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من أجرهم؛ أبناؤنا وبناتنا أمانة بين أيديكم، يأتونكم في كل يوم ومن كل مكان عنوة، فكونوا في أعينهم أعظم قدوة، نشؤوهم على الكتاب والسنة النبوية الشريفة ، وبثو النجاح فيهم محاسن الأخلاق والآداب، علموهم حقيقة التوحيد، ومسائل الفقه، والحساب، ضخُّوا في عقولهم تاريخ الأمة الإسلامية العظيم، وما كان عليه السلف والأصحاب، حذِّرُوهم من فِتَن العصر ومن تقليد أهل الكتاب سواء الضالين أو المقضوب عليهم أو الملحدين والكفرة ٠
إن المعلمين والمعلمات هم أصحاب رسالة الإسلام الخالدة في جميع العلوم الشرعية والطبية والهندسية والعمرانية والزراعية والصناعية والإنسانية والأدبية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفلسفية والعسكرية والامنية٠
ومن الواجب الديني والأخلاقي فإنه على المعلمين والمعلمات ان يمنعوا الطالبات من السفور والتكشف ورمي الحجاب، وان يفرضوا عليهن لباس العفاف والجلباب، وأن يشددوا على الطلبة في حلق الشعر وترك قصات أهل الكفر وتطويل الثياب ، وأن يذكِّرُوهم بأنهم من خير أمة أخرجت للناس، وأنه لا شك في ذلك ولا ارتياب، وأن يتابعوهم حتى لا يكونوا صيدًا سهلاً لرفقاء السوء، والمضللين والداعين للإرهاب ، ولم أبالغ في هذا، فأكثر صيد أهل الفكر الضالّ هم من براعم النشىء والشباب، فسدوا وأغلقوا عليهم كل باب، دعوهم يرون المحبة والرحمة فيكم، فيطبقونها مع أهليهم؛ فيثنون عليكم، فما تعلموه من خير منكم فأجره لهم ولكم، وما تعلموه منكم من خطأ فوزره عليكم٠
ومن واجب النصيحة نقول للمعلمين والمعلمات لا تقولوا:– قالت الوزارة المعنية بالتعليم ، وأرسلت الوزارة، وعممت الوزارة ٠٠٠٠الخ ؛ فما يأتي من الوزارة يبقى حبرا على الورق، يستطيع التعامل معه وإقامته في صف المعلم والمعلمة، كل ربة ورب مدرسة، حاذق فطن لبق، أما العلم والتوجيه والقدوة، وحسن الأداء والتربية، وفرض الشخصية، والإخلاص لله فيما أوكل إليكم من علم وعمل وقدوة ، فأنتم من يملكه وبين أيديكم٠
فأحسنوا أحسن الله إليكم، واتقوا الله فيمن عليهم وليتم، أفاض الله من خيره وفضله علينا وعليكم، وما عندكم خير مما عندي فلن أثقل عليكم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [آل عمران: 164]٠
وبعد يا مَن في فضل ربه رغب، اتق الله فمن اتقاه ارتاح يوم التعب، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
ولئن كنت أفردت المعلمين من الجنسين في الموعظة في هذا المقال ، فغيرهم أريد منه أن يعرف فضلهم، وما لهم من عظيم أجر وثواب، ويكون لهم عند الحاجة كالماء لا كالسراب؛ ولعلي في موعظة تخلف إن شاء الله أخُصّ أولياء الأمور والطلاب معا ٠
ياجبال الأمة الشماء، يا مراجع الباحثين ومصادر العلماء، يا نثرا خطه الأدباء، وشعرا جميلا ينظمه ويتغنى به الشعراء، أنتم قادة جيل المستقبل، وأمل الأمة العظماء، وأنتم من قدمنا لكم أغلى ما نملك؛ فلذات أكبادنا الأبناء، ففيكم ثقتنا عمياء، ومن بين أيديكم ننتظر جيلاً يقود أمتنا إلى العلياء٠
فيا مشعل النور في الليلة الظلماء، لا يضيرنكم قول السفهاء، ومن يرشقونكم بقول السوء والبذاء، فما يذمكم إلا أغبياء، ولا يتجرأ عليكم إلا جهلاء، ألم يقل الله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9] ٠
وختاما نرجوا أن نكون قد وفقنا في جعله مقال غني بالأفكار وشامل للعناصر الخاصة في هذا الموضوع الخاص في يوم المعلم ٠
ولا يسعنى سوى أن نقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله.
وكل عام والمعلمون والمعلمات جميعا بالف خير وصحه ٠
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ٠
************