مقالات منوعة

عيد الشهداء في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية والحفاظ على الإرث الثوري

*بقلم: الدكتور الصحفي محمد سعيد طوغلي (سورية).
مراجعة وتحرير الأكاديمي مروان سوداح ، حائز على اوسمة وميداليات وتكريم من قيادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

في العديد من الدول، يُعتبر تكريم الشهداء جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي، أما في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، فإن ذكرى الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن تتألق وتتزنر بمعنى عميق فتتعزز روابط الوحدة الشعبية والهوية الوطنية وبأس الدولة.
وهنا، من الضروري الإشارة الى ان الاحتفالات التي تكرم الشهداء بعيد الشهداء في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هي التعبير الوطني الأصدق عن الهوية الوطنية والفخر الوطني. تساعد هذه الممارسات على تعزيز القيم المشتركة وتضامن الشعب حيال قادتهم وتاريخ البلاد.
يُعد عيد الشهداء فرصة للمواطنين لإظهار احترامهم ووفائهم لأولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والاستقلال. في كوريا الاشتراكية، يجسر هذا التقليد الفجوة بين الأجيال ويحافظ على الذاكرة الجماعية للتضحيات التاريخية.
يُعلم هذا العيد الأجيال الجديدة الولاء لتاريخ بلادهم وتعزيز قيم الشجاعة والتضحية. يتم ذلك من خلال الفعاليات والاحتفالات الرسمية التي تسرد قصص الشهداء ودروسهم البطولية.
في كوريا زوتشيه يوظف الشعب المناسبات، مثل عيد الشهداء، لتعزيز الوحدة السياسية ودعم القيادة. هذا يُعتبر عنصراً مهماً في بناء الولاء وتأكيد أهمية النظام الثوري الذي لا يرضخ للإمبريالية والولاء له.

توفر ذكرى الشهداء للمواطنين الفرصة للتأمل في القيم والتطلعات التي من أجلها قاتل الشهداء، وكذلك لتقييم سبل المضي قدماً نحو مستقبل أفضل للبلاد.

عيد الشهداء في كوريا يظهر أهمية تكريم تلك التضحيات التي هي جزء من الهوية الوطنية والذاكرة التاريخية، فهو لا يساعد فقط على تذكير الأجيال الحالية بماضيها وتراثها، بل يُعزز أيضآ مفهوم الإخلاص والواجب نحو بناء وطن قوي ومزدهر .
الاحتفاء بالتاريخ الثوري في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، يعتبر تكريم الشهداء ركيزة أساسية للتذكير بالنضالات التي قادت إلى تأسيس الدولة وإرث الزعيم الخالد كيم إيل سونغ. هذا الشكل من التكريم يساعد على تجديد الالتزام الوطني وإلهام أجيال جديدة بالأيديولوجيا الزوتشية.

يوظف شعب كوريا المناسبات الوطنية لتعزيز الوحدة الوطنية والتضامن في تذليل التحديات الخارجية.
عيد الشهداء هو مناسبة حيث يتم استحضار السردية الجماعية لدور الشهداء كحماة للقيم الوطنية والاستقلال.
إن تكريم الذين قدموا أرواحهم في سبيل الوطن يتم أيضآ لتأكيد الولاء للقائد الفذ والزعيم الملهم كيم جونغ وون .
وهناك العديد من الأنشطة التعليمية والبرامج الاحتفالية في عيد الشهداء تعمل على إدخال القيم النبيلة التي قاتل من أجلها الشهداء في نفوس الشباب، مثل الشجاعة والتضحية والإخلاص للوطن.
كذلك، عيد الشهداء في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هو أكثر من مجرد يوم تذكاري، بل هو عنصر أساسي في الرواية الوطنية التي تقدم الشهداء كأبطال يستحقون الإجلال والإكرام.
هذا الاحتفاء يجري ليس فقط كتقليد تكريمي، وإنما كوسيلة لتمتين وتصليب الهوية الوطنية وتأكيد الولاء لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية رئيساً وحزباً ودولةً وشعباً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى