مقالات منوعة

فلسطين الامل 

فلسطين الامل 

فلسطين الامل 

 

في أعماق الذاكرة تعودنا على روائح ربيع فلسطين الطاغية وزهور برتقال يافا، وعلى أنغام الحب الذي كان يسكن قلوبنا بشغف ورقة. لكن كل ذلك انقضى، وظلت آثاره تختبئ في أنقاض الزمن، تنتظر لحظة استيقاظها من سبات الإنكسار.

نحن الذين صار قلبنا متحجراً، نستمد قوتنا من تجردنا، نُلقي بأحلامنا خلفنا ونرفض أن نفتح لنسمة عابرة باب قلوبنا، خوفًا من أن تمحو أثر الفرح الذي تبقى. نجد أمامنا أشباح العشق ترقد تحت ركام الذكريات، ونكبح جماح عواطفنا لنسلب الآخرين شيئًا من حلاوة الحياة.

لكن، ها هو الحب يعود مجدداً، بلا مكان يستقر فيه، بلا قبلة تُغنيه، يتوسل لدينا بالرحمة ونحن نصمت. فقد جرفت أمواج الزمان العتيق كل شيء، وبقيت بقايا من الحب تتأرجح في أروقة قلوبنا المنكسرة.

ما زال هناك جزء بسيط من الحب يتردد في أعماقنا، يتوهج كالشمس المتناثرة في فجر جديد. هذا الجزء الصغير قادر على تغذية العالم بزهرة جديدة، بذرة تنمو تحت أشعة الأمل والإيمان بأن الحب لن يموت، بل سيظل ينبض في قلوب الباحثين عن الجمال والنقاء، محملاً برسالة الوفاء والإخلاص التي نسعى لترويضها في عالم مليء بالقسوة والتجاهل.

فلنبقى معًا، نحتضن بقية الحب بقلوبنا، فربما تكون هذه الشرارة الصغيرة هي بذرة الورد الجميل الذي سيزين حديقة الحياة من جديد.

د.احمد محمود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى