عالم بريء
قطر الندى عزيز دعدوش
حاول أن تلمس طفلاً ، تمسك يديه الدقيقة ،تنظر في عينيه الرقيقة ، لترى دائماً الحقيقة،التي لم تلوثها حياة الكبار ، تتعلم دروساً في الحياة ،لا تتعلمه إلا من الصغار، لو أحبك يأتي إليك،ولو لم يحبك يبتعد عنك ولكن لا يؤذيك ،وردة رائحتها ذكية تحتاج فقط من يرويها لتعطينا أفضل ما فيها وسوف لا تُنكر أبداً أنك رويتها ، يمكن أن تُقلِده عندما يبتسم فابتسامته علي الجروح بلسم،انظر إليها دائماً وتعلم،تعلم كم هي راضية ،ابتسامة لا تُفكر في الماضي ولا تُفكر في المستقبل ،لا تحمل حقداً لأحد ولا تُريد طول الأمد ، جرِب أن تسمع أحلامه ،سوف تتعجب سوف تسمع أنه يريد أن يُساعد الفقراء عندما يكبر، فهو يجيد قول ما يشعر به مباشرةً ويعرف كيف يُعبِر، تُريد أن تعرف معنى السعادة ؟ انظر اليه قليلاً وهو يلعب، فهو يعشق ذلك منذ الولادة ،يجري بخطوات ثابتة وان وقع يقف ويُكمل فهو يبحث دائماً عن الإجادة وبعد يوم طويل من اللعب،يضع رأسه فوق الوسادة ليُشاهد أحلاماً فيها هو البطل ويتولى فيها دور القيادة ويعيش مغامرات سعيدة ويبتسم فيها كثيراً كالعادة ، اطلب منه أن يرسم شيئاً سيرسُم شمساً ليزرع أملأ ولو كنت محظوظاً سيرسُم قلباً ويكتب عليه حروف اسمك ومن بين كل السهام سيختار سهمك،ليرسمه داخل القلب ليكتمل رسمك .من ماء عينيه يصنع بحاراً من السعادة،يسبح فيها كل لحظة وكلما يسبح أكثر تزداد لديه الإرادة وعندما ترى ذلك في عين الطفل تجد أنه يستحق الإشادة ،فبعد كل ذلك من يُعلم من؟ ومن مكتمل العقل؟ الذي يقتنص السعادة قنصاً ام الذي تلوثت حياته بالبحث عن السيادة ولكنه لا يسود أبداً ولو ساد ووصل الي ما يريد ،سوف لا يشعر أبداً بالسعادة ،انظروا الي هذا الطفل وتعلموا فهو المُعلم يا سادة.
