*فادي السمردلي يكتب: الأردن وسوريا طاقة وماء… شراكة تتجدد على وقع الإرادة*

–

شهد الأسبوع الأول من تموز/يوليو 2025 نشاطاً مميزاً في العلاقات بين الأردن وسوريا، حيث تم التركيز على التعاون في ملفين حيويين للمنطقة، هما الطاقة والمياه فزيارة وزير الطاقة السوري محمد البشير إلى عمّان كانت أكثر من مجرد زيارة رسمية، إذ جاءت محمّلة بفرص جديدة لتعزيز التعاون المشترك في مجالات تؤثر مباشرة على حياة المواطنين ومستقبل التنمية في البلدين.

في اللقاءات التي جمعت وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة ووزير المياه والري رائد أبو السعود مع الوفد السوري، تم الاتفاق على خطوات عملية لتوسيع ضخ الغاز الطبيعي من الأردن إلى سوريا، وهو عنصر أساسي يدعم قطاع الكهرباء السوري، ويساهم في استقرار الطاقة وتحسين الخدمات الكهربائية في المنطقة.

كما حملت الزيارة خبراً مهماً تمثل في حصول سوريا على منحة من البنك الدولي تهدف إلى تطوير خط الربط الكهربائي بين البلدين، مما سيزيد من قدرة التبادل الكهربائي بين الأردن وسوريا من 80 إلى 150 ميغاواط وهذا التطور يعزز التعاون التقني بين الطرفين، ويبرز الثقة بقدرة الشراكة على تحقيق منافع مشتركة تعود بالنفع على الشعبين.

أما على صعيد المياه، فقد تواصلت المناقشات لتطوير التعاون في إدارة حوض نهر اليرموك، بما يشمل مشاريع مشتركة لحصاد المياه، وتحسين أنظمة الري، وتوزيع الموارد بشكل أكثر كفاءة. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية دائمة لمتابعة تنفيذ هذه المشاريع، مما يؤكد جدية التزام البلدين بتنفيذ خطوات ملموسة تعزز الأمن المائي لكلا الطرفين.

المناخ الذي تم خلاله هذا التعاون يعكس روحاً جديدة تقوم على العمل المشترك والتنسيق العملي، بعيداً عن أي عوامل أخرى، حيث تعزز المصالح المشتركة من إمكانية البناء على هذه الإنجازات لتطوير شراكة تنموية مستدامة.

عندما يلتقي الأردن وسوريا في مجالي الطاقة والمياه، تتبلور فرصة حقيقية لإقامة شراكة قائمة على التعاون والإرادة المشتركة، تتخطى مجرد التنسيق إلى شراكة استراتيجية تفتح آفاقاً جديدة للتكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة في المنطقة.

هذه الخطوات، بلا شك، تضع أساساً متيناً لتعزيز الروابط بين البلدين وتطوير آليات تعاون تخدم مصالح شعبيهما، فتكون المياه والطاقة بوابة حقيقية نحو مستقبل أكثر إشراقاً من خلال شراكة عملية وفعالة.