ماهو التحرر
همام حسين علي
ليس كل تحرر حرية .. فهناك صور من التحرر تمثل قمة العبودية عندما تذهب إليها مختارا..! هو لا يريدك حرًا بل يريدك مفلسًا، تائهًا بلا هدف، عاجزًا بدون دفاع. إنه يحاول أن يلهيك عن قوتك وثقتك بنفسك وقيمك التى يصورها كسجون بلا معنى، ويجعلك تشك في قدرتك على التحرر بالفعل. لكنك عندما تعرف قيمتك وتتمسك بمبادئك وتبني ثقتك بذاتك، فإنه لن يكون قادرًا على استغلالك بشرط أن تبقى كما أنت، حرًا، ثابت الخطى، واعياً.
لذا، عندما تسمع داعيا للتحلل من القيود القيمة والدينية دون أن يكون لديه هدف نبيل أو مبادئ صحيحة، احترس واستمد القوة من داخلك. فالحرية الحقيقية ليست في التخلي عن مبادئنا وقيمنا، بل في أن نكون قادرين على الوقوف صامدين بوجه كل محاولات التلاعب والاستغلال. إنها قوة لا تأبه بجميع الأشياء السلبية التي تحاول أن تجذبنا إلى مستنقعها.
فلتبقَ قويًا وواعيًا، ولتحتفظ بقيمك ومبادئك ككنز لا يمكن لأحد أن يسلبه منك. وسوف تواجهك وتصدمك حتما رغبات الآخرين في التحكم فيك، ولكن عليك أن تتذكر دائمًا أن القوة الحقيقية تكمن في قدرتك على الوقوف ضد التحكم غير المبرر والاستغلال.
إذا كنت قويًا ومتيقظًا، فلن تكون أبدًا فريسة سهلة لأي شخص يحاول أن يستغل أزماتك وضعف وعيك الديني لصالحه الشخصي. حافظ دائمًا على توازنك ولا تفقد ثقتك بنفسك، فإنها الدرع الذي لا يمكن اختراقه بسهولة.
