رهاب المجهول
قطرالندى عزيز دعدوش
تعريفه :
يعرّف الباحثون “رهاب المجهول” أو “الخوف من المجهول” بأنه خوف ناجم عن نقص في المعلومات تجاه وضع أو موقف مُحدد وربما تجاه شخص مُعين. المصطلح النفسي للخوف من المجهول هو “رهاب الأجانب”. في الاستخدام الحديث، تطورت الكلمة لتعني الخوف من الغرباء أو الأجانب، لكن معناها الأصلي أوسع بكثير، فهو يتضمن القلق أو الخوف من أي شيء أو أي شخص غير مألوف أو غير معروف . للتخلص من حالة الغموض أو عدم اليقين، قد يقوم الشخص بمعالجة المعلومات بشكل مختلف عن واقع الأمر وحقيقته .
“المجهول” هو جزء من التجربة الإنسانية. يزدهر بعض الناس في الأوقات المضطربة، بينما يُصاب الآخرون بالشلل العاطفي. تُشير الأبحاث إلى أن البشر لديهم مستويات مختلفة من الخوف من المجهول، لكن الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من هذا الخوف قد لا يستطيعون احتمال أي مواقف غير معروفة أو غير مؤكدة بالنسبة إليهم، كما أنه قد يكون لديهم عدم قدرة على التكيف، ما يؤثر على قدرتهم على العمل أو إحداث أي تغيير في حياتهم .
يُعدّ الخوف من التحدث أمام الجمهور مثالا على الخوف من المجهول، فجزء من الرعب الذي يشعر به كثير من الناس على خشبة المسرح هو بسبب عدم معرفة كيف سيستجيب الجمهور. كذلك يُعتبر “الخوف من المجهول” جزءا أساسيا من العديد من حالات الرهاب الأخرى.
▪︎ أسباب “رهاب المجهول”
بشكل عام، يمكن أن يكون الخوف قد تطور لدى الشخص أثناء الطفولة أو في مرحلة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ. يُعتقد أيضا أن الرهاب يمكن أن ينبع من أسباب وراثية، فإذا كان أحد والدي الطفل يُعاني بشكل كبير من “الخوف من المجهول”، فقد يستمر الطفل أيضا في تطوير هذا الخوف، قد يكون لوجود آباء قلقين تأثير على كيفية تعامل الطفل مع القلق في حياته اللاحقة.
أيضا، إذا كنت تميل إلى الخوف المبالغ فيه بشأن المجهول، فربما تكون قد طورت خلال حياتك عادة “التهويل”، وهي عادة تنطوي على تخيل أسوأ السيناريوهات تجاه المواقف أو الأشخاص. يُعرف التهويل أيضا باسم “التشويه المعرفي”، وذلك لأنه طريقة في التفكير تخلق رؤية غير دقيقة للواقع.
على الرغم من أن أي شخص يمكن أن يصاب بـ”الخوف من المجهول”، فقد وجد علماء السلوك أن بعض الأشخاص كانوا عرضة بشكل خاص لتطوير هذا النوع من الخوف. يشمل هؤلاء الأفراد الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات القلق والخوف، ففي دراسة أُجريت عام 2016، قام باحثون بتعريض 160 بالغا لأصوات وصدمات غير متوقعة، وجد الباحثون أن أولئك الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي والرهاب المُحدد يرمشون أكثر لأنهم كانوا يتوقعون تجربة غير سارة، أدى هذا بالباحثين إلى استنتاج أن هؤلاء الأفراد كانوا أكثر حساسية بشأن المجهول .
▪︎ الأكثر عرضة لرهاب المجهول :
يعاني بعض الأشخاص من خطر أعلى للإصابة بالخوف من المجهول، ومنهم:
1 – المصابون باضطرابات القلق والخوف (بالإنجليزية: Anxiety and Fear Disorders).
2- المصابون بالاكتئاب.
3 – المصابون باضطراب الهلع (بالإنجليزية: Panic Disorder).
4 – المصابون باضطراب تعاطي الكحول (بالإنجليزية: Alcohol Use Disorder).
5 – المصابون باضطرابات الأكل (بالإنجليزية: Eating Disorders).
6 – المصابون باضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder – OCD).
7 – المصابون باضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Post-Traumatic Stress Disorder – PTSD).
8 – المصابون باضطراب الاكتناز أو التخزين (بالإنجليزية: Hoarding Disorder)؛ وهم الأشخاص الذين يشعرون بأنهم مجبرون على جمع وتخزين ممتلكاتهم.
9 – المصابون بفيروس كوفيد – 19 المسبب لكورونا.
▪︎ اعراض رهاب المجهول :
قد تختلف أعراض “رهاب المجهول” من شخص لآخر، مثله في ذلك مثل العديد من المخاوف أو أنواع الرهاب المختلفة، أولئك الذين لديهم خوف من المجهول قد يعانون من مشاعر ضيق وقلق شديدين، وقد يتعرضون حتى لنوبات الهلع. يمكن أن تحدث الأعراض المصاحبة لهذا النوع من القلق فجأة ودون سابق إنذار، ويمكن أن تكون مزعجة جدا للشخص الذي يعاني من الأعراض.
عندما يواجه شخص موقفا مجهولا بالنسبة إليه، فإن جسمه يتفاعل من خلال المرور بعدد من التغييرات التي تشبه تلك التي نختبرها في نوبات القلق، والتي تشمل: التغييرات في نشاط الدماغ، وإفراز الأنسولين الكورتيزول، وارتفاع ضغط الدم، وإطلاق الأدرينالين. عندما يحدث هذا، قد يعاني الشخص من أعراض ظاهرة، مثل:
1 – التعرق في راحة اليد
2 – تسارع في ضربات القلب، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل :
3 – صعوبة أو ضيق في التنفس .
4 -التعرق، القشعريرة .
5 – الارتجاف، ألم أو ضيق في الصدر، توتر العضلات .
6 – اضطرابات في المعدة .
7 – الشعور بالاختناق، الصداع، الغثيان .
______
المصادر
كتاب علم النفس
