مشاعر صامدة
بين جنبات الحياة تتراقص مشاعرنا بين اليأس واللابأس، كموجات البحر تأتي وتذهب، تاركة وراءها أثرًا غامضًا. في تلك اللحظات الصعبة حيث يخيم اليأس كالسحاب الثقيل، يبدو كل شيء مظلمًا وبائسًا. نشعر بالإرهاق والضعف، وكأن الحياة فجأة أصبحت عبورًا صعبًا.
ولكن في ثنايا هذه الظلمة، هناك شعاع من الضوء يتسلل، يلامس قلوبنا المثقلة بالهموم والأحزان. إنه نبض الأمل الذي لا ينتهي، الذي يذكرنا بأن كل شيء مؤقت، وأن بعد الليل يأتي النهار. فالحياة مليئة بالتقلبات والامتحانات، ولكن اللابأس هو الذي يبقينا قويين وصامدين.
ربما تكون تلك التجربة الصعبة التي نواجهها هي بمثابة درس قاسٍ في سجل الحياة، حيث نتعلم كيف نتقبل الأمور كما هي، وكيف نثق بقدرتنا على تجاوز الصعاب. وقد يكون اليأس نقطة تحول في حياتنا، تجعلنا نكتشف دوافعنا الحقيقية وقوتنا الداخلية.
في النهاية، علينا أن لا ننغمس في براثن اليأس بل نستمد قوتنا من اللابأس، نضع ثقتنا في الله ونثق بقدرتنا على التغلب على المصاعب. فالحياة ليست سهلة، ولكن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الصمود والاستمرار حتى وإن تعثرنا، لأن بين اليأس واللابأس تكمن روح الإيمان والأمل الذي ينير دربنا دومًا.
همام حسين علي