وحدة المسلمين
حسن صالح الرجا الغنانيم
***************
إن وحدة المسلمين كلمة تهفو إليها كل قلوب المؤمنين المخلصين لدينهم وربهم ، وهدف سعى ويسعى إلى تحقيقه جميع الدعاة والمصلحين على مرّ التاريخ. ولا يشك أحد في عظمة هذا الهدف وأهميته العقلية والتشريعية٠
فما دعا إليه الإسلام من عزّة ورفعة ومنعة وشوكة للمسلمين يتحقق في ظل الوحدة. والتجزئة والتمزّق والتشتت الذي يعيشه المسلمون منذ فترة طويلة هو سبب ذهاب ريحهم وتسلط أعداءهم عليهم، حتى أضحت مسألة العودة إلى المجتمع الإسلامي الموحّد هدفاً بعيدَ المنال أو مستحيلاً٠
لكن ورغم كل هذا لا بد أن نؤمن أن المستقبل للإسلام، أو أن تشييد هذا المستقبل يكون بتحقيق الوحدة؛ كيف لا، وكلمة التوحيد تنادينا بتوحيد الكلمة٠
إن المتأمل بالآية الكريمة: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُم فَاعبُدُونِ} [الأنبياء: 92]، ليرى أن الوحدة هي انضواء المسلمين تحت لواء الإسلام، وبتلك الوحدة يصبح المسلمون قوة تهاب، وحصناً منيعاً؛ فلا يرضى أحدهم بخذلان أخيه، ولا تقرّ عينه بما يؤذيه، بل لا يرضى له إلا ما يرضاه لنفسه، وذلك هو المقصود من تشبيه العلاقة بين المسلمين بعلاقة أعضاء الجسد الواحد بعضها من بعض، فعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [متفق عليه].
مايحدث اليوم من قتل وتشريد وتنكيل لأخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين وسائر أنحاء بلاد المسلمين هو بسبب المنافقين والدجالين والعملاء الذين نصبهم الإستعمار حكاما على الأمة وأتبعهم الكثيرين ممن يؤمنون بالجغرافيا المصطنعة التي يقودها اليوم الشيطان الأكبر أمريكا والعجوز الهرمة الشمطاء إم المكائد والدسائس بريطانيا وفرنسا وكل الدولة الصليبية والكافرة وأذنابهم العملاء والخونة والمطبعين والمتخاذلين في بلادنا العربية ٠