دهاء امرأة
د. صالح العطوان الحيالي
الحياة فيها الأخذ والعطاء فيها الشد والجذب فيها الحب والوفاء والتضحية فيها السماح والهدوء وفيها التعصب والانفعال . فيها القصص الشريفة واللطيفة التي تواردت لنا عن طريق السلف الجميل . يقال انه
كان هناك رجل متزوج و لديه خدم وفي يوم من الأيام خرجت الزوجة إلى الحديقة ..
فوجدت أحد الخدم جالساً يبكي .. فقالت له : مابالك أراك حزيناً ،قال لها : طردني سيدي .. قالت له : لماذا ؟ .. قال لها : لقد كسرت آنية من الزجاج و أنا غافل..
قالت له : تعال معي إليه .. فذهبا معاً وحين وصلوا قال لخادمه :لماذا عدت مجدداً ..
قالت الزوجة :أنا أحضرته لقد كسر آنية زجاج فطردته .. قال لها : و ما شأنك أنتي ؟ قالت : هذا ظلم و جور .. فقال لها : سيعود بشرط أن تذهبي أنتي إلى أهلك.. فقالت : موافقة .. فقال الزوج : خذي معك أعز ماتملكين و غداً تذهبين .. و حين خيّم الظلام خدرته و أخذته معها إلى أهلها.. وفي الصباح حين أستيقظ وجد نفسه في منزلها .. فقال : أين أنا و من أتى بي إلى هنا ..فأتته زوجته وقالت. : أنا من أحضرتك إلى هنا .. قال : لماذا .. قالت : قلت لي خذي أعز ما تملكين و أنت أعز من أملك .. فأبتسم لها ورجعا سوية ..
شتان بين نساء الأمس ونساء اليوم ، كانت الزوجة صابرة مطيعة تتحمل أعباء الأهل تخدم الزوج والعم والعمة وأخوة وأخوات الزوج ولا نسمع بحالات طلاق إلا ما ندر اماً اليوم فهي تعيش وحدها مع زوجها في بيتها لكننا نسمع الآلاف حالات الطلاق .