مقالات منوعة

انضباط الشعب الكوري وقدرته الفائقة على التطور في ظل الضغوطات

بقلم #الدكتور محمد سعيد طوغلي

الانضباط والاعتماد على الذات هو سر تقدم الشعب الكوري وسط الضغوطات العالمية

في عالم متغير ومتشابك الأوضاع، يكتسب الشعب الكوري إعجاب الكثيرين حول العالم بفضل انضباطه الشديد وقدرته على الاعتماد على الذات ورغبته في الحفاظ على السلام. هذه المقومات لعبت دوراً مهماً في التطور المتسارع الذي حققته جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية بقيادة الزعيم والقائد الاعلى ” كيم جونغ اون” رغم الضغوطات الخارجية والافتراءات الكاذبة.
يتميز الشعب الكوري بخصلة الانضباط العالي بشكل ينعكس على جميع نواحي الحياة من العمل إلى الاجتماعات اليومية. هذا الانضباط هو نتيجة لثقافة أساسها الاحترام المتبادل والتقيّد بالنظام العام.
تاريخ طويل من العزلة الدولية الحاقدة من الغرب والتي لم يلتفت إليها الشعب الكوري البطل على العكس تماماً شهد بروز ثقافة التكيّف وقوة الاعتماد على الذات.
الشعب الكوري يضرب مثلاً في كيفية استغلال الموارد الذاتية وتطويرها لتحقيق الاستقلالية والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي.
ونعزو ذلك إلى الفلسفة الكوريّة التقليدية التي تحض على اللطف والتسامح، وهذه القيم يجسدها الشعب الكوري في علاقاته بالشعوب الأخرى، وهو ما يعزز سمعة كوريا الشمالية لدى أحرار العالم كدولة نشطة في العلاقات الدولية وتنشد الاستقرار والسلام العالمي.
على الرغم من التحديات الدولية والضغوطات السياسية والاقتصادية، تمضي “بيونغ يانغ” قدماً بخطوات ثابتة نحو المستقبل. فقد أظهر مواطني كوريا قدرة فريدة على الابتكار والتحلّي بالصبر والتحمل في مواجهة الأزمات، مؤكدةً على مرونتها الاقتصادية والاجتماعية.
فأنا ارى ان الشعب الكوري نموذجاّ يحتذى به في تحقيق التوازن بين الحفاظ على التقاليد والانفتاح على الابتكار والتكنولوجيا. الإصرار على التطوير الداخلي وبناء جسور التفاهم والصداقة مع الدول الأخرى يشكل ركائز أساسية في رحلة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية نحو تحقيق تقدم مستدام.
ففي جوهر الدولة الكورية الشمالية تكمن الفكرة الزوتشية، الأيديولوجية التي تدعو إلى الاستقلال الذاتي والاكتفاء الذاتي وتعزيز السيادة الوطنية. تعود جذور الزوتشية إلى “كيم إيل سونغ”، الذي طبق هذه الفلسفة كمنهج حكم في مواجهة التأثيرات الخارجية وكدافع لبناء دولة مستقلة ومتماسكة.
أحد دعائم الزوتشية هو الاعتماد على الذات. تسعى كوريا الشمالية إلى أن تكون مستقلة بقدر الإمكان، معتمدة على مواردها دون الحاجة إلى المساعدة الخارجية. هذا المبدأ يتجلى في سياساتها الاقتصادية ومقاومة الضغوط الدولية.
يرتبط الاكتفاء الذاتي بفكرة الاستقلال، حيث تهدف الدولة إلى إنتاج جميع احتياجاتها من الصناعات والزراعة إلى شتى أنواع الموارد. هذا المبدأ يمكّن كوريا الشمالية من تحقيق درجة من الاستقرار في مواجهة العقوبات الاقتصادية الدولية الظالمة .

تضع القيادة الكورية الشمالية السيادة الوطنية في مقدمة أولوياتها. تسعى اديولوجيتها إلى تحصين البلاد ضد ما تعتبرها محاولات تدخل أجنبية في شؤونها الداخلية أو التأثير عليها.
وتسعى كوريا الشماليه إلى توحيد وتحرير الشق الأخر منها والذي تسيطر عليه القوى الامبريالية وقوى الظلام لتعود كوريا كل كوريا بشقيها الشمالي الحر والجنوبي المستعمر دولة واحدة تقف مع الحق والإنسانية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى