تأثير الطبيعة فى الإنسان و دورها فى الحياة الصحية و النفسية
تأثير الطبيعة فى الإنسان و دورها فى الحياة الصحية و النفسية
《تأثير الطبيعة فى الإنسان و دورها فى الحياة الصحية و النفسية》
أ.فتحى بنحميدة
الطبيعة توفر لكل الكائنات الحية كافة مقومات العيش للبقاء على قيد الحياة، فالماء والهواء عنصران أساسيان لنا فكيف إذا اجتمعت كافة ثروات الطبيعة بيد الإنسان وأحسن استخدامها لأنعكس تأثير الطبيعة بشكل فعال على حياته.
يتم تفاعل الإنسان مع الطبيعة من خلال حواسه الخمسة : استنشاق هواء نقي _ استماع إلى موسيقى خرير المياه _ حفيف أوراق الأشجار _ تناغم سيمفونية الطيور والحيوانات والحشرات _تمتع النظر بمناظر الطبيعة الخضراء الخلابة_ تذوق كافة ثمارها وأعشابها ومزروعاتها، إضافة إلى احتكاك ولمسنا للأحجار _الرمال _ التربة _الثلج _الأغصان…….
كل هذا التفاعل الخارجي يتغير للأفضل مع اندماجه بالتفاعل الداخلي للإنسان وتأثيره بشكل سحري على نفسيته لإضفاء طاقة إيجابية فعالة.
إذا للطبيعة تأثير كبير على الإنسان سواء على صحته النفسية أو قدراته العقلية، الا ان اختلاف درجة التعامل مع البيئة الطبيعية من إنسان إلى آخر والتعرض المباشر لها، قد أديا إلى اختلاف تأثير البيئة الطبيعية عليه. فالاحتكاك المباشر مع البيئة الطبيعية الصحية يمنح الإنسان الأتزان النفسي وراحة الدماغ وأعضاء الجسم فيعكس علينا الطاقة الإيجابية.
أظهرت العديد من الدراسات والمبادرات على وجود صلة وثيقة بين الإنسان والطبيعة تعود عليه بالنفع على صحته وسعادته إذ يشجع الكثير من الأطباء مرضاهم للجوء إلى الطبيعة لمعالجة أمراضهم الجسدية والصحية مثل : ارتفاع ضغط الدم _أمراض القلب….. والأمراض النفسية : القلق _ الخوف _ الإكتئاب…….
فالخروج إلى الطبيعة والقيام ببعض الأنشطة مثل المشي، اللعب، النظر إلى الأفق البعيد، الركض على الشاطئ…… تساعد في تحسين اللياقة البدنية والنفسية للإنسان وعلى إيجاد التوازن الداخلي وامتلاك قدرات للتأقلم مع الآخرين وحل مشاكله اليومية، ومنحه المزيد من التفاؤل لتعزيز مهاراته الإبداعية.
قرب الإنسان من الطبيعة يدعم أيضاً الجانب الروحي لديه ويعزز رغبته في حمايتها، فيولد رابطاً روحياً بينه وبينها ويجعله أكثر ادراكاً وتقديراً لكل ما يشعر به ويتنشقه ويلمسه ويراه، فيُقوي طاقته الإيجابية بتناغمٍ سلس.
أن تأثير البيئة الصحية على حياتنامن خلال الطاقة الإيجابية نحصل عليه من خلال :
1_تَمتع النظر بمشاهدة المناظر الطبيعية :غروب الشمس _مساحات خضراء _تساقط الثلوج _السحب _شروق الشمس…..
2_استماع الى موسيقى المياه :الأنهار _الشلالات _موج البحر…. أو أصوات الرياح والبرق والرعد…. كلها تعمل على زيادة الطاقة الجيدة لدى الإنسان، وهذا ما يفسر إحساس البشر بالراحة بعد التعرض لأي من الظروف المناخية.
3_التنعم بنور الشمس :لا يمكن أن نتخيل حجم الطاقة الإيجابية التي تمنحنا اياها الشمس كلما تعرضنا لها بشكل شخصي أو تم استخدامها في تطهير المنزل والاغراض والملابس، فنشعر بالأنتعاش وعودة الحيوية في كل خلية من خلايا الجسم.
4_المشي حافي القدمين على التراب أو الرمال كفيل بتفريغ الطاقة السلبية من الجسد إلى الأرض وشحن الجسم بالهدوء والطاقة الإيجابية والمساعدة على الاتزان النفسي وراحة الجسم والدماغ.
5_أحتضان الأشجار :أثبتت الدراسات أن عناق الأشجار لفترة وجيزة وبانتظام تساهم في تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية مفيدة وتحسن العديد من المشاكل الصحية والاضطرابات ومستوى التركيز والاكتئاب وتخفف من الصداع، وقد أثبت علمياً أن السر يكمن في خصائص الذبذبات التي تبثها الأشجار وتعطينا فوائد صحية.
6_التداوي بالأعشاب الطبيعية اما بشكل مباشر على الجسم أو غليها بالماء الساخن وشربها أو طحنها وسحقها لمعالجة بعض الأمراض الخارجية والداخلية.
فكم منا عند شعوره بالتعب يشرب مشروب اليانسون الساخن فيساعده على الاسترخاء والنوم.
7_ الاحتكاك المباشر مع الطبيعة مثل : إطعام الطيور _ التفاعل مع الحيوانات _ زراعة الزهور _ مشاهدة موج البحر……. كله يحسن من أداء الدماغ وينعكس إيجابياً على راحة الإنسان ونوعية النوم ويقلل من ضغط الدم المرتفع ويخفف من متاعب الجهاز التنفسي وأمراض القلب والتخفيف من الشعور بالقلق والاكتئاب.
أن تفاعل الإنسان مع الطبيعة بطريقة صحية سليمة يؤثر كثيراً على منحه الطاقة الإيجابية ويزيد من نشاطه، إضافةً إلى الشعور بالسعادة وفهم الذات ويحسن من حالته المزاجية واستعادة القدرة على التركيز والانتباه وبالتالي على صفاء ذهنه.