مقالات منوعة

العولمة

العولمة

الدكتور محمد العبادي

العولمة

منذ نهايات القرن الماضي شهد العالم على إطلاق مصطلح جديد يسمى العولمة …ماهي العولمة وإلى ماذا ترنو ؟
هناك من عرف العولمة على أنها ثورة فكرية تسعى لتوحيد السياسة والاقتصاد والثقافة وحتى الفكر ، وبذلك يصبح العالم خاضعاً لمؤثرات معلوماتية وإعلامية واحدة تصدر للعقل البشري افكارا موحدة بلون واحد ، قد يقبلها البعض وقد تتعارض مع قيم ومبادئ البعض الأخر .
ومنهم من يرى أنها حالة طارئة على البشرية، وأنها استعمار مكرر في ثوب جديد، يريد طمس الهوية الثقافية والدينية .
ومنهم من يرى أنها عبارة عن تطور طبيعي لمراحل تطور الفكر البشري.
فالعولمة” هي واحدة من المفاهيم الأساسية في عصرنا.
نحترم كل الآراء فجميعهم على صواب لأننا لو نظرنا بعين الناقد إلى الأهداف الأساسية للعولمة بأبعادها المختلفة ، لوجدنا فيها هدفاً مركزاً نحو إزالة كل أنواع الحواجز بين الشعوب والترويج لنمط معين من الحياة والسلوك والثقافة، وهو ما يراه البعض بالتحديد النمط الغربي ومنظومته الحضارية ، والسعي إلى فرضه وتعميمه على الجميع.
ومنهم من رأى أنها قفزة نوعية متزامنة مع ثورة الانترنيت والاتصالات . التي وحدت العالم وجعلته قرية صغيرة موحدة .
ولكن بالمقابل ألم يعتبر العديد من الاقتصاديين البارزين والسياسيين وغيرهم من الخبراء أن النظام المالي الدولي يشكل خطرًا محتملاً على فقراء العالم ، حتى بعض دعاة العولمة يتحدثون عنها بحذر . مع أن تطبيق العولمة على التجارة ساعد في انتشال أعداد كبيرة من سكان العالم من براثن الفقر المدقع. إذا يمكن للاقتصادات الناشئة ، أن تساعد في تحويل عمل الأشخاص المحرومين إلى ثروة أكبر لهم وتحقيق المزيد من الازدهار والاستقرار للعالم بأسره.
فالعلاقة بين العولمة والمتلقين لها من منظور مفكري علم الإجتماع والأنثروبولوجيا. أن ظاهرة العولمة تعتبر ظاهرة سوسيولوجية عالمية ومحلية، تحمل أثاراً ايجابية كثيرة وٱثاراً سلبية كثيرة أيضاً والتي تطرح تحديات جديدة تقف أمام المجتمع الإنساني.
فنحن وقد سمعنا كل الآراء الإيجابية ، والسلبية التي تعترض على العولمة وتطالب بالتصدي لها ، فعلينا تقع مسؤولية اخد الجانب الجيد من العولمة وطرح السيئ بعيداً . والواجب علينا المحافظة على هويتنا الثقافية والسياسية مع التشديد على تحصين كياننا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.وبذلك نكون ضمن منظومة العولمة ولكن بما يتناسب مع مصالحنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى