الدكتور محمد العبادي
الأمم تنهض برجال الدولة
هو مانفتقر اليه في عالمنا المعاصر ..عالمنا المليئ بالسياسيين والقادة ورجال الحكم ، أما رجل الدولة هو مانبحث عنه ، من هو رجل الدولة ؟ وبماذا يختلف عن غيره ؟
رجل الدولة هو من يتولى مناصب مهمة في الدولة.. حيث يجمع بين أمرين، الأول : ممارسته لمهام وظيفية عامة تخدم المجتمع، والثاني : بتميزه عن غيره من رجال السياسة الذين لا يهتمون ولا يتحملون شيئاً من مهام الشأن العام لخدمة المجتمع ،
وهنا يمكن أن يسمى شخصية عامة، بمعنى أنه وهب نفسه وما يمتلك من مواهب وقدرات وموارد لخدمة مجتمعه ووطنه الذي ينتسب إليه.
كما و يتمتع رجل الدولة بقيم ومقومات عالية لا يمتلكها غيره،
فهو يمتلك قدراً كبيراً من مهارات وأدوات العمل التنظيمي والإداري والقيادي، ولديه القدرة على إدارة ومواجهة الجماهير، فرجل الدولة لا يشعر بالملل أو بالتعب ولا يكل ولا يمل نحو احساسه بالمسؤولية ، إنه ينسى نفسه وحياته ولا يهتم إلا بدولته ووطنه ومواطنيه، حاضراً ومستقبلاً، يأخذ العبر من الماضي يقرأ التاريخ، ليستنبط منه المعرفة والحكمة ويتدرب على أساليب التحليل انطلاقاً من ان السياسة الناجحة هي السياسة المستقرة التي تعتمد على حقائق الوضعين الاقتصادي والاجتماعي لبلده.
ومن هنا جاء الاختلاف بين رجل الدولة ورجل السياسة .
صحيح أن رجل الدولة هو رجل السياسة الذى أتقن فنون السياسة، ولكنه قام بتسخيرها لخدمة المجتمع والمصلحة العامة، نعم هو رجل يضع نصب عينيه مصالح دولته، وأمنها القومي أولاً ، ويعمل لشعبها، كل شعبها دون تمييز بين من كان ضده، ومن كان معه، وبين من يختلف معه سياسياً أو دينياً ، نعم هذا هو رجل الدولة الذي يؤمن بالدولة والوطن والشعب كل الشعب، يسخر قدراته وإمكاناته لحماية مصالح دولته، والحفاظ على أمنها وتقدمها وازدهارها.
رجل الدولة هو رجل السياسة مضافاً اليه كل القيم العليا للدولة، وكل المثل العظمى للسياسة، وكل المعايير المعتبرة للقانون.
فالأمم تنهض برجال الدولة و تنجح برجال السياسة، والحكومات تحتاج الاثنين معاً لبناء وطن قوي يسوده الأمن والٱمان والرفاهية والازدهار.