مقالات منوعة

الضرائب الأمريكية الإضافية ضد الصين والرد الصيني عليها

كاتبة: ليو تشاو صحفية صينية في مجال الاقتصاد والعلاقات الدولية

فرض الولايات المتحدة الضرائب الإضافية على الصين:
خلال الحملة الانتخابية، أعلن دونالد ترامب أنه سيفرض رسوما جمركية إضافية على الصين، وبعد توليه المنصب، وقع دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة على السلع المستوردة من الصين ابتداءا من اليوم الأول من فبراير هذا العام. وذكر البيت الأبيض أن رسوما جمركية بنسبة 10 في المائة ستفرض على جميع الواردات القادمة من الصين بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية. ويقول ترامب إن هذه الرسوم الجمركية تتماشى مع التزامه بالإجراءات الحمائية.
ومن أجل إطلاق حرب رسوم جمركية، الولايات المتحدة تحول لوم سوء استخدام الفنتانيل في البلاد إلى الصين والمكسيك ودول أخرى كما فعلت في الماضي، مدعية أن ” المادة الأولية للفنتانيل مصدرها الصين ويتم معالجتها وتحويلها إلى مخدرات في المكسيك وبعدها يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة”، وهذه الأقوال كذريعة الولايات المتحدة لتضليل الرأي العام المحلي والدولي. حيث أكدت الصين أنها من دول العالم التي لديها سياسات صارمة وشاملة لمكافحة المخدرات، وقد فرضت رسميا الرقابة على المواد الشبيهة بالفنتانيل. فاتهامات الولايات المتحدة ضد الصين حول قضية الفنتانيل لا أساس لها على الأطلاق.
وجراء الإجراءات الأمريكية هذه، قالت لجنة التعريفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني اليوم الرابع من فبراير إن الصين تعتزم فرض تعريفات إضافية على بعض المنتجات الأمريكية بدءا من يوم 10 فبراير الجاري.
وسيتم فرض تعريفة إضافية بنسبة 15 في المائة على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال التي منشؤها الولايات المتحدة. وسيخضع النفط الخام والآلات الزراعية والسيارات ذات الإزاحة الكبيرة والشاحنات الصغيرة لتعريفة إضافية جمركية بنسبة 10 بالمائة.
تأثيرات فرض الضرائب الإضافية على كلا الجانبين الصيني والأمريكي:
من جانب الصين، يلغي الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب الإعفاء من التعريفات الجمركية الأمريكية للسلع الصينية الصغيرة التي تقل قيمتها عن 800 دولار، هذا التغيير من المتوقع أن يجلب تأثيرات سلبية على مبيعات منصات التجزئة الصينية الكبرى عبر الإنترنت مثل Temu و Shein ويقوض القدرة التنافسية العالمية للتجارة الإلكترونية الصينية. ومع ذلك، السلسلة الصناعية الصينية مرنة وقادرة على تخفيف تأثير التعريفات الجمركية، وبالتالي فإن تأثير فرض التعريفات الأمريكية الإضافية على الاقتصاد الصيني الكلي محدود. وفي مواجهة التحديات الخارجية، لدى الصين الفرصة لتعديل استراتيجياتها التجارية وإيجاد نقاط نمو جديدة، مثل تعزيز التعاون مع أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية ودول ومناطق أخرى لكي تقليل اعتمادها على السوق الأمريكية.
ومن جانب الولايات المتحدة، تعتمد العديد من الصناعات الأمريكية مثل التصنيع والزراعة على واردات المواد الخام والمكونات من الصين، ارتفاع أسعار السلع الصينية سيحمل عبءا باحظا لاقتصاد الولايات المتحدة، وفي نهاية المطاف، سيضرر مصالح المستهلكين الأمريكيين. وإذا استمرت الولايات المتحدة في فرض الضرائب الإضافية ضد الصين، فهذا السلوك لا يضعف نفوذها في التعاون الدولي لمكافحة المخدرات فحسب، بل قد يثير أيضا استياء ومقاومة الدول الأخرى ضد السياسة الأحادية الجانب للولايات المتحدة.
ما تقترحه الصين:
الصين تؤمن دائما بأنه لا يوجد فائز في حرب تجارية أو حرب رسوم جمركية، وأن الصين تظل ثابتة في حماية مصالحها الوطنية. موقف الصين بشأن مسألة الرسوم الجمركية ثابت، الإجراءات المتعلقة بالرسوم الجمركية ليست في مصلحة الصين أو الولايات المتحدة، ولا في مصلحة بقية العالم. لذا ينبغي للولايات المتحدة أن تعتز بالنوايا الحسنة للصين وأن تحافظ على الوضع الجيد الذي تحقق بشق الأنفس من خلال التعاون الصيني الأمريكي في شتى المجالات بما فيها التجارة وتقاسم التكنولوجيا الفائقة ومكافحة المخدرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى