مقالات منوعة

استقبال مُسيئ للوفد السوري الرفيع المستوى في الإمارات العربية المتحدة

الوفد السوري في الإمارات

استقبال مُسيئ للوفد السوري الرفيع المستوى في الإمارات العربية المتحدة

كتب الدكتور محمد سعيد طوغلي

حقيقة لقد ساءني ماجرى في الآونة الأخيرة وحرك حفيظتي وحنقي لدى استقبال الوفد السوري الرفيع المستوى في الإمارات العربية المتحدة والذي أثار جدلاً واسعاً، خاصة في اسلوب الإستقبال وطريقة جلوس المضيف وغياب تام للعلم السوري في قاعة الاجتماع ، هذا الحدث لم يكن مجرد حادث عابر، بل كان له دلالات عميقة تعكس حقيقة النفوس الحاقدة على سورية والعداء الذي يكنه بعض دول الخليج، وخاصة الإمارات.
تاريخ العلاقات السورية الإماراتية شهد تقلبات كبيرة، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011. بينما دعمت بعض الدول الخليجية المعارضة السورية، كانت الإمارات من بين الدول التي اتخذت موقفاً أكثر حذراً ، منذ 2017 بدا واضحاً أن الإمارات أصبحت أكثر قرباً من النظام السوري؛ حيث عدلت من موقفها، وأعادت افتتاح سفارتها في دمشق عام 2018. ثم في فترات لاحقة حسّنت من علاقاتها السياسية والاقتصادية مع النظام، وتوّجت ذلك بزيارة لوزير الخارجية الإماراتي لدمشق، وزيارة الأسد للإمارات .
من الناحية الاقتصادية أمدت الإمارات النظام بالعملة الأجنبية عَبْر تسهيل أعمال الشركات المقربة منه، وتسهيل حركة الصادرات السورية للإمارات، كذلك استقبلت عدداً كبيراً من رجال الأعمال السوريين، وقدمت دعوات لمسؤولين حكوميين وتجار لحضور معارض ومناسبات مختلفة.
إن سوء استقبال الوفد السوري يمكن أن يُفهم ان الأمارات غير راضية عن تحرير سورية ، وأن التوترات السياسية المريبة لا تزال تحكم العلاقات بين الثورة وقادتها وبعض قادة الدول العربية ، بينما تسعى معظم الدول لإعادة بناء العلاقات مع دمشق المحررة ودمشق الجديدة .
إن الاحترام الدبلوماسي والعلاقات الدولية وتقدير رموز الدولة من أهم عناصر البروتوكول الدبلوماسي، وتعكس احترام الدول لبعضها البعض. وما جرى من خلال الاستقبال الرسمي يعتبر انتهاكاً لهذا البروتوكول وقد يؤثر سلباً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
إن الاستقبال الرسمي السيء وعدم رفع العلم الوطني يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية بين الدول، ويخلق حالة من عدم الثقة والاحتقان. من المهم تجنب مثل هذه الحوادث التي تؤثر على سمعة الدول وتقوض العلاقات الخارجية.
يجب على الدول سلوك مسلك الاحترام المتبادل وتعزيز روح التعاون والود بينها. إن رفع العلم الوطني واحترام رموز الدولة خطوة أساسية في بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البناء.
وأنا بدوري اطالب دولة الأمارات العرپية المتحده ٠ بالاعتذار العلني من الشعب السوري ونؤكد على ان الاعتذار خطوة ضرورية ومهمة لإعادة بناء الثقة وترميم العلاقات الثنائية.
وبذلك تعزز الإمارات صِلاتها مع سورية وتشييد جسوراً للتعاون المستقبلي ، وتساهم في بناء علاقات ثنائية أقوى وأكثر استقراراً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى