مقالات منوعة

رسالة الإعلام في الإسلام

رسالة الإعلام في الإسلام

إئتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة

( ارض الحكمة )

“رسالة الإعلام في الإسلام”

************

تعتبر رسالة الإعلام في الإسلام وفي كل عصر رسالة سامية نقية واضحة ، لا تقبل الخضوع لباطل القول والفعل، ولا ترضى أبدا بالعمالة والانهزامية والتبعية ، ولا يمكن أن تبيع الحقيقة مهما كان الثمن ، أو تستجدي الأيادي الملوثة لتغدو بوقاً لأي بطانة مهما كان مركزها وثقلها لأنه زائل لامحالة وتبقى رسالة الإسلام خالدة مادامت السماوات والأرض٠

إن واجب رسالة الإعلام في الإسلام هو حمل الحقيقة إلى الناس كافة وبكل لغات العالم ، بدون غربلة اوزيادة أونقصان، لأن الصدق شعار، والأمانة في الكلمة والصورة وسيلة، وتبشير الناس بالمبشرات وإنذارهم بالمخوفات هدف وغاية، والتثبت والتبين في النقل قاعدة ومنطلق.

يعتبر الإعلام في الإسلام منارة لبث الثقة والوعي الصحيح بين الناس في قضايا الدين والدنيا، ونشر الفضائل والتحذير من الرذائل وإصلاح الخلل، ومعالجة المشكلات، والتربية على الجد والعمل ونبذ القعود والكسل والإصلاح بين الأخوة ونبذ الحروب والإقتتال بين الأخوة وجمعهم على كلمة التوحيد والتقوى وبناء المجتمعات ومحاربة شتى أنواع الفساد والاستبداد وسرقة أموال ومقدرات الشعوب، وبناء تنمية مستدامة قولا وفعلا وعملا٠

كان ومازال إعلامنا الإسلامي بجميع وسائله التقليدية والحديثة إضاءة متألقة هادية إلى سبل الحياة السعيدة، والقيم النبيلة الرشيدة، والهدف الصالح والمستقبل الناجح في الدنيا والآخرة٠

دعونا نقارن مضامين رسالة الإعلام في الإسلام وبين الإعلام الهش الواهن هذه الأيام، لنجد أن أصحاب الباطل وأعداء المُثل والفضائل حينما علموا أهمية الإعلام وقوة إقناعه وتوجيهه للمجتمعات سيطروا عليه ، وجندوا له وللأسف الشديد الكثير من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا ممن يوافقونهم في المنطلقات أو الغايات، وجعلوهم على المنابر الإعلامية المختلفة؛ ليكونوا لهم ألسنة معبرة عن أهدافهم، ومنفذين لمخططاتهم الرامية إلى دفن الفضيلة وإحياء الرذيلة والفجور بشتى أنواعه٠

إن الإعلام المنحط والقذر في هذه السنوات هو المستعمر الجديد للأوطان والعقول والأفكار والأخلاق والسلوك يقلبها في فضائه الموبوء كيف ما يشاء ليوجهها حيث يشاء بعد أن وجد أرضية خصبة له في كل دول العالم ومنها الوطن العربي٠

إن أصحاب الإختصاص في الإعلام يعرفون الإعلام بأنه:– تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمةوالحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع، أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الشعوب واتجاهاتهم وميولهم الفكرية والثقافية وكذلك مايخصهم من إمورهم المعيشية والأمنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ومتطلبات الحياة بشكل عام ٠

المطلوب من الإعلام بشكل عام هو الصدق والصحة والصواب والسلامة في نقل الأخبار ، ولكننا نجد ذلك غير ذلك؛ فالإعلام المستورد يقلب الحقائق، فيجعل الصدق كذباً، والكذب صدقاً، والحق باطلاً، والباطل حقاً، والخبيث طيباً، والطيب خبيثاً، والبطولة تهمة، والانحرافات السلوكية نجومية!

وهذا هو حال معظم إعلامنا اليوم ، ومزيدا من الإنحرافات والإنخطاط وتدمير الروح المعنوية للشعوب العربية والترويج لدول الإستكبار العالمي وعمل علاقات مشبوهة مع اعداء الله والدين والإنسانية ٠

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) – قال عمران :– لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنين أو ثلاثة – قال النبي صلى الله عليه وسلم :– ((إنَّ بعدكم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن)) [رواه البخارى ومسلم واللفظ للبخارى] .

قال النووي في معنى الجمع في قوله : يخونون ولا يؤتمنون (أنهم يخونون خيانة ظاهرة؛ بحيث لا يبقى معها أمانة، بخلاف من خان بمقيد مرة واحدة، فإنه ويصدق عليه أنه خان الأمانة في بعض المواطن) [شرح النووى على مسلم]٠

وأخيرا نختم بقول الله تعالى:–قوله تعالى :–

(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) سورةالحج آية 38] .

قال ابن كثير :–إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ” أي أنه لا يحب من عباده من اتصف بهذا، وهو الخيانة في العهود والمواثيق ، لا يفي بما قال. والكفر:— الجحد لنعم الله ، فلا يعترف بها)٠وكل زور وبهتان وخروج عن مبادىء الإسلام هو خيانة عظمى لله ورسوله والمؤمنين٠

*********

د٠حسن صالح الرجا الغنانيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى