لا تحلموا كثيرا ايها الحالمون . . .
قطرالندى عزيز دعدوش
لماذا تفشل كل النوايا الحسنة ؟؟؟ ، تخيل معي فريقا يحاول لعب كرة القدم في ملعب غير مستوي مليء بالحفر و الهضبات ، كلما حاول اللاعبون تمرير الكرة اصطدمت بالعوائق و انحرفت عن مسارها ، كلما حاولوا الركض تعثروا وسقطوا ، في هذا السيناريو لا يمكن أبدا الحديث عن خطة لعب محكمة أو هجمات مرتدة ناجحة ، كل ما يمكن توقعه هو فوضى عارمة واصابات خطيرة وجهودا مجانية لا تسمن ولا تغني من جوع وفي الأخير فشل ذريع ، وهذا هو حرفيا ما يحدث حين نحاول دفع عجلة التنمية بنوايا حسنة في وسط سياسي عفن ، في الملعب السياسي العفن حيث يتصارع السياسيون وأرباب المال والمضارببن صراع الثيران على المصالح الشخصية و إحكام القبضة على مفاصل النفوذ بدلا من العمل لتحقيق الصالح العام والنهوض بالبلد ، يستحيل لأي خطة تنموية أو استراتجية اقتصادية أن تنجح حتى لو سخر لها أعلم وأشجع أهل الأرض ، في هذا المعلب العفن ستذهب كل تلك المشاريع التنموية والأفكار الجديدة رهينة لمزاج هؤلاء اللاعبين السياسيين ، وتتحول إلى أدوات للتفاوض والمساومة ، في مثل هذه البيئة “القذرة” ستهدر موارد كثيرة وتضيع فرص عظيمة وتبقى الخطط التنموية وكأنها أضغاث احلام ، فالحديث عن التطوير والمطالبة بدفع عجلة التنمية في بيئة سياسية تشبه إلى حد كبير بيئة “الحيوانات” حيث يكون الافتراس سيد القرار ، لا يعدو الحديث عن كونه مجرد استهلاك اعلامي لبيع الاوهام والأحلام الوردية ، فلا تحلموا كثيرا ايها الحالمون أن تكونوا يوما في مصاف الدول المزدهرة طالما بقي ملعبكم مليئا بالأشواك والحفر ، ولربما أحلامكم مؤجلة لأشعار لاحق ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .