الدكتور محمد العبادي
مفهوم الإستراتيجية الأمنية
هناك عدة مفاهيم للإستراتيجية الأمنية ، وقد تختلف المفاهيم الامنية حسب طبيعة الدولة وعلاقاتها بالمجتمع الدولي ، وبما أننا مملكة إنسانية مسالمة تنشد الخير والرفاهية وتنشر الحب والسلام فمفاهيمنا الأمنية مختلفة تماماً.
علينا أولاً دراسة وتحليل الثغرات الأمنية وتقييم الإمكانات والخيارات المتاحة للدولة في قضية سد هذه الثغرات ووضع الاستراتيجية الكاملة وكيفية استخدام الإمكانات والموارد
المختلفة لتحقيق أهداف الاستراتيجية التي تحددها السلطة السياسية، فلكل موقف أمني إستراتيجية مختلفة ، ولكل هدف إستراتيجية ملائمة تطبق بنجاح . ومن هنا تبدو أهمية وضوح الأهداف التي إذا فقدت تؤدي إلى شلل العملية الأمنية برمتها، والحد من فعاليتها وفائدتها.
ومفهوم الإستراتيجية الأمنية من المفاهيم المتداولة في العلوم السياسية المختلفة والتي تستخدم للدلالة على أكثر من معنى واحد .
فإذا وكما أسلفنا سابقآ أنه يتوجب أن تبنى إستراتيجيات الأمن القومي للدول على طبيعة التهديدات ، ونوعية مصادرها ، ومكونات الإستراتيجيات المضادة والمصالح المنتشرة عبر العالم ، وطبيعة الحلفاء والأصدقاء الذين يشكلون جزءا لا يتجزأ من الإستراتيجية العامة للدولة على وجه التحديد.
انطلاقاً مما مر معنا ، يمكن لنا نقول أن الاستراتيجية الأمنية هي منظومة عملية للأساليب والوسائل العلمية القائمة على الاستخدام الأمثل للقوى والمصادر القومية من أجل تحقيق أهداف الأمن القومي.
كما يمكن أن نعرف الاستراتيجية الأمنية على أنها جملة من الإجراءات التي تحدد الهدف الأمني للدولة في حدود عناصر القوة المتاحة في إطار المبادئ الاطلنتية التي لا تتطاول على حقوق الإنسان ولا على حريته .
واخيرأ على الخطط الاستراتيجية الأمنية أن لا تغفل مسألة مد جسور الثقة بين الأجهزة الأمنية والمواطن ، بحيث تكون الأخيرة مصدر امان واطمئنان للمواطن لا مصدر خوف .