مقالات منوعة

نكون أو لا نكون

مفرق طرق

نكون أو لا نكون

 

الصحفي أحمد عثمان يكتب

 

حدثنا عيسى بن هشام فقال: يحكى أن دجاجةً وقفت أمام صقر وقالت له لماذا تطير عالياً وتسكن في الأعالي ألاترى بأن عددكم قليل ؟

تعال معنا وادخل القفص فهناك من يطعمنا ولانتعب أنفسنا بالطيران ولايوجد ذئب يهددنا ، ضحك الصقر وقال: عندما تحلقين عاليآ تشعرين بنشوة العزه والكرامة والشموخ وعندما تسكنين الأعالي يحسدك الناس جميعآ وعندما تأكلين مما تتعبين بالحصول عليه تجدين معنى للحياة ألاترين أن من يطعمك من بقايا طعامه يذبح أولادك ويأكل بيضك ويحبسك طوال الوقت بحجة الذئب قادم ليقتلك!!!!.

ضحكت الدجاجة وقالت:انت تتكلم بكلام غير مفهوم مثل النشوه والعزه والكرامة والحياة والحرية الأعالي هل انت مجنون مامعنى هذا الكلام فقال : لها الصقر انا أفهم ماتقولين لأنك ولدت في القفص وعشت فيه ولن تفهمي مااقول لان من تعلم على الذل لايعرف إلا أن يعيش ذليلآ ومن تعلم أن يأكل فضلات غيره لايعرف معنى عزة النفس ومن رضع الكرامة لايتساوى مع من رضع الذل صغيرآ واسلتذه كبيرآ

لذلك قال: الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي:

لن يكون لك رأي حتى يكون لك رغيفك الخاص ومادون ذلك فهو مجرد صدى لرأي من يطعمك

في أزقة دمشق القديمه حيث تختلط رائحة الياسمين برائحة الغبار بين الجدران مازالت تحمل ندوب عقد من الحرب يتردد سؤال واحد على ألسنة الناس إلى أين تتجه سورية ؟؟؟؟

هذا السؤال لم يعد شأنآ داخليآ فحسب بل صار مطروحآ على طاولات صناع القرار في تل أبيب وانقره وواشنطن وموسكو وبكين وبروكسل غير أن الإجابات حتى الآن تأتي محملة بإنتهازيه سياسية خارجية وداخلية تجعل مستقبل البلاد رهينة لمصالح متضاربة ، لا لمصلحة وطنية جامعة .

واليوم وبعد أكثر من عقد تبدو البلاد أمام مشهد سياسي مَعقد تتقاطع فيه إِرادات الفاعلين الخارجين مع تحديات الداخل في مرحلة انتقالية عنوانها الابرز غياب الحل الشامل وحضور الصفقات المؤقتة

إسرائيل والولايات المتحده الامريكيه والاتحاد الأوروبي وتركيا وروسيا وإيران جمعيها تمتلك رؤى ومصالح متناقضه بشأن سوريه

إذآ الإنتقال من مرحلة إدارة الأزمة إلى صناعة الحل يتطلب إراده سياسية جريئة ورؤية استراتيجية متبادله

سوريه اليوم أمام مفترق طرق إما أن تبقى ساحه لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية أو أن تتحول إلى دوله تفرض شروطها وتمتلك قرارها

والخيار الثاني ليس مستحيلآ لكنه يحتاج إلى لحظة وعي وحس وطني وإجماع شامل على أن المستقبل يصنعه السوريون نعم السوريين انفسهم لايستجدى من أحد ولايمنح من الخارج …..

نقطة من اول السطر ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى