قِطاع الأدلاء السياحيين يُعَاني مِن تراجعٍ حاد!
– عرض: أ. مروان سوداح.
تحت هذا العنوان اللافت جداً، كتب الاستاذ مُحمد أبو الغنم مقالة في جريدة “الغد” اليومية الأُردنية الغراء، بتاريخ الخميس، الثامن فبراير/شباط،2024، أشار فيها إلى تأكيد رئيس “جمعية الأدلاء السياحيين الأُردنيين”، السيد هاني المساعدة، الذي تحدث عن الأوضاع الراهنة التي فرضتها التوترات الأَمنية في “منطقة الشرق الأوسط”، والتي أدَّت إلى “تراجعٍ حاد” في عمل الأدلاء السياحيين في الأردن.
في المقالة نقرأ للسيد المساعدة، التالي: “أن هنالك أكثر من 90% من الأدلاء السياحيين لا يعملون حالياً بسبب تراجع السياحة الوافدة في الفترة الأخيرة نتيجة تداعيات حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني منذ 4 أشهر، عِلماً بأنه على العكس تماماً في مثل هذه الفترة من السنة، يكون 90% من الأدلاء ينشطون في عملهم”.
وقال المساعدة: “هنالك ما يُنَاهِز 1400 دليل سياحي يعملون في القطاع”،
ويُشار إلى إن قطاع السياحة الوافدة تراجع بنسبة وصلت إلى 0 % منذ الربع الأخير من العام الماضي 2023، وِفقاً لتقديرات عاملين في القطاع، بسبب الأحداث الأَمنية الجارية في منطقة “الشرق الأوسط”. كما وأكد المساعدة في حديثه لجريدة “الغد”، أن ما يحدث في قطاع غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة أثَّرَ بشكل كبير على مختلف القطاعات السياحية. لكن، يجب العمل على إيصال الصورة الصحيحة، ويجب التركيز على جذب السياح الى المملكة.
وأشار إلى أهمية العمل المشترك بين القطاع العام والخاص للترويج والتسويق لزيارة المملكة بمختلف دول العالم، وتأكيد عدم وجود أي أحداث قريبة من المملكة.
وأضاف المساعدة: “القطاع السياحي بمختلف منشآته يعيش أزمة اقتصادية سيئة جداً، ويجب العمل على إخراجه منها، وتقديم المساعده اللازمة من خلال استقطاب السياحة الوافدة العربية والأجنبية، بالاضافة إلى تنشيط السياحة الداخلية”.
وبَيَّنَ أن ارتفاع كُلف السياحة في المملكة يقف حاجزاً منيعاً في ظل زيادة أرقام السياح من الخارج ومن الداخل، واصبح السائح الأجنبي يبحث عن بدائل أُخرى غير المملكة، إضافة إلى إن المواطن يُفَضِّلُ السفر إلى بعض دول الجوار، مثل تركيا، ومصر بهدف السياحة، وهي بالنسبة إليه أوفر.
ولفت المساعدة النظر إلى إنه رغم تراجع الحركة السياحة الوافدة ما تزال الأسعار ضمن مستويات مرتفعة بشكل ملحوظ، يَعجز المواطن المحلي عن الذهاب إليها بهدف السياحة وتنشيط السياحة الداخلية، لتكون بديلة في حال حدوث أزمات كأزمة كورونا وأحداث غزة.
وطَاَلَبَ المساعدة الجهات المعنية من القطاعين أهمية إعادة النظر بالأسعار لتكون بيئة تنافسية جذابة لسياح من مختلف دول العالم.
كما طالب بجذب الاستثمار للقطاع السياحي ليوفر كافة احتياجات السياح الوافدين والمحليين، ولتوفير روح المنافسة بين تلك المنشآت، إضافة إلى توفير المُنشآت بمختلف تصنيفاتها.
وشدَّدَ المساعدة على ضرورة معالجة المنظومة السياحية خاصة في التعامل مع الأحداث.
ويشار، إلى إن عدد الأدلاء الناطقين باللغة الانجليزية، بلغ حوالي 800 دليل سياحي؛ وبلغ عدد الأدلاء الناطقين باللغات الأخرى أكثر من 600 دليل، وعلى رأسها الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية، وبأعداد تتناسب مع أعداد السياح القادمة من هذه الدول، بالإضافة إلى توفر أعداد مقبولة لـ35 لغة عالمية.
وأكد المساعدة على أن أعداد الأدلاء السياحيين كافية، ولا يوجد نقص في سوق العمل، إضافة إلى وجود دورات تدريبية متواصلة لسد أي نقص في القطاع.
أوردنا مقالة الأُستاذ مُحمد أبو الغنم لتقديم صورة واضحة للقارىء حول الوضع السياحي المحلي، الذي يعتمد بدرجة كبيرة وبالأساس على توافر الأدلاء السياحيين المُعتمَدين رسمياً، إذ يعمل هؤلاء وينشطون في مجال تسهيل تعريف السائح على الأردن واقعاً مُعَاشَاً وتاريِخاً، ومختلف مواقعه السياحية والأثرية وغيرها، إضافة إلى “تحبيب” السائح الأجنبي بالأُردن، وكذلك في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية بين بلده والمملكة الأردنية الهاشمية، إذ تُعتبر السياحة عاملاً مهماً جداً ورئيسياً للتقارب بين الشعوب، ولتعزيز الصداقة بينها، ونشر السلام والتفاهم الثنائي والجماعي في مختلف الأوسط البشرية.
في هذه المقالة لم يَذكر الكاتب شيئاً عن السياح الروس الذين تدفقوا إلى المملكة في حقب مختلفة وحتى عهد قريب، وبخاصةٍ قبل تراجع الجذب السياحي للمملكة بسبب العديد من العوامل الخارجة عن إرادة الأردن. كما لم يذكر شيئا، للأسف، عن اللغة الروسية التي يستخدمها عدد غير قليل من أدلاء السياح الأُردنيين لتعريف السياح الروس بالأردن، ولتحويلهم في بلدهم، روسيا، سفراء ناشطين للأردن، بهدف تعظيم التبادل السياحي بين بلدينا، وتعميق التفاهم وعرى الصداقة والتعاون بين شعبينا ودولتينا الأُردن وروسيا.
عندما نعمل كأُردنيين من أجل التقدم بمسيرة عُرى الصداقة والتعاون المُثمر مع عدد كبير من الدول، علينا أن نتعامل مع جميعها بذات المستوى والحمية، وضمن هذه الدول روسيا، والدول الأخرى الصديقة الأخرى للأُردن، وعلينا بالتالي أن نتحدث عنها تماماً كما نتحدث عن شتى الدول التي تربطها صداقة بنا كدولة أُردنية، لا أن نتغاضى عن ذِكرها وكأنها غير موجودة في هذا العالم، أو كأننا لا نعرفها ولم نسمع عنها…؟؟؟!!!
في الواقع، إنه ومنذ شهور غير قليلة، توقَّفَ تدفق السياح الروس صوب الأردن، إذ كان تدفقاً متواصلاً خلال فترة سابقة طويلة، ومن أسباب هذا التوقف كما يبدو، الوضع السياسي – العسكري في منطقتنا الشرق أوسطية، ولوقف خط الطيران الذي كان مُقَامَاً من روسيا إلى الأردن، إذ تقول الأخبار أن الأردن أوقف هذا الخط منذ فترة غير قصيرة، وبعضها الأخر يقول أن ذلك بدأ منذ بدء تفشي فيروس كورونا، ويبدو أن هذا التوقف السياحي يصيب السياح الروس لا غيرهم من سياح الدول الأُخرى التي عانت هي الأرخى من كورونا..(؟!).
وفي مشكلة أخرى “كبيرة” كما يصفها عدد من الأدلاء السياحيين الأردنيين، هو ما يتعلق بهم هم أنفسهم، وبما يتصل بدوام عملهم هم في هذا الحقل السياحي أو تركه والتخلي عنه مُرغمين، وقد يؤثر ذلك أعدادهم الراهنة، إذ ربما سيفضي الأمر إلى تناقص هذه الأعداد، والمقصود هنا هو الرفع المفاجىء لتجديد هوية الدليل السياحي، إزدادت رسوم إصدارها من ثمانين ديناراً منذ سنوات، لتصل اليوم إلى “220 ديناراً فقط لا غير” حالياً!، وهو مايعني أن عدداً من الأدلاء السياحيين المحليين سيتوقفون عن عملهم في هذا المجال المهم لخزينة الدولة الأردنية. وبالتالي، سيتراجع عدد السياح الروس الزائرين للأردن وربما سينتهي تماماً أمر السياحة الروسية نحو الأردن، وسينتقل مزيد من السياح الروس لزيارة بلدان أخرى عربية وغير عربية.
ـ ولهذا أيضاً، يمكننا القول، أن السياحة من موسكو إلى الأردن باتت متوقفة فعلياً!
…
– وتالياً، أخبار روسية تتعلق بهذا الأمر السياحي:
“الخارجية الروسية تعلق على قرار الأردن حول التحليق عبر أجوائها”
المجموعة اللبنانية للإعلام. قناة المنار اللبنانية.
19 December، 2022
قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو لا تعتبر القرار الذي اتخذه الأردن بفرض قيود على استخدام شركات طيران روسية لمجاله الجوي، مسيساً وموجها ضد مصالح روسيا.
ولفتت زاخاروفا، إلى أن سلطات الطيران الأردنية فرضت هذه القيود تحت ضغط من المفوضية الأوروبية، ولهذا اضطرت بعض شركات الطيران الروسية التي تنقل السياح من روسيا إلى المنتجعات المصرية والعودة منها لتأجيل الرحلات واعتماد مسارات طيران بديلة.
وأضافت: “تبذل وكالة النقل الجوي الفيدرالية وكذلك الخارجية الروسية، كل الجهود النشيطة لحل هذه المشكلة. نحن ننطلق من أن الأردن دولة صديقة لروسيا ولا نرى وجود دوافع سياسية وراء القرار المتخذ في عمان أو أنه موجه ضد مصالح بلادنا. وتأمل روسيا بإزالة القلق الذي نشأ بين الشركاء فيما يتعلق بسلامة الطائرات الوطنية”.
وشددت زاخاروفا على أن الطائرات المدنية الروسية، تملك جميع المستندات اللازمة لرحلات الترانزيت عبر المجال الجوي الأردني، بما في ذلك وثائق التأمين الصادرة وفقا لتوصيات منظمة الطيران المدني الدولي.”
…
وفي خبر لموقع “جفرا نيوز” الالكتروني بعنوان “حظر عبور طيران شركة روسية فوق الأجواء الأردنية.. و”تنظيم الطيران المدني” لا تستجيب للاتصالات”، نقرأ التالي:
حظر عبور طيران شركة روسية فوق الأجواء الأردنية .. و”تنظيم الطيران المدني” لا تستجيب للاتصالات
جفرا نيوز – سليمان حسن
أفادت وكالة “روسيا سيفودنيا” الناطقة باللغة العربية،اليوم الثلاثاء، بحظر طيران طائرات شركة “نوردويند” الروسية فوق الأجواء الأردنية، دون ذكر الأسباب.
وبينت الوكالة في تقرير صحفي أن أزمة جديدة تواجه السياح الروس المتجهين لقضاء عطلاتهم في مصر ما قد يؤدي إلى الإضرار بالسياحة في مصر.
وحاولت “جفرانيوز” جاهدة التواصل مع مسوؤلي هيئة تنظيم الطيران المدني دون جدوى.
وسيرت الشركة الروسية قبل حظر طيرانها فوق الأجواء الأردنية في أعوام سابقة عددًا من الرحلات من العاصمة الروسية موسكو إلى المملكة.
…
وفي خبر مشابه نقرأ:
“زاخاروفا: موسكو تعمل على حل مشكلة حظر الطائرات الروسية عبر الأردن
نُشر:19 ديسمبر 2022 19:03
آخر تحديث:19 ديسمبر 2022 19:03
دبي- الشرق: قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الاثنين، إن الوزارة تعمل مع وكالة النقل الجوي الفيدرالية، على حل مشكلة حظر رحلات الطائرات الروسية ذات التسجيل المزدوج عبر الأردن.
وأضافت زاخاروفا: ‘نأمل أن نتمكن من إزالة المخاوف التي نشأت بين الشركاء بشأن سلامة الطائرات المحلية، التي لديها جميع الوثائق اللازمة لرحلات الترانزيت عبر المجال الجوي الأردني، بما في ذلك وثائق التأمين الصادرة وفقاً لتوصيات منظمة الطيران المدني الدولي’.
وبسبب إغلاق الأردن مجاله الجوي أمام الطائرات ذات التسجيل المزدوج، اضطرت شركة iFly وNordwind Airlines وIcarus إلى تعليق الرحلات الجوية من روسيا إلى مصر.”
وبرغم كل ما يُعلن عن جهود لإعادة التواصل السياحي بين عمان وموسكو، والعودة للتبادل، إلا إن هذا الأمر أضحى صعباً، وكأردنيين نأسف، فقد خسرنا روسيا..!
…