تشن تشوان دونغ السفير الصيني القُدوة والمِثال الذي يُحتذى.. لَم وَلَن يُغَادر فؤادنا ومحبتنا الغامِرة له

*إعداد: الأكاديمي والصحفي مروان سوداح – الأُردن؛
**السيدة يلينا نيدوغينا.
في الثالث من يونيو / حزيران 2025، أقامت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الأردن، حفل الوداع تكريماً للسفير تشن تشوان دونغ الذي شغل منصب سفير الصين في الأُردن لسنوات طويلة، حيث حضر الحفل عددٌ كبير من الشخصيات الرسمية، والاجتماعية، والعلمية والإعلامية وغيرهم أيضاً، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الأسبق دولة السيد عدنان بدران، ورئيس مجلس هيئة الطاقة الذرية معالي الدكتور خالد طوقان، وأمين عام المجلس القضائي القاضي علي المَسيمي، وأمين عام وزارة الصحة الدكتور رائد الشبول، وأعضاء مجلس الأُمة وكِبار المسؤولين الأُردنيين، وَمُمَثِلو الجيش وأجهزة الأمن، والسفراء والدبلوماسيون لدى الأُردن، ومغتربون، ومُعلمون، وطلاب، وموظفو المؤسسات من الجالية الصينية في الأُردن.
في كلمته العميقة المعاني التي ألقاها سعادة السفير تشن تشوان دونغ، استعراض تجارب عمله الرائعة في المملكة الأردنية الهاشمية لعدة سنوات، وأكد للضيوف وللشعب الأُردني “أنه وبفضل التوجيهات الإستراتيجية لزعيمي البلدين، تزداد الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والأردن، ويتقدم التعاون العَمَلي بخطوات ثابتة، ويتوثق التبادل الثقافي والشعبي، بِمَا يخدم تعميق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، حتى أصبحتا شريكين وثيقين يحتذى بهما في المَسَار الجديد للتحديث.
وتقدَّم سعادة السفير تشن تشوان دونغ بامتنانه للأصدقاء من الأوساط الأُردنية كافةً، وذلك على دعمهم ومساندتهم الكريمة، وأعرب سعادته عن إيمانه الراسخ بأن العلاقات الصينية – الأردنية تستعد لاستقبال أُفق مُشرِقٌ لمزيد من توسيع فضاءات الصداقة والتعاون والتضامن المتبادل والأنفع بين البلدين والشعبين الصديقين الصيني والأُردني.
وبعد انتهائه من إلقاء كلمة الوداع، وَدَّع السيد السفيرالضيوف بمحبة ومودة فائقة يتصف بها تاريخياً الشعب الصيني الصديق، وقدَّروا عالياً ما بذله من الجهود المتلاحقة واللافتة للانتباه الرسمي والشعبي في المملكة، لاسِيَّما في تعزيز وتجذير عُرى الصداقة وتوسيع فضاءات التعاون المتبادل النفع والمُثمر بين الأُردن والصين، وأعربوا عن استعدادهم للمساهمة في تعميق وتوسيع آفاق الصداقة والأُخوَّة الأُردنية – الصينية.
*في مجال الصداقة والتضامن والمحبة والتعاون المتبادل النفع: كان السفير تشن تشوان دونع قد صَرَّح في مقابلة خاصة مع “قناة المملكة” الشهيرة وموقعها الأُردن، أنّ المُستثمرين الصينيين يبحثون عن مزايا تساعدهم في تحقيق عوائد استثمارية جيدة، مُشيرًا إلى أن الموقع الجغرافي للأردن كـَ”بوابة إلى أوروبا وإفريقيا” يُعَزِّز من جاذبيته كوجهة استثمارية، كما وبيَّن سعادته أن الأردن يَمتلك موارد بشرية علمية وعالية الكفاءة، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن اللقاءات التي جمعته بمستثمرين صينيين، من بينهم رجل أعمال صيني مقيم في أستراليا ويعمل في قطاع التكنولوجيا المالية، قد أبدى إعجابه بالبيئة الاستثمارية المُرَحِّبَة بالإستثمارات في الأُردن. وأوضح أن هذا النوع من الاستثمارات إنما يعكس بوضوح الاهتمام المتزايد بالفرصِ الاقتصادية التي تقدمها المملكة.
كما وأشار سعادة السفير إلى أن شركة صينية تُعتبر المُساهم الأكبر في شركة “البوتاس العربية” على الأرض الأُردنية، إذ استحوذت على أكبر حصة في الشركة، مِمَّا أدَّى وأسهم في تحقيق نمو مُطرد في الإنتاج والمَبيعات والأرباح عامًا بعد عام. وأكد أن هذا الاستثمار يُعد إيجابيًا ليس فقط من حيث العائد المالي، بل أيضًا في تعزيز الأمن الغذائي للصين من خلال استيراد الأسمدة من الأردن.
*قطاع الطاقة
وفيما يتعلق بقطاع الطاقة، أكّد سعادة السفير الصيني على أهمية مشروع محطة العطارات للطاقة، التي تستخدم الموارد المحلية لتوليد الكهرباء، مشيرًا إلى أنها توفر نحو 15% من إجمالي الكهرباء المنتجة في الأردن.
وجدير بالذِكرِ هنا، أن هذا المشروع (محطة العطارات)، شهير جداً في الأردن، وهو يُمَّثل خطوة مهمة وناجحة نحو تحقيق أمن الطاقة للمملكة الأُردنية الهاشمية، حيث يُقلل من اعتمادها على استيراد الكهرباء. كما وأشار سعادة السفير إلى وجود مصانع أخرى تعمل في مختلف أنحاء الأُردن، مثل مصانع في إربد، وعمّان، والكرك، وهي تُسهِم في تنمية الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل.
*تحفيز مَجَال الصادرات
واستطرد سعادة السفير تشن تشوان دونغ إلى أن هنالك العديد من الاستثمارات الأخرى في الأردن، بما في ذلك مصنع “سميرة” الجديد، بالإضافة إلى تعزيز بعض الصادرات الأردنية الرائدة مثل الملابس والسيراميك. وأكد أن هذه الاستثمارات تساعد في تحسين السمعة الطيبة التي يتمتع بها الأُردن كوجهة جذابة للمستثمرين. وبَيَّن أن السفارة الصينية في عمّان تتلقى يوميًا استفسارات من الشركات الصينية حول الفُرص الاستثمارية المُتاحة في الأردن، وهو ما يعكس اهتمامًا مُستمرًا من الشركات الصينية بالتعاون مع المملكة، مُشيداً سعادته بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وجهوده الشخصية الكبيرة والمتواصلة لجذب المُستثمرين الصينيين بالذات إلى الأُردن، مُتطلعًا في الوقت ذاته إلى فرص تعاون أكبر في المستقبل.
تحديث مُستدَام
وليس ختاماً، صَّرَحَ السفير دونغ إلى أن تحديث الاقتصاد هو هدف مُشترك بين الأردن والصين في “الرحلة المئوية الثانية” لكل منهما، مؤكداً في ذات الوقت أن هناك إمكانيات كبيرة لتحقيق المزيدٍ من التعاون والتنسيق في الحقول والميادين والنطاقات الإقتصادية، وأشار سعادته صوب أهمية تشجيع الحكومة الأُردنية للمُستثمرين وتوفير بيئة تمكينية داعمة لهم لتحقيق زيادة وتكثيف المزيد من الإنجازات الاقتصادية في المستقبل.
**(يتبع – جزء- 2).
**السيدة يلينا نيدوغينا: مواطِنَة ومهندسة كيمياء صناعية روسية وأُردنية الجنسية، وهي تعمل على تعميق وتجذير العلاقات الأُردنية مع الصين وروسيا وبلدان صديقة أخرى.