
سر الرحمة في صمت الحروف ..
بقلم الأستاذ عبد اللطيف طاووس
حين تنحني الحروف إجلالا . و تصمت بعض الاصوات خشوعا . نعلم أننا امام سورة ليست كسائر السور .؟
إنها سورة (( الفاتحة )) السبع المثاني . أم القران . و مفتاح الرحمة .
ٱياتها من نور . كلماتها جسور تفتح الطريق بين العبد وربه .
لكن خلف هذا النور . صمت بليغ لا يرى … بل يقرأ بالعقل والقلب معا .
فما سر هذه ( الحروف الغائبة ) عن سورة الفاتحة .؟؟
ولماذا اختارت الفاتحة ان تبدأ الهداية وهي تخفي شيئا من اصوات العذاب ..؟
# اولا : الفاتحة هندسة من نور :
سورة الفاتحة تتكون من ( 7 ) ٱيات
وضمنها ( 21 ) حرفا هجائيا من اصل. (. 28. ) حرفا هجائيا
اي انها استثنت ( 7 ) احرف كاملة من البنية الصوتية .
وهذه الحروف المستثناة هي (( ف . ج . ش. ث. ظ. خ. ز. ))
وكلها احرف منقطة . تحتوي بمجموعها على ( 11 ) نقطة .
اذا 7. حروف × 11 نقطة = 77 ؟؟
# ثانيا : 77 عدد يتحدث عن جهنم ..؟!
* لفظ (( جهنم )) تكرر في القران 77. مرة
* وعدد ابواب (( جهنم )) = 7 ابواب . كما جاء في قوله تعالى
(( لها سبعة ابوب لكل منهم جزء مقسوم )) الحجر : 44
*. بل ان عدد السور التي ذكر فيها الرقم. (سبعة.) هو 77 سورة ايضا
كل هذه الحقائق تلتقي عند العدد ( 77 ) فكأن الحروف الغائبة عن الفاتخة ( رمزا صوتيا ) غير مكتوب للعذاب والجحيم الذي اختارت الفاتحة أن لا تذكره صراحة . بل ان تلمح إليه بصمت .؟
# ثالثا : معاني الحروف. الغائبة :
*. ( ف ) = رمز للفجور والانفصال ( فتن فجر. فسق. )
*. ( ج ) = صوت العقاب والزلمة ( جهنم. جبار. جريمة )
*. ( ش ) = يفجر معاني الفتنة (. شر. شيطان. شهوة )
*. ( ث ) = يرمز للبطء والهلاك. ( ثبور. ثقل. ثعبان. )
*. ( ظ ) = الظلن والغياب عن النور ( ظلم. ظلمات )
* ( خ ) =. صوت الرهبة والانكسار (. خوف. خزي. خياتة )
*. ( ز ) =. رمز الانزلاق. ( زقوم. زنا. زيف. )
##. جميع هذه الحروف وغالب استعمالاتها القرانية. تحمل معاني ( العذاب الفتنة. الخوف. الانزلاق. )
# رابعا : دلالة غياب هذه الحروف عن الفاتحة :
1- سورة الفاتحة هي سورة الهداية والرحمة تبدأ
ب (( بسم الله الرحمن الرحيم )) لذا خلت من الحروف التي ترتبط في معظم ظهورها ( العذاب الظلم. الشيطان. الخوف. الفتنة )
2- وكأن غياب هذه الحروف يعكس غياب المعاني عن بنية سورة الفاتحة التي هي بمثابة
*. دعوة الى الصراط المستقبم
* بيان لرحمة الله تعالى .
* طلب الهداية وليس الوعيد .
خلاصة روحية :
لقد سكتت هذه الحروف عن اول سورة في كتاب الله تعالى لانها تحمل في ذاكرتها اصواتا. لا تليق بمقام المناجاة ..؟؟
فالفاتحة … ارادت ان تهمس بالهداية لا ان تهدد بالوعيد
وان تبعث بالسكينة …لا ان توقظ الرهبة.
ولهذا كان ( صمت الحروف السبعة ) هو اول درس في الرحمة .؟
# خامسا : حين نتأمل العدد 77. لا كعدد فقط. بل كمجموع لارقامه من. 1. الى. 77. نجد
1 + 2 + 3 + 4 + 5+…………………+ 77 = 3003
نقسم الناتج. على عدد ابواب جهنم
3003 ÷ 7 =. 429
العدد 429 هو مجموع 200 + 229
200 = الترتيب الهجائي للاية. (( بل هو قران مجيد ))
229 = الترتيب الهجائي للاية. (( افلا يتدبرون القران ))
وكأن هذا العدد ( 77 ). الذي رمز الى صمت الحروف في سورة الفاتحة يخفي في عمقه دعوة للتدبر واشارة الى مجد القران .؟
وكأن كل رقم صامت …يفسر بٱية ناطقة
وكل حرف غائب …يعوضه نور التدبر في كتاب الله تعالى .
# سادسا : عملية حسابية ونتيجة مدهشة .
نضرب عدد الحروف المغيبة ×.عدد النقاط في الحروف المغيبة
× تكرار جهنم في القران
7×11 × 77 = 5929.
نطرح الناتج من عدد الايات في القران
6236 – 5929 =. 307
العدد 307 = هو الترتيب الهجائي للاية
(( الابذكر الله تطمئن القلوب )) .
## (( الرحمن * علم القران ))
القيمة الهجائية لاسم ( الله ) تعالى = 73
القيمة الهجائية لاسم.( الرحمن ) تعالى = 89
عدد الحروف التي كتبت بها سورة الفاتحة =21
73 × 21 = 1533
89 × 21 = 1869
1533 + 1869 =. 3402
نطرح عدد تكرار اسم الله في القران من الناتج
3402 – 2699 = 703. ماذا يعني هذا العدد
703 = هو مجموع 235+200+200+68
235 = القيمة الهجائية للاية.( الرحمن علم القران )
200 = القيمة الهجائية للاية. ( بل هو قران مجيد )
200 = القيمة الهجائية للاية. ( بلسان عربي مبين )
68 = عدد تكرار لفظ.( القران ) في القران
#سابعا : حين نجمع اسم الله + اسم الرحمن + عدد الحروف التي كتبت بها الفاتحة نجد التالي
73+ 89 + 21 = 183
183 = 114 + 69
114= عدد سور القران
69 = عدد الايات التي ورد فيها لفظ القران ومشتقاته .
وختاما نقول : ليست مصادفة ان تكتب.( الفاتحة ) ب. 21. حرفا
وليست مصادفة ان تستثني 7 احرف ..
فكل ذلك جاء بحكمة إلهية دقيقة … وكأن هذه الارقام تخبرنا ان هذا الجمال في سورة تتلى كل يوم كأنها العهد المتجدد بين الرحمن والانسان ..
فسبحان من جعل من الحرف نورا . ومن العدد طريقا الى القلب
ومن ( الفاتحة ) مفتاحا للكون . ومختصرا لكتاب الله تعالى .
كل ذلك والله اعلى واعلم.