سوريون بين الضحايا.. ما قصة عصابة “حديثي الولادة” في تركيا؟
ضجّ الرأي العام في تركيا، مؤخراً، بأخبار إلقاء القبض على أعضاء شبكة إجرامية عُرفت إعلامياً بـ “عصابة حديثي الولادة”، نظراً لكونها تستغل المواليد والرضّع في تحقيق أهدافها المتمثلة بالاحتيال على مؤسسة التأمينات الاجتماعية (SGK) والحصول على أموال ضخمة منها.
وظهرت القضية إلى العلن عقب تسرّب مشاهد لرئيس العصابة المدعو “فريد صاري”، وهو يهدد النائب العام المسؤول عن التحقيق في القضية، داخل غرفته، مطالباً إياه بالتراجع عن التحقيق في الأمر والتستر على الملف.
لاحقاً، كشفت وثائق رسمية أن التحقيقات والتحريات حول الموضوع متواصلة منذ مايو/ أيار 2023، وذلك بناء على شكاوى من عائلات توفيت أولادها في المشافي الخاصة المتعاونة مع العصابة.
وتستند العصابة في آلية عملها على سرقة أموال التأمينات الصحية، فيما تتكون أعضاؤها من أطباء وممرضون وعمال في مركز الطوارئ (112) وعمال سيارات إسعاف، فضلاً عن مشافي خاصة وأعضاء في شبكات مافيا.
أما آلية عمل العصابة الإجرامية، فتقوم على توقيع عقود مع المشافي الخاصة تتعهد فيه عبر شركاتها الوهمية النشطة في الخدمات الطبية بملئ أقسام العناية بالمواليد الجدد مقابل حصولها على 40% من الرسوم التي تحصل عليها تلك المشافي الخاصة من مؤسسة التأمينات الاجتماعية.
وثبت حتى الآن وفاة 10 أطفال من الذين تم تحويلهم من مشافي حكومية إلى أخرى خاصة عبر العصابة نفسها، وذلك بسبب إبقائهم في الحضانات لمدة أكثر بكثير من اللازم، بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال من التأمينات.
ومن بين الضحايا عائلات سورية، حيث تكشف المراسلات التي تتضمنتها وثائق التحقيقات الرسمية توجيه رئيس العصابة “صاري” أطباء وممرضين بإغلاق ملف مولود سوري والتستر عليه، مؤكداً أن “العائلة السورية ولا تقلقوا من العواقب القانونية”.
وكخطوة أولية في التحقيقات المتواصلة، ألغت وزارة الصحة تراخيص 9 مستشفيات خاصة في إسطنبول، كانت متورطة في التعاون مع هذه العصابة.
المصدر: الصحافة التركية