مقالات منوعة

ماذا أنت فاعل بحياتك

ماذا أنت فاعل بحياتك

ملخص كتاب ” ماذا أنت فاعل بحياتك ” 

 

إننا نعيش هذه الحياة بكامل لحظاتها المتنوعة بين السعادة والبؤس، والأمان والخوف، والسلام والحروب، والقلق هو آفة العصر بأكمله نتيجة لنظام عالمي جعل الإنسان قلقا بشأن كل شيء تقريبا.

 

ما الحل إذا؟ هل يكمن في محاولة فهم الحياة أم تقبلها كما هي؟

 

“في الحقيقة قد تصعب الإجابة على ذلك السؤال، لكن قد نصل إلى أننا البشر قد تفننا في اختلاق مهارب عديدة من مآسينا، ثم غرقنا في فخ المقارنات ومحاولة السيطرة على كل شيء تقريبا، وهذا ما جعل الكاتب يتوصل إلى حل ما، حل مرتبط للغاية بفهم الذات.

 

فكيف يكون ذلك؟

 

✨ مشكلة فهم الحياة

 

إن العالم هو نحن، وأي تغيير بسيط في شخص واحد من هذا العالم قد يحدث تأثيرا لا يمكن الاستهانة به، ومن المعلوم أننا تعلمنا في المدرسة والجامعة علوما كي نرتزق، لكننا لم نتعلم فن الحياة التي يجب أن نتعلمها بمفردنا،

‏فمنا من يواجه مشكلاته بالتهرب من خلال العقاقير والترفيه ولا يقوم بحلها، وبذلك فهو لا يتحرك ويظل مكانه حتى آخر لحظاته، ومن هنا تكمن أهمية فهم الذات.

 

إذا من المهم أن نفهم الطريقة التي تعمل بها أذهاننا حتى نستطيع التعامل مع مشكلات الحياة المعقدة،

‏وكي يتم ذلك فيجب أن نفهم أن الذهن هو أداة المرء للتفكير والعمل، وهو ينقسم إلى الوعي واللا وعي، وقد ارتبط هذان القسمان بقرون عاشها البشر من الثقافة والمؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والأفكار والمعتقدات والخبرات، ومن هنا يخرج المرء إلى الحياة بهذه التشكيلة الذهنية ليواجهها،

لكن المشكلة أن كل هذه الأمور ظلت ثابتة في حين أن الحياة متغيرة.

 

✨ ما الذي تريده حقا؟

 

لنعلم أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يحدث دون فهم صحيح لأنفسنا، فكيف يغير المرء العالم وهو لم يبدأ بعد في تغيير نفسه؟

“وأول التغيير هو فهم النفس الذي يتم عبر مراجعة القرارات والعلاقات الاجتماعية وليس الانعزال، فالنضج لا يرتبط بالعمر لكنه أيسر على الشباب من كبار السن الذين أوسعتهم الحياة ضربًا، لكن لا يعني ذلك استحالته عليهم، لكن الحقيقة أن كثيرين لم يحققوا هذا النضج المطلوب،

وفي الوقت نفسه يرغبون بتحقيق الأمان والنجاح دون نتيجة تذكر.

 

وقد يساعد فهمنا أن حل مشكلات الحياة يكون أكثر فاعلية حينما ننظر إليها ككل وليست مجزأة أو مقسمة، فالتحليل هنا قد يراكم الأمور في الوقت الذي لا تحتاج فيه المشكلة سوى إلى إدراكها ورؤيتها كما هي لا أكثر،

ومن هنا نستنتج أنك بوصفك إنسانًا تحتاج إلى أن تعي المشكلة فحسب لا أن تفحص بشكل مستمر عن كل صغيرة وكبيرة فتشغل ذهنك ويزداد بؤسك ومشكلاتك.

 

✨ إياك أن تطارد السعادة

 

قد تعني السعادة أن نحصل على ما نريد، فعندما نرغب في سيارة أو منزل أو سفر أو منصب أو نجاح فإننا نحصل عليها، وإن لم يحدث فنحن هكذا تعساء، لكن الحقيقة أن هناك مبدأ يرى أنه في اللحظة التي يعي فيها المرء أنه سعيد فهو غير سعيد،

تمامًا كاللحظة التي يرى فيها شخص أنه متواضع فهو حينها يكون غير متواضع، ومن هنا نعلم أن السعادة ليست من الأمور التي يجب أن نسعى في طلبها، وإذا حدث وطلبناها فبالتأكيد ستفلت منا.

 

✨ الأسى لا يتطلب سوى إدراكه

 

نصل مما سبق إلى أن الفكر وحده لا يحل المشكلات بشكل مطلق، وإلا لما أنتج هذا المجتمع بفوضاه الظاهرة بجانب الإيجابيات، ولهذا يجب أن يشتغل الفكر على أشياء ويترك أخرى، فمثلا يمكنه الاشتغال في الحياة اليومية والتكنولوجيا والمعرفة،

“لكن لا يجب أن يتطفل على أمور أخرى، كالتغلب على الأسى مثلا، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض قد نجا من الأسى والألم والقلق، وببساطة يمكن القول إن الفكر لا يمكنه إنهاء الأسى، إذًا كيف يمكن أن نتعامل مع مشكلات معينة طالما لا تتطلب فكرا؟

” ‏يتم ذلك برصدها دون أي ترجمة أو تأويل أو إدانة أو تحيز، فمثلًا إذا كنا نعاني من أسى الوحشة وفقدان شخص ما بانتهاء العلاقة أو بموته، ففي هذه اللحظة يجب النظر إلى الأمر دون وضع الذهن الواعي والذهن اللا واعي في الاعتبار، وهنا فقط نستطيع النظر إلى المشكلة دون ضغوط.

 

✨ لماذا نعيش خائفين؟

 

إننا نحن البشر غارقون في الخوف، الخوف من خسارة الوظيفة أو غياب النجاح أو الفقد أو الموت، وما يجب فعله هو التحرر من ذلك الخوف لأنه يبلّد الذهن ويوقف الإنتاج والشعور بالحياة، والخوف أمر طبيعي يرتبط بشعور داخلي أو خارجي من تأثير المجتمع والثقافة،

فقد يكون رد فعل للحماية الذاتية وهذا طبيعي، لكن ما ليس طبيعيًّا هو الأمر الذي نفر منه عندما لا ندري ماذا نفعل، مع أننا في الأصل نخاف حدوث أمور لم تحدث بعد، والتفكير فيها كثيرًا يزيد من ذلك الخوف، لذا فلا داعي لأن يفكر المرء في مثل هذه الأمور،

وأن يجعل فكره مقتصرًا على ما يستدعي ذلك كالعمل مثلًا، وإيقاف أي فكر يؤدي إلى الخوف كخسارة الوظيفة أو الموت أو المرض، أو الماضي والمستقبل.

 

✨فخ المقارنة

 

هناك نوع من الأسى يحدث عندما يقع المرء في فخ مقارنة حياته في الماضي بالحاضر، فلطالما يظن أن الماضي كان أفضل، والحل هنا أن تتوقف عن المقارنة، فإنك عندما ننظر إلى لوحة وتقارنها بأخرى، فإنك لا تنظر إلى أي منهما أصلًا، بل تنظر إلى ما ينقصهما فقط،

لذا فعندما تغيب المقارنة يصبح الذهن خارق الكفاءة، بالإضافة إلى ذلك فلا ينبغي أن يعبد المرء النجاح ويسعى وراءه لاهثًا، فالمنافسة باستمرار على القمة حتمًا لن تخلق إلا العداء والحسد.

 

✨ ما بين الاستمرارية والأمان النفسي

 

آخر ما ينبغي التطرق إليه هو الموت، الذي ينتظر كل شخص منا مهما كان منصبه وثروته، والموت يمكن تعريفه بأنه وضع حد للاستمرارية، تلك الاستمرارية التي نسعى إليها جميعًا عبر رغباتنا المستمرة،

‏وما يستمر بالفعل هي تلك الأفكار الداخلية التي تراودنا باستمرار حول ما نرغب به، كفكرة تحقيق هدف أو فكرة منصب أو مال أو أيًّا يكون، وهذا ما يجب إنهاؤه، لأنه إن لم ينتهِ فسيكون المرءُ ميتًا قبل أن يأتي الموت إليه، لأنه ببساطة لم يستشعر أي شئ،

وكل ما فعله هو التطلّع إلى المستقبل لأنه لم يفهم الحاضر.

 

والإنسان منا يخاف الموت لأنه مجهول لا علاقة لنا به، لكن المدهش أننا قد لا نعرف عن الحياة إلا القليل والسطحي فقط، ونهمل التمعّن في ما هو مهم بها، وفي الوقت نفسه ننوي متابعة تلك الأمور السطحية،

ثم إننا لماذا نبتغي الاستمرار أصلًا، وكل ما علينا فعله هو فهم الحياة وفهم ذلك المجهول على أنه مجهول.

د. حسين الزهيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى