“أهمية وجود منظمات المجتمع المدني الإنسانية “
إعداد د٠حسن صالح الرجا الغنانيم
**********
في البداية لابد من توضيح مجالات التعاون الكثيرة والمعدودة التي تعمل بها منظمات المجتمع المدني ، فالعون يكون في مجال المساعدة بالمال وبالجهد البدني عن طريق العمل وبالعون الطبي والأقتصادي والإجتماعي وبالقول الطيب وبالجاه وبالعلم والمشورة النافعة، وبالشفاعة الحسنة وما من عمل في الحياة إلا له جوانب يمكن أن تكون مجالا من مجالات التعاون على البر والتقوى ٠
للتعاون عدة فوائد جمة فمن أهم فوائد التعاون أنه من ثمرات الأخوة الإسلامية وكذلك الصداقة والتعارف الدولي ، وهو طريق موصل إلى محبة الله ورضاه وجنته، وهو سبب من أسباب الألفة والمحبة بين الناس جميعا دون استثناء، وثمرة من ثمرات الإيمان فضلا عن كونه حاجة ماسة للإنسان وتحقيق سنة الله تعالى في خلقه، ويوافق طبيعة الأشياء. وفي أصول أهل السنة والجماعة يتبين لنا أن التعاون ولزوم الجماعة وترك الفرقة فيه تحقيق أصل من أصولهم، فمن أعظم فوائد التعاون والتعاضد بين الشعوب تحقيق الأمر الإلهي في قوله تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى»، وقوله: تعالى«واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وفي التعاون تمكن من تنفيذ أوامر الله تعالى، إذ بالتعاضد يقوي بعضنا بعضا وفيه امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي حث على التعاون والجماعة ومعاونة الناس مهما كانت أعراقهم وجنسياتهم٠
أما اليوم فمن المعروف بان منظمات المجتمع المدني تساهم في تعزيز وحماية وتحسين حقوق الإنسان في العالم. ومهما اختلفت تسمية المدافعون عن حقوق الإنسان، سواء يمثلون منظمات غير حكومية لحقوق الإنسان، من نقابات المحامين، ونقابات عمال، ومعاهد جامعية، واتحادات طلابية و جمعيات خيرية ، فإن العناصر الفاعلة في المجتمع المدني تعمل لأجل مستقبل أفضل وتتشارك في أهداف عامة لتحقيق العدالة والمساواة واحترام الكرامة الإنسانية بشكل عام ٠
تقوم العناصر الفاعلة في أي مجتمع مدني بتأدية عملها في مجال حقوق الإنسان عبر طرق عدة مثل : —
حمل هموم المواطنين والرأي العام؛ والعمل على رأب الصدع في المجتمعات التي تعاني من الصراعات؛وكذلك الدفاع عن الفئات المهمشة التي تعاني من التمييز أو الحرمان؛ وتبادل المعلومات؛ وكذلك نصرة ومراقبة تنفيذ معايير حقوق الإنسان؛ والتبليغ عن أي انتهاكات تتعلق بهذا الموضوع؛ ومساعدة ودعم ضحايا الانتهاكات؛ وإطلاق حملات من أجل تطوير معايير جديدة لحقوق الإنسان؛ وتقديم المشورة بشأن السياسات لدفع جدول الأعمال الخاص بحقوق الإنسان؛ والمساهمة في توفير نظام حماية فعال على الصعيد الوطني وتقديم التدريب في هذا المجال.
إن التعاون الدولي مع المجتمع المدني لا يزال يمثل أولوية لأنه يدعم أهداف المنظمات الإنسانية ويساعد على معالجة جميع حقوق الإنسان.
إن المجتمع المدني الحيوي والمتنوع والمستقل، والقادر على العمل بحرية، والمنوط بالمعرفة والمهارة في مجال حقوق الإنسان هو عنصر أساسي في تأمين حماية مستدامة لحقوق الإنسان في كافة مناطق العالم والوطن العربي ٠
ولقد تم تَكريس جهود منظمات حقوق الإنسان لبناء المعرفة والمهارات المتصلة بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان في أوساط العناصر الفاعلة في المجتمع المدني ولتعزيز مشاركة المجتمع المدني في عمليات صنع القرار.
إن منظمات المجتمع المدني لها مسؤولياتها الكبيرة إتجاه كل إنسان في مناطق النزاعات في أي بقعة من العالم سواء كان متضرراً نفسياً أو جسدياً أو نازحاً، ولكن بنظرة عن كثب لواقع منظمات المجتمع المدني هذه الأيام نجد أن معظمها متمركز في عدة عواصم عالمية ومدن كبيرة وتعمل في أنشطة متشابهة في مجال الصحة والغذاء وكذلك مجال التنمية سواء في مجال الوعى وتطوير القدرات والمهارات أو مجال المساعدات وتقديم الخدمات وتوفير الاحتياجات الاساسية ٠
*************