أهمية منظمات المجتمع المدني في العالم والوطن العربي

 “أهمية منظمات المجتمع المدني في العالم والوطن العربي” 

-عطاء وإنجازات في جميع المجالات الإنسانية –

إعداد د٠حسن صالح الرجا الغنانيم 

———————–

يعتبر مفهوم منظمات المجتمع المدني من اكثر المفاهيم تداولاً الان من قبل المثقفين والسياسيين والاجتماعيين ، ودخل هذا المصطلح في خطاب الدول والاحزاب والهيئات الدولية ، وظهرت تعريفات عدة لهذا المفهوم تعكس زوايا النظر المختلفة٠

وعلى كل حال فقد دخل هذا المفهوم في الادبيات الدولية والهيئات الأممية كما دخل في برامج الدعم التي تخصصها الهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية باعتبار ان منظمات المجتمع المدني تمثل شكلا متقدما من المشاركة الديمقراطية٠

لقد قامت منظمات المجتمع المدني في الدول العربية والعالم بالعديد من الأدوار الفعالة وخاصة في الدول التى تعانى من الصراع والأقتتال الداخلي والخارجي خلال فترات النزاع وبعد انتهائه ٠

كما عملت جميع المنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم الصحي بقيه الجسدي والنفسي والغذائي والمسكن والمأوى للملايين من الذين تشردوا من ديارهم بسبب الحروب المدمرة ٠

كذلك قامت هذه المنظمات الإنسانية في نشر الوعي بأهمية السلام وضرورته والتعريف بمخاطر الحرب وتوعية المجتمع المحلي بضرورة التخلي عن السلاح ومخاطر حمله ، كذلك العمل علي بناء قدرات النخب السياسية والإعلامية والمجتمعية حول مهارات وقيم ومعارف التعايش والتسامح والتصالح والتضامن والسلام والتوعية بأهمية العدالة الانتقالية، ودورها في بناء السلام ٠

وأيضا القيام بتنفيذ برامج ثقافية وتوعية عن العدالة الانتقالية وأهميتها في تجاوز الماضي المأساوي وتنمية ثقافة النظر إلى المستقبل والمساهمة بقوة في عمليات العدالة الانتقالية وبرنامجها وغيرها من الأعمال ومن شتى دول العالم بما فيها الدول العربية والإسلامية ٠

بالإضافة إلى المطالبة بتفعيل المؤسسات الدستورية وضمان حماية مبدأ المواطنة المتساوية و مناصرة المفاوضات الرامية لتحقيق السلام، والذى يتحقق عبر الإسهام في بناء جسور الثقة بين الأطراف المتنازعة.

ومن اهم الأعمال للمنظمات الإنسانية الكشف عن الجرائم والانتهاكات التي تخالف مواثيق وقوانين حقوق الإنسان وتوثيقها والتنديد بمرتكبيها ومناصرة ضحاياها وتقديم التقارير في مجرمي الحرب إلى المحاكم الدولية ٠

وقد سعت المنظمات الإنسانية إلى تعزيز قيم العدالة والحث على الاعتراف بالمساواة والشراكة بين الشعوب ، والمساهمة في تحريك عجلة التغيرات السياسية بتعزيز ثقافة الحكم الرشيد ومحاربة الفساد ونشر الوعي المنهجي في المجتمع المحلي بالحقوق الخاص بالنساء والأطفال وذوي الحاجات الخاصة وتعزيز دور المرأة والشباب في صناعة المستقبل و تعزيز ونشر ثقافة الحوار البناء بين مختلف شرائح المجتمع، القيام بمبادرات لحل الخلافات الهيكلية في المجتمعات المحلية، ودعم أنشطة تحسين سبل المعيشة للأسر والأفراد.

كذلك ساهمت في إيجاد وسائل إعلامية بديلة عن إعلام الحرب، وتعزيز إعلام السلام لتكون أداة لنشر ثقافة التعايش وقبول الأخر، وسهلت التواصل بين الأطراف وايجاد بدائل متعددة للحوار السياسي ، وساهمت في تيسير المشاركة في المفاوضات السياسية عن طريق التوسط بين أطراف التفاوض.

ولا ننكر ان المنظمات الإنسانية قد عملت وبكل نشاط في تعزيز التنمية الدولية وتحسين مستوى معيشة مئات الملايين من الأسر في جميع مناطق العالم واستطاعت أن تبني الكثير من الوسائل والطرق الفعالة في الوصول للفئات الأكثر احتياجاً في جميع مجالات الحياة ٠

************