في التميّز الهاشِمي جلالة المَلك عبدالله الثاني: لن نتخلى عن غزة.. هي أولوية
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح.
يتميز الهاشميون كابراً عن كابر بِدِفَاعهم الثابت والمتواصل والمخلص والمُتقدم عن فلسطين عروبةً وأرضاً وشعباً ومستقبلاً، وها هم، كما يُتابع العَالم برمته، يواصلون بكل الأدوات السلمية المُتاحة لهم وإلى يومنا هذا، نضالهم وكفاحهم الثابت والصَلب والمُتميِّز عن فلسطين وشعب فلسطين. فَ فِلسطين كانت عَبر العصور والدهورعربيةً، وستبقى كذلك كما عهدها وثَبَّتَهَا التاريخ العالمي، فالأُردن الملكي – الهاشمي هو الجار والأخ وألأب الأكثر إخلاصاً لفلسطين ودفاعاً عنها، وقد كان منذ البدء، وها هو يَستَمِر، وسوف يواصل ويبقى حَامِياً ثابتاً لفلسطين بكل الأدوات المُتوافرة لديه.
يؤكد التاريخ العربي والإسلامي والعالمي، والوقائع اليومية السابقة والحالية، على أن الهاشميين لم ولن يتوقفوا يوماً واحداً عن ذكر فلسطين وشعب فلسطين، وعن مد يد المساعدة اليومية الفاعلة للشعب العربي الفلسطيني المناضل، وفي دفاعهم عن أرض فلسطين التي رواها بدمهم القاني الحار جنودنا الأُردنيون البواسل في سوح المعارك مع العدو التوسعي، وفي معركة الكرامة المجيدة التي أذلت العدو والصهيونية الدولية، وقادة العدوان ومَن وقفوا إلى جانبه، وفي كل المجالات وفي جميع الحقول، وهذه لعمري تأكيدات ميدانية على أن أبناء آل هاشم الكِرام إنمَّا هم الحُمَاة الأوائل، والثابتين، والدائمين لفلسطين، وهم الأكثر محبة والتصاقاً بفلسطين بالكلمة الشريفة والمُتمَيِّزة، وبالقوى الفاعلة والمُتعددة فاعِلياتها، لكن بعيداً عن الحروب كونها تولّد السلبيات والموت والكوارث للدول والأُمم والشعوب، وللكثيرين من بُسطاء بني آدم وحواء.
لقد كان آل هاشم وها هم باقون على الوعد والعهد بدوام الدعوة للسلام الشامل والكامل لشعب فلسطين، وليس لشعب فلسطين فقط، بل وإنما لمختلف شعوب الكرة الأَرضية، ذلك أن التحرر الوطني، والاقتصادي، والسياسي، والاستقلالية الدولتية والإنسانية، وحماية الإنسان وحقوقه وحرياته، وغيرها من المتطلبات الشعبية والجماهيرية والتاريخية والإنسانية والحقوقية، هي حقٌ يومي وَ وَاقعي لكل البشرية بمختلف قومياتها وأجناسها وأعراقها ولغاتها وأديانها وعقائدها.. الخ.
منذ بدء الهجمة الصهيونية الإبادية على قطاع غزة وشعب غزة الفلسطيني المُسَالِم والأعزل، بادر جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني حفظه الله لنا نحن شعب الأُردن ولكل الشعوب الحرة.. أقول، بدأ جلالته حملةُ دوليةً مدعومة من مختلف قطاعات شعبنا الأُردني الطيب، للتضامن والتآزر مع فلسطين وشعبها، ولوقف حملة الإبادة الجماعية التي تقودها الحركة الصهيونية – النازية ضد شعب غزة.
جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني هو القائد العربي والإسلامي الأول، وهو كان على مر الأزمان وسيبقى الطليعي الأول الذي بادر إلى بذل جهود كبرى متواصلة على مختلف الصُعد لنُصرة شعب غزة وفلسطينيي الضفة الغربية، إذ أكد جلالته التالي: ” رفض المملكة لأي محاولة من شأنها فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة”، مُنبِهاً أن “كليهما امتداد للأراضي الفلسطينية”. وأردف جلالته في تصرحات أخرى شجاعة مؤكداً بكل قوة وشهامة: رَفَضَ الأُردن لأي “سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها، ولأي محاولة للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فهما امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة”. وأشار جلالته حفظه الله إلى أن “القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأُردن، وسنواصل الوقوف الكامل إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نيل حقوقه العادلة والمشروعة غير القابلة للتصرف، وستستمر المملكة الأُردنية الهاشمية بالعمل مع الأشقاء في السلطة الوطنية الفلسطينية للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وحمايتها ورعايتها، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات”، مُعرِباً في الوقت نفسه عن تمنياته للجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بالتوفيق في جهودها المتواصلة في دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه العادلة والمشروعة غير القابلة للتصرف.
ومنذ بدء الحرب على غزة وشعبها، أكد جلالة الملك على أن الأُردن: سيستخدم الطائرات العمودية الثقيلة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مشدداً على أن الطريق البري هو الأكثر فاعلية لإدخال المساعدات، وكشف عن أن الأردن قدَّمَ أكثر من 75 مليون دولار من المساعدات لغزة، و25 مليون دولار للضفة الغربية، وذلك في كلمته خلال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة الذي استضافه الأُردن.
كذلك، يعمل جلالته ببذل جهوده على كل المستويات، على حماية ومؤازرة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية أيضاً، التي باتت تعاني من هجمات صهيونية قاتلة، ومن توظيف المُستوطنين الاستعماريين الصهاينة ضد الفلسطينيين والعمل على تهجيرهم، ووجه جلالة الملك أيضاً بضرورة تحديد الاحتياجات المطلوبة للفلسطينيين في الضفة الغربية وتوفيرها بالسرعة الممكنة، بغض النظر عن الصعوبات الجمة التي تواجه كل ذلك، ووسط أزمة إنسانية متفاقمة في غزة بعدما فرضت “إسرائيل” حصاراً كاملا عليها مع قطع إمدادات الطاقة والمياه والأغذية، ومع استمرار الغارات الإسرائيلية المدمرة على القطاع.
مساعدات المملكة الأُردنية الهاشمية لغزة بتوجيه من جلالة الملك المعظم تتواصل نهاراً وليلاً، وهي محملة بالمحبة الملكية للغزيين بالرغم من مضايقات وعنجهية الاحتلال وداعميه، وبغض النظر عن أن السلطات المصرية كانت قررت مضطرة في يوم سابق “إغلاق مَعبَر رفح حتى إشعار آخر”، بعدما تعرَّض لقصف إجرامي من الطيران الصهيوني. لكن، وبالرغم من إعلان القناة 12 الإسرائيلية بأن تل أبيب “وجَّهت تحذيراً إجرامياً وعدوانياً إلى مصر بأنه: “إذا أدخلت مصر إمدادات إغاثية إلى قطاع غزة فسيتم قصف الشاحنات!”َ إلا أن المساعدات تواصلت ونجح وصولها للغزيين المحاصَرين صهيونياً.
وضمن هذه الهجمة الصهيونية الفالتة مِن عِقالها، تواصِل تل أبيب العمل، بدعم من طرف الغرب الجماعي دولياً، وسياسياً، وتسليحياً؛ على جَعل الهجمة الصهيونية على فلسطين ومَن يجاورها من دولٍ: “واقعاً يجب قبوله عربياً ودولياً..!”. ولهذا، نرى أن تل أبيب، وبكل وقاحة، تُعلن عن أنها في صَدد توَسُعٍ “جيوعسكري” صهيوني مؤيَد دولياً، وصَمت وصفر نضال عربي!. وضمن هذه الصورة المناسبة الصهيونية، نرى كيف أن تل أبيب تستعيد ما تُسميه “انتصاراتها وحذاقتها العسكرية” في هجماتها الأولى القتالة على فلسطين والفلسطينيين منذ العهد الإنتدابي (الاستعماري) البريطاني، الذي أفسح المجال لها واسعاً لنشر لصوص الليل من المستوطنين الصهاينة لقنص المواطنين العرب، وصولاً لاستعمار فلسطين 1948. وها هو، أي الغرب الجماعي، يَصمت صَمت القبور على توجهات تل أبيب التوسعية الوقحة، ولا يتجاوب مع العالم الذي يدعو للسلام، ولا يُعَارِض تصريحات الصهيونية برغبتها في إحتلال الدول المجاورة لإسرائيل ومنها الأُردن، وتهديد الدول العربية، وبأنها “ستستعيد بذلك انتصاراتها الإبادية للفلسطينيين منذ إعطائها الضوء الأخضر غربياً باستعمار فلسطين وذبح شعبها” بتوظيف مجازر يومية للفلسطينيين يَندى لها جبين الإنسانية، وهي عمليات قتل موثَقَةً في الأرشيفات الدولية والعربية والإسلامية منذ الهجمة الصهيونية الأولى على فلسطين الصغيرة مساحة والمَحبوبة ربَانياً.
كل ما تقدَّم وما نطالعه في الإعلام يؤكد على الدور الإمبريالي المتواصل للغرب الجماعي في دعم تل أبيب ضد العرب والدول العربية والحقوق العربية، إذ تَشهد مدونات تاريخية على أن الكيان الصهيوني لا يعترف بالصداقة مع أحد، حتى أنه يتآمر من حين لآخر على حليفه الأمريكي الذي بات مكروهاً لدى الجماهير وعند عددٍ من الدول العربية. ولهذا، لا يتورع العدو عن تحويل فلسطين إلى مستَعمَرة صهيونية بحت، وإلى قاعدة عسكرية وتوسعية لهذا الغرب الجماعي، بغية لجم القوى الشرقية كروسيا والصين من التواجد المُتعدد الجوانب في فلسطين والدول المجاورة لفلسطين، وهو كذلك هدف غربي قديم يَسعى دوماً إلى توظيف عَمَلاني لتل أبيب في صراع عميق ومتعدد الجوانب ضد روسيا بهدف إضعافها؛ إذ تواجه روسيا هذه الأيام دعماً عسكرياً وتسليحياً إسرائيلياً لأوكرانيا، من خلال إرسال السلاح المُصَنَّع في تل أبيب والموجَّه لخدمة القوات الأُوكرانية في استخداماته لضرب روسيا وجيشها والعُمق الروسي، ومن ذلك “منظومات الصواريخ الإسرائيلية” التي تُصنِّعها “إسرائيل”، ويَستخدمها جيش اليهودي الصهيوني زيلينسكي لقصف روسيا وتقتيل شعبها.
…….//…..