مقالات منوعة

ظاهرة الهجرة الغير شرعية إلى المجهول

ظاهرة الهجرة الغير شرعية إلى المجهول

إئتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة (ارض الحكمة )

— ظاهرة الهجرة الغير شرعية إلى المجهول —

إعداد د٠حسن صالح الرجا الغنانيم 

————————-

تعتبر الهجرة غير الشرعية واحدة من الظواهر المنتشرة في العديد من دول العالم النامي لعدة أسباب٠ والهجرة لها تأثير كبير سواء على الدول المصدرة أو المستقبلة للسكان.

تعتبر الهجرة غير الشرعية رحلة إلى مجهول لايمكن التنبؤ به، إذ يواجه المهاجرون خطر القبض عليهم من قبل حراس الحدود في الدول المتوجهين إليها وبالتالي التعرض للمساءلة القانونية والحبس والظلم والإتهامات ومواجهة مصير مجهول غير واضح، سواء من الدولة التي خرج منها هذا المهاجر أم من تلك الدولة التي سيذهب إليها، وذلك لأنه يجهل تماما ما قد يواجهه في طريقه من أخطار سواء أكان العبور برا أم بحرا، ويجهل أيضا مصيره هناك في تلك الدولة التي ينوي الهجرة إليها٠

هناك أسباب ودوافع عديدة لهذه الهجرة، وغالبا ما تكون من أجل السعي نحوَ حياة أفضل، وإيجاد فرص ناجحة في الحياة، ولكنها قد تنجح في بعض الأحيان وقد تفشل فشلا ذريعا في احيان اخرى

وبالتالي تؤدي إلى عواقب وخيمة ومأساوية لا تحمد عقباها٠

ومن الدّوافع التي قد تكون سببا لهجرة الشباب خارج البلد بطرق غير شرعية الأسباب الاقتصادية المتدنية للبلد التي يعيش فيها فلا مال كافٍ ولا عمل مناسب يقتات منه. كما أنّ فرص نجاح المشاريع في تلك الدول لا تكون عالية، فيسعى الشباب نحو إيجاد فرص أكبر، ورؤية نماذج ناجحة٠

إن الحماس نحو السفر ورؤية نماذج هاجرت ونجحت وحصلت على فرص ممتازة في إحدى الدول المتقدمة، وحصول تطور سريع في مستواهم الاقتصادي والمادي يشجع الكثير من الشباب نحو الهجرة.

أيضا إن للبطالة آثار كبيرة تدفع بالشباب نحو الهجرة بطرق غير قانونية، كما أنّ لعدم استقرار البلاد ودخولها في مشكلات وحروب وعدم وجود استقرار أمني يدفع الشباب إلى الهجرة والخروج نحو استقرار أمني ووظيفي، كما تؤدي الكوارث الطبيعية إلى ذلك أيضًا، وقد علمنا مؤخرا أن هناك العديد من الدول التي باتت تستخدم آلات زراعية وصناعية متقدمة بدلا من الأيادي العاملة، وبالتالي تم الاستغناء عن عدد كبير من الشباب الذين يمكنهم القيام بتلك الأعمال. هناك أيضا عوامل جاذبة للشباب في تلك الدول التي يهاجرون إليها، حيثُ توافر الفرص الكبيرة، ووجود أعمال متعددة ودخل مرتفع وحياة كريمة أفضل ومسكن جيد، وتوافر المرافق والخدمات العامة المتقدمة، وجود تقدم تكنولوجي وعلمي كبير، ووجود اهتمام بالمناطق الحضرية والأرياف، ممّا يعني زيادة فرص العمل هناك، وتوافر فرص تعليم جيّدة خاصة لأولئك الشباب الراغبين باستكمال تعليمهم، وذلك يشجّعهم على الهجرة من أجل الدراسة والعمل معا، حيث إنّ فرص التعليم هناك أكبر وملائمة أكثر، ويمكن أن تكون أقل كلفة منها في البلد الأصلي، وأحيانًا تكون الدراسة مجانية. من الآثار السلبية للهجرة غير الشرعية فقدان الكثير من الشباب المهاجرين، وتعرّضهم للعديد من المخاطر مثل:– مخاطر الغرق والفقدان والوفاة أحيانًا، وفي هذه الحالة لا يعودون بالأموال وإنما يخلفون وراءهم همًا كبيرا لا يمحى من قلوب أهاليهم، إلى جانب التعرض للإهانة والابتزاز، وكثيرا ما يتعرض الشباب في تلك الأحوال إلى النصب والاحتيال والسرقة من قبل الآخرين، والتعرض للاعتقال والحبس والعديد من العقوبات ومن ثم الترحيل مرة أخرى إلى بلد المهاجر، وبالتالي ضياع مستقبله وخسارة كبيرة يواجهها. تَعَرض الدول المستضيفة إلى مشكلات اقتصادية إلى جانب تحمّلها لأعباء إضافية نتيجة زيادة عدد المهاجرين بطرق غير شرعية إليها، وبالتالي قامت تلك الدول بتشديد الرقابة على حدودها ومحاولة التصدي لمثل تلك الحالات، إلى جانب حصول تذبذب في النسب النوعية في السكان، فقد نجد زيادة كبيرة جدًّا في أعداد الشباب في الدول المُستقبلة وانخفاضها بشكل كبير في الدول الطاردة، وبالتالي عدم تكافؤ أعداد السكان. ظهور حالات تمييز عنصري في الدول التي يقصدها الشباب بهدف العمل أو الدراسة؛ وذلك بسبب زيادة الأنواع السكانية مع تكافؤ في الفرص بالرغم من اختلافهم، نتيجة لهجرة الكثير منهم بواسطة القوارب الصغيرة، فقد يتعرض الكثير منهم للوفاة بسبب الغرق، كما يمكن أن يتعرضوا أيضًا لعصابات شديدة الخطورة وهي عصابات الاتجار بالبشر والأعضاء البشرية وفي ذلك خطر شديد، وبيعهم كرقيق أو حصول اعتداءات من أنواع كثيرة، وكذلك إضطراره للعيش في مناطق رخيصة وغير ملائمة للعيش البشري، بالتالي تعرضه للعديد من المشكلات والأمراض المعدية أو خطر الإمساك به من قِبل الحكومة. من الآثار السلبية أيضًا اضطرار المهاجر لقطع مسافات طويلة قد تصل إلى آلاف الكيلومترات من أجل الوصول إلى مبتغاه، وتعرُّضه للمرض والتعب الشديدين وبالتالي الوفاة، القبض عليهم واعتقالهم بتهمة مخالفة القانون والدخول للبلد بطرق غير شرعية، لذا ينبغي على الشبان المهاجرين توخّي الحذر وعدم خوض المغامرات التي لا تحمد عقباها، والتي قد تكون وبالًا عليهم وعلى أهاليهم، ولا تخلف لهم سوى الحسرة والألم، فقد يخسرون وظائف مرموقة جرّاء هجرتهم وترك أعمالهم؛ إذ إنّ هناك الكثير من الطرق الشرعية. الخاتمة: نصائح للشباب عن الهجرة غير الشرعية لا يعني ضيق العيش وعدم توافر الفرص المناسبة تعريض حياتكم للخطر يا معشر الشباب، وذلك لأنّ الهجرة غير الشرعية طريقة غير نظامية للخروج، كما أنّ الشباب يواجهون فيها كل مجهول، وهذا يُعرّض حياتهم للخطر وأحيانًا الموت، وعدم ضمان إيجاد تلك الفرصة التي سعيتَ نحوها كثيرًا فتبوء هجرتك بالفشل وتُواجه مصيرًا لا يمكن التنبؤ به، ينبغي السعي نحو فرص أخرى سواء داخل البلد أم خارجه، واتباع الطرق النظامية للسفر، فلعلّ الله يعطيك مبتغاك دون تعريض نفسك لأي خطر في عالم مجهول محفوف بالمخاطر واللانسانيه في بعض دول العالم بالإضافة للوقوع في يد العصابات أصحاب القلوب السوداء والقراصنه والغرق وعصابات الإيجار بالبشر واللصوص والمحتالين وهناك قصص كثيره ومآسي حدثت وما زالت تحدث٠

****************

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى