مقالات منوعة

القيمة الحقيقية للإنسان

القيمة الحقيقية للإنسان

إئتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة (ارض الحكمة )

“القيمة الحقيقية للإنسان “

إعداد د٠حسن صالح الرجا الغنانيم

**********************

إن القيمة الحقيقية للإنسان هي بدينه وخلقه وعلمه مجتمعة، ولا شيء يعادل الدين والأخلاق والعلم ، فمهما أوتي المرء من الدنيا ومهما بلغ من المناصب ومهما أدرك من الرتب، فإنه لا يبلغ بذلك شيئاً حتى يتحلى بالأخلاق الكريمة والمعاني السامية ، فلقد أثنى الله تعالى على رسوله، صلى الله عليه وسلم، بأخلاقه؛ فقال له:– «وإنك لعلى خلق عظيم»، ولم يذكره بأنه عربي وأنه قرشي، فقط ذكر فيه ما يرفع الإنسان ويزينه ويذكر به بعد الدين وهو الخلق الكريم، وكذلك ذكر إبراهيم، عليه السلام، فقال عنه:– «إن إبراهيم لأواه حليم»، وقال:– «إن إبراهيم لحليم منيب»، وذكر ابنة شعيب عليهما السلام بخلقها الذي تطبعت به وعرفت به؛ فقال «فجاءته إحداهن تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك»، وهكذا فالخلق الكريم هو الذي يذكر به الإنسان وهو الذي يرفع به عند الله تعالى ثم عند الناس٠

*إن أسوأ ما يسيء للإنسان ويلطخ سمعته وينال به السخط والغضب عند الله، والدعاء عليه عند الناس هو الخلق السيىء٠

لقد كان هناك أقواماً أعطاهم الله الملك والعلم والمال والأموال والخزائن ومن كل ما هو جميل من خير في الدنيا ولكن ساءت أخلاقهم وتلطخت مروءاتهم، فهبطوا إلى أسفل سافلين وإلى الدرك الأسفل من الدرجات وإلى السافل من الدركات، فلم ترفعهم أموالهم ولم يلحق بهم ملكهم ولم يكونوا ممدوحين، بل كانوا مذمومين، ذلكم هي الأخلاق السيئة تهوي بأصحابها إلى حضيض الغبراء وتردي أهلها وتلطخ ناسها وتشوه السمعة وتذهب المروءة وتبيع أصحابها بثمن بخس قال تعالى :–«يا أيها الذين آمنوا الناس اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون»٠

إن الأخلاق الرذيلة السيئة تؤثر على الأشخاص والأسر والمجتمعات والأوطان، وهل خان الأوطان إلا سيئ الأخلاق وما أجرم في المجتمع إلا السيئ، وهل تهدم البنيان وخرّت الأسقف إلا بسبب السيئين الفاسدين، فكلما انحرف الناس بالخلق السيئ، وشاعت فيهم الأمراض المتمثلة في مساوئ الأخلاق تعرضت المجتمعات للتفكك والانهيار، وإذا ذكرنا الخلق السيئ وذممناه، كان أسوأها وأرداها خلق الغرور، الذي هو الهادم للبنيان الحسي والمعنوي وهو من أسوأ الأخلاق الرديئة وأردى الأخلاق السيئة٠

إن الغرور مرض يصيب الناس أو بعضهم، ويدفعهم إلى احتقار الناس والتكبر عليهم بسبب نعمة نزلت أو نقمة دفعت أو درجة حُصّل عليها. استكبار واستعلاء ومكر السيء٠

إن الغرور في حقيقته استكبار واستعلاء وفخر واحتقار للناس وإعجاب بالنفس وتطاول على الناس وبطر ونكران لجميل الله عليه، وهو يدل على النقصان وطمس البصيرة وانتكاس القلب وضلال العقل، والمغرور من الناس هو المتكبر المستكبر المستعلي المريض أعماه غروره فأنساه قدره وحجمه، وخدعته نفسه فصورت له بأنه العظيم الرفيع الذي يبلغ الجبال طولاً ويخرق الأرض، وينخدع بما بين يديه من أسباب القوة والجمال والحطام الدنيوي، فيتعالى حتى على خالقه ويجحد نعمته ولا يبال بعظمته وشريعته ويسير وراء لذته٠

* ومن بعض أحاديث رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الأخلاق :–

1 – قال صلى الله عليه وسلم: “إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا”؛ [متفق عليه].

2 – “إن من أحبكم إليَّ أحسنَكم أخلاقًا”؛ [رواه البخاري].

3 – “أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنُهم خُلقًا، وخيارُكم: خيارُكم لنسائهم خلُقًا”؛ [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].

4 – “إن لكل دين خلقًا، وإن خلُق الإسلام الحياء”؛ [حسن رواه ابن ماجه].

5 – “إن المؤمن ليُدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”؛ [صحيح: رواه أبو داود].

6 – “إن مِن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا، وألطفهم بأهله”؛ [رواه الترمذي وحسنه].

7 – “ما مِن شيء [أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة مِن خلُق حسن، وإن الله يُبغض الفاحش البذيء” رواه أبو داود والترمذي، وقال حسن صحيح].

8 – “إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة، الثرثارون، والمتشدَّقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله ما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون”؛ [رواه الترمذي وحسنه محقق جامع الأصول بشواهده].

(الثرثارون: المكثرون من الكلام تكلفًا) (المتشدقون: المتكلمون تفاصحًا وتعظيمًا لنطقهم)

9 – “البرُّ حسنُ الخلق”؛ [رواه مسلم].

10 – “اتِق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة تمحُها، وخالق الناس بخلُق حَسن”.[رواه الترمذي وحسنه].

11 – “إنما بُعثت لِأُتمم صالح الأخلاق”؛ [صححه الحاكم ووافقه الذهبي].

12 – “ألا أخبركم بمَن يَحرم على النار، أو بمَن تحرم عليه النار؟ على كل قريب سهل ليّن”؛ [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني بشواهده].

13 – “أحَب عباد الله إلى الله، أحسنهُم خلُقا”؛ [رواه الحاكم وصححه الألباني].

14 – ” أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلُقا، الموَطَّؤون أكنافًا، الذين يألفون، ويؤلفون، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف”؛ [رواه الطبراني وحسنه الألباني].

15 – “سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخُلق”؛ [رواه الترمذي وهو صحيح بشواهده عند محقق جامع الأصول].

16 – وقال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن غِز كَرِيم، والفاجر خَب لئيم”؛ [رواه أحمد وغيره وحسنه الألبانى].

17 – “المؤمنون هيِّنون ليِّنون كالجمل الأنِف، إن قيد انقادَ، وإن أُنيخ على صخرة، استناخ”. (الأنِف: الذلول) [حسنه الألباني بشواهده]

18 – “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير مِن المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم”؛ [رواه أحمد، وحسنه٠

والله ولي التوفيق ٠

اللهم إنا نسألك الخير والفرج والسلامة للجميع وان ترد العصاة من ذكر وانثى إلى الدين ردا جميلا٠

——————————–

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى