كيف يساعد مسعد بولس لبنان ؟
يدبّ السرور والتفاؤل في صفوف اللبنانيين، لدى وصول أي متحدر من أصل لبناني إلى مركز رفيع، خصوصاً في الإدارة الأميركية. فماذا عن اللبنانيين في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب؟
أحد أبرز مستشاري ترامب، والد صهره اللبناني مسعد بولس، على معرفة وثيقة بالملف اللبناني. ووفق ما ينقل عن أحد أقربائه، فإن الرجل يولي وضع بلده العناية المطلوبة.
يقول سفير لبناني سابق في إحدى الدولة الأوروبية، إن كل من في الإدارة الأميركية أو سواها، ينفذ أجندة إدارته وبلده، وهذا ما ينطبق على الكثير من اللبنانيين، ومنهم من كان في الكونغرس مثل راي لحود، الذي جاء إلى لبنان مراراً، إنما في النهاية يلتزم قرار الادارة الأميركية، لكن ذلك يساعد كثيراً في تنقية الأجواء في بعض المحطات.
في حقبة الثمانينيات، أوفد الرئيس رونالد ريغان اللبناني فيليب حبيب إلى لبنان، وكانت له صولات وجولات خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، واضطلع بدور بارز حينذاك، إذ توصل إلى إبعاد السلطة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس ياسر عرفات إلى تونس، وبالتالي كانت علاقته بالمسؤولين اللبنانيين على اختلافهم جيدة، والتقى قيادات يمينية ويسارية وكل الذين كانوا يتصارعون في تلك الحرب، ما أدى إلى الحل الذي بموجبه غادر “أبو عمار” بيروت.
فهل يمكن السيد مسعد بولس أو سواه في إدارة ترامب، أداء دور مشابه لدعم لبنان وعودة الأمن والاستقرار إليه؟ ماذا يقدم المتحدر من أصل لبناني لبلده في أي موقع كان، وخصوصا عندما يعاني لبنان حرباً طاحنة غير مسبوقة في تاريخه المعاصر؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يقول لـ”النهار” إن “الموفد الأميركي من أصل لبناني فيليب حبيب، كان يمثل آنذاك الولايات المتحدة، واليوم الوضع قد يتبدل مع مسعد بولس، باعتبار أن نجله صهر الرئيس ترامب، إضافة إلى أن جذوره لا تعود إلى الذين هاجروا عام 1860 على غرار سواه، بل إنه هاجر حديثا وكان سيخوض الانتخابات النيابية على لائحة النائب السابق سليمان فرنجية، ولديه علاقات عاطفية مع لبنان، وهو على تواصل دائم مع كثيرين من المسؤولين اللبنانيين، وأعتقد أنه سيتسلم مركزاً حساساً وسيكون له دور كبير على صعيد دعم لبنان”.
يضيف طبارة: “عندما كنت سفيراً في واشنطن نسقت مع عضو الكونغرس يومها راي لحود، الذي زار لبنان واهتمّ به آنذاك الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتمنى عليه أن يكون له دور فاعل في الولايات المتحدة من أجل رفع حظر سفر الأميركيين إلى لبنان. اضطلعنا بهذا الدور مع لحود، وكانت هناك خطب في الكونغرس وسواه من أجل متابعة الأمر، لذلك اللبنانيون المتحدرون من شأنهم أن يؤدوا دوراً كبيراً عاطفياً، إنما الذين تسلموا مراكز متنوعة ولا يتكلمون العربية ولم يعرفوا لبنان، هؤلاء عندما يزورون بيروت لا يكون لهم أي تأثير، بعكس ما هو واقع الحال اليوم مع مسعد بولس، وقبله مع راي لحود وغيرهما”.
مسعد بولس الذي يتجنب الكلام كثيرا في المرحلة الرئاسية الانتقالية بعدما ادى دوره الانتخابي بفاعلية كبيرة، يطمح لأن يقدم لبلده خدمات اضافية خصوصا ان الرئيس ترامب كان وعد اللبنانيين بالعمل على انهاء الحرب والعيش بسلام
وجدي العريضي – النهار