مقالات منوعة

حملات الإشاعات والتضليل والتزييف في الإعلام الجديد وطرق التصدي لها

حملات الإشاعات والتضليل والتزييف في الإعلام الجديد وطرق التصدي لها

حملات الإشاعات والتضليل والتزييف في الإعلام الجديد وطرق التصدي لها.

تعتبر الإشاعة تاريخيا من أهم وسائل الحرب النفسية؛ لأنها تعتمد على المعلومات الموجهة بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى أنها في بعض الأحيان يمكن أن تكون جزءا من معلومات صحيحة، أن متلقى الإشاعة لا يتلقاها مكتوف الأيدي، بل يساهم في نشرها ويضيف معلومات جديدة عليها ويقوم بتضخيمها حتى تصبح قابلة للتّصديق دون الحاجة للتعرف على مصدرها، ويرى «اولبورت» في كتابه «سيكولوجيا الإشاعة» بأنها كل قضية مقدمة للتصديق، تتناقل من شخص إلى شخص دون أن تكون لها معايير أكيدة للصدق، ويذهب «ديفونز وبورديا» إلى القول بأن الشائعة تحيل إلى مجموعة من الأخبار غير المؤكدة والتي يتم استثمارها وتداولها في سياقات تتسم بالغموض والخطر والتهديدات المحتملة، والتي تساعد الأفراد على إدارة الأزمات التي يعيشونها وإضفاء معنى على حياتهم. أن كل المفاهيم المتعلقة بالشائعة تشترك مع بعضها البعض في العديد من الخصائص المميزة للشائعة خاصة في •أنها مجهولة المصدر

•غير مؤكدة

•تنتقل بسرعة

•ليس لها معايير للصدق

•يتم الاستثمار فيها من قبل جهات معينة

وهذا يؤكد مدى خطورة الشائعات على المجتمع خاصة من حيث تركيبته التي تسمح لها بالانتشار، إذ ساهمت الوسائل الجديدة بالفعل ومع مرور الوقت في إشباع رغبات المتلقي وحقه في المعرفة والمشاركة الفعالة في نشر الخبر ولكن في الأغلب من دون مصداقية، فالشائعات تنتشر من خلالها بسرعة كبيرة جدا إذ يمكن اعتبارها عبارة عن مجموعة من المعلومات المحرفة عن أصلها يتم تناقلها ونشرها ومشاركتها عبر الحسابات المختلفة في شبكات التواصل الاجتماعي بشكل خاص ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها بشكل عام، بهدف زعزعة الاستقرار أو النيل من الخصوم، أو المشاركة في نشر هذه الشائعات بحسن نية

ينتج من مخلفاتها لدى المتلقي العديد من الآثار النفسية التي تؤثر على وعيه، من قلق، وخوف، وذعر، وعزلة، وعدم الثقة في المعلومات، والغضب الشديد، وغيرها من الآثار النفسية التي يمكن أن تخلفها عملية الترويج لتلك المعلومات التي تدور حولها الإشاعة، وغير المتحقق من صدقها ومصدرها عبر هذه المواقع الإجتماعية وتنتشر بكثرة في وقت الأزمات الإجتماعية والوطنية، ولذلك فإن زمن الحرب هو أنسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظراً لحالة التوتر النفسي الذي يعيشونها، مما يتم توجيههم إلى المواقف التي كانوا يقفون ضدها في البداية برضى عن أنفسهم، فهي مثل هجوم مبرمج على نفسية وعقل الآخر لغرض إحداث التفكّك والوهن والارتباك فيه وجعله فريسةحاليا فإن ثمة سباق بين الدول الغنية لتطوير برمجيات يكون من شأنها امتلاك قدرات هجومية وأخرى دفاعية قادرة على التصدي لأي هجمات مشابهة من هذا القبيل ، فالولايات المتحدة تبذل جهودا كبيرة لتطوير أنظمة دفاع تحمي شبكاتها من القراصنة والهجمات المدمرة من جانب حكومات أجنبية ، خاصةالصين وروسيا ، كما أنها تسعى للحصول على قدرات هجومية إلكترونية تمكنها من تعطيل شبكات الحاسوب لدى العدو . وبحسب صحيفة واشنطن بوست ، فإن الجيش الأميركي وبقية الجيوش في العالم ترى في البرمجيات التخريبية أداة أساسية جديدة من أدوات الحرب الإلكترونية ، وذلك في ظل تعرض شبكات الحاسوب العسكرية وشبكات وأنظمة الحاسوب المعنية بالبنى التحتية للدول وشبكات الاتصالات للتخريب .

قتيبة حسين علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى