إئتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة
((ارض الحكمة ))
–المرأة في الإسلام قيمة وقامة–
**********
–من أهم ما جاء به القرآن الكريم إنصاف المرأة وتحريرها من ظلم الجاهلية وظلامها، ومن تحكم الرجل في مصيرها بغير حق، فكرم القرآن المرأة وأعطاها حقوقها بوصفها إنسانا، وكرمها بوصفها أنثى، وكرمها بوصفها بنتا، وكرمها بوصفها زوجة وكرمها أما، وكرمها بوصفها عضوا في المجتمع، لقد جاء الإسلام وبعض الناس ينكرون إنسانيتها؛ لكنه يعتبرها مخلوقا خلق لخدمة الرجل، فكان من فضل الإسلام أنه كرم المرأة، وأكد إنسانيتها، وأهليتها للتكليف، والمسؤولية والجزاء ودخول الجنة واعتبرها إنسانا كريما، له كل ما للرجل من حقوق إنسانية؛ لأنهما فرعان من شجرة واحدة، وأخوان ولدهما أب واحد وهو آدم، وأم واحدة هي حواء، فهما متساويان في أصل النشأة، متساويان في الخصائص الإنسانية العامة، متساويان في التكليف والمسؤولية، متساويان في الجزاء والمصير، وفي ذلك يقول القرآن الكريم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
وإذا كان الناس كل الناس رجالا ونساء، خلقهم ربهم من نفس واحدة وجعل من هذه النفس زوجا تكملها، وتكتمل بها كما قال في آية أخرى (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) سورةالأعراف آية 2 ٠
وبث في هذه الأسرة الواحدة رجالا كثيرا ونساء، كلهم عباد لرب واحد، وأولاد أب واحد وأم واحدة، فالأخوة تجمعهم، ولهذا أمرت الآية الناس بتقوى الله، ورعاية الرحم الواصلة بينهم (وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) سورةالنساء:آية 1 ٠
–من حقوق المرأة في الإسلام:–
*********
1- المساواة في أصل الخلق :–
أقر الإسلام وحدة الجنس البشرى في الخلق وخلق البشرية كلها من نفس واحدة، قال تعالى:” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا”( الاعراف:189 ).
2-المساواة في التكاليف الشرعية :–
أقرت الشريعة الإسلامية مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة فيما لا يتعارض مع الطبيعة البشرية ، ومنها 3-المساواة في التكاليف الدينية:– الصلاة ، الصوم ، الزكاة ، الحج ، الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ “( التوبة:71).
4 – المساواة في الميراث: —
كانت المرأة قبل الإسلام لا ترث هي والصغير ، فجاء الإسلام ليقرر حق المرأة في الميراث:” لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا”( النساء :7).
5-المساواة في حق التعليم:–
جعل الإسلام طلب العلم فريضة علي المسلم والمسلمة ، وأهاب بالمسلمين رجالاً ونساءً أن يصلوا الي أعلى المستويات العلمية :” وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا:( طه :114)، وكانت المرأة المسلمة فقيهة في أمور دينها، فالسيدة عائشة –رضي الله عنها- كانت من فقهاء الصحابة، والسيدة نفيسة تتلمذ الإمام الشافعي على يديها.
6- المساواة في حق العمل :–
مارست المرأة المسلمة كل ما كان معروفاً من أنشطة سياسية واجتماعية وعلمية ومدنية واقتصادية ونضالية ،فكان لها الحق في التملك والتعاقد والتكسب والتصرف فيما تتطلبه إدارة شئونها الخاصة يقول سبحانه وتعالى:” وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”(سورة العصر).
7- المساواة في الحقوق السياسية :–
شاركت المرأة- منذ صدر الإسلام -بالرأي في مجريات الأمور ، وكانت تحضر مجالس الحكم وتراجع في قراراته ، ووجدنا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم نفسه الوزيرات والمستشارات له في شؤون الدين والدنيا معاً ،فالسيدة خديجة أم المؤمنين وزوج الرسول صلى الله عليه وسلم كانت وزير صدق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبمالها شاركت في تدعيم الرسالة الإسلامية الوليدة، وفي السيرة تجاوز المسلمون أخطر أزمة في بداية تاريخ الإسلام يوم صلح الحديبية بحكمة امرأة ومشورتها وهي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها٠
وأخيرا هذا ما جاد به الوقت ووسعه الجهد، قدمته بين أيديكم راجيا أن تعم فيه الفائدة للجميع متمنيا أن يكون قد نال إعجابكم وحظي باهتمامكم.
******
د٠حسن صالح الرجا الغنانيم