مقالات منوعة

وشهد شاهد من أهلهم

وشهد شاهد من أهلهم

وشهد شاهد من أهلهم ..

     د.علي احمد جديد

البروفيسور (شلومو ساند) أستاذ التاريخ في جامعة ( تل أبيب ) تحدّث في كتابه

        ” اختراع الشعب اليهودي ” 

وفاجأ كل الأوساط الص.هيو.نية ، ومن المحتمل جداً منع تداول الكتاب لأن ما جاء فيه يخالف كل المعايير الصه.هيو.نية :

 

“الكتاب هو استعراض نقدي للخطاب التاريخي اليهودي التقليدي بمختلف مراحله وتياراته ” .

 

يطرح (ساند) في كتابه سلسلة من الأسئلة المحرّمة في إس.رائ.يل تطال الأسس الرئيسة في بناء الرواية الصه.يون.ية والي.هود.ية عامة للتاريخ . ومن هذه الأسئلة :

* – هل يمكن الحديث عن “شعب” يهو.دي وجد واستمر آلاف السنين بينما انقرضت شعوب أخرى سابقة ولاحقة لوجود بني إس.را.ئيل من الوجود وكانت أكثر عدداً وأكثر آثاراً وأعمق حضارة واستقراراً وتجذراُ في بقعة محددة من الجغرافيا ؟

كيف ، ولماذا تحوّلت التوراة من كتاب شرائع دينية إلى كتاب تاريخي يروي نشأة “أمة يهو.دية ” علماً بأنه لا أحد يعرف بدقة متى كتبت التوراة ؟ ومن الذي كتبها ؟ وما الطريق الذي سلكه الي.هود الهاربون من مصر؟

* – هل تمّ فعلاً نفي سكان “مملكة يهودا” بعد تدمير الهيكل أم أن ذلك لا يعدو كونه مجرد أسطورة مسيحية شقت طريقها إلى التراث الي.هو.دي الذي جيّرها فيما بعد لمصلحته؟

* – إذا لم يكن هناك منفى فمن أين أتى (ي.ه.ود) العالم إذن؟

* – ما الذي يجمع ثقافياً وإثنياً وجينياً (بالمعنى المدني) كلاً من يهود “مراكش” ويهود “كييف” مثلاً ؟!!!

* – إذا كان لا وجود لوحدة ثقافية بين الجماعات الي.هو.دية المختلفة فهل تكون هناك “وحدة دم” تربط بين الشرقيين منهم وبين الغربيين ؟!

* – هل صحيح أن هناك “جينات يهو.دية” مميزة كما تدّعي الص.هيو.نية؟

وفي محاولة الإجابة على هذه الأسئلة صاغ ( ساند ) أطروحته التي يقول فيها :

” إن الي.هود. شكّلوا دائماً جماعات دينية مهمة اتخذت لها موطئ قدم في مختلف مناطق العالم وليس فقط على أرض فلسطين حصراً ، ولكنها لم تشكل شعباً عِرقياً (ethnos) من أصل واحد ولم توجِد شعباً فريداً انتقل من التشرد والنفي الدائمين في غرب آسيا وعبر شمال أفريقيا وشرق أوروبا وجنوبها ليستوطن إسبانيا .

ويقول ( ساند ) إنه في عام 1970 حصل تطور في علم الآثار تحت تأثير مدرسة الحوليات التاريخية في فرنسا أضفى هذا التطور طابعاً اجتماعياً على البحث التاريخي وجعله ذا أهمية أكبر من الطابع السياسي ليصل هذا التحول إلى الجامعات الإس.را.ئيل.ية … وهكذا كانت تناقضات الرواية الرسمية ، وهو ما يزعزع الأساطير المؤسِّسة ليس فقط لدولة ( إس.را.ئيل ) بل للتاريخ الي.هو.دي بكل مافيه من الاختلاق والأساطير . وإن احتلال الجزء السوري الجنوبي من أرض “كنعان” وإبادة سكانها حسب سفر “جشوا” والتي كانت أول مجزرة في تاريخ البشرية سبقت إبادة الهنود الحمر بكثير ، والتي لم تقع أساساً وإنما هي إحدى الأساطير التي دحضتها الأركيولوجيا كلياً ، كما أن الرواية التوراتية الأخرى حول مملكة داوود وسليمان التي يفترض أنها كانت في القرن العاشر قبل الميلاد ، والتي يعدها جميع المؤرخين الإسرائي.ليين حجر الزاوية في الذاكرة الوطنية ، والتي يعتبرونها المرحلة الأكثر إشراقاً والأكثر تأثيراً في التاريخ الي.هو.دي ، دحضتها أيضاً الاكتشافات الأثرية طيلة سبعين عاماً على أرض فلسطين ، حيث إن الحفريات التي جرت وتجري منذ عام 1970 وحتى يومنا الحاضر وما بعد ذلك في محيط المسجد الأقصى وتحته لم تثبت وجود أي أثر لهذه المملكة المتخيَّلة ولا لذلك الهيكل المزعوم .

كما يقول ( ساند ) أيضاً :

“إن الزعم التوراتي بأن القدس قبل ميلاد السيد المسيح ، لم تكن سوى قرية صغيرة بالكاد أن تتسع لقصر سليمان ولزوجاته السبعمائة ولثلاثمائة خادم من حاشيته !! فأين ذلك الصرح العظيم الذي عجزت الحفريات الأثرية طيلة عقود باستعمال أحدث الأجهزة والمعدات والمجسات والميزانيات الضخمة إثبات وجوده في مدينة القدس .

ويخلص ( ساند ) بعد ذلك إلى القول :

“إن الأساطير المركزية هذه حول شعب يهو.دي قديم واستثنائي خدمت بإخلاص تام نشوء الفكرة القومية اليهودية (الص.هيو.نية) والمشروع الص.هيو.ني وأعطت تبريراً لعملية الاستيطان القسري والاستعماري في أرض فلسطين .

ويصل ( ساند ) في كتابه إلى أن الرواية التاريخية الص.هيو.نية بدأت تتفسخ في نهاية القرن العشرين داخل إس.رائ.يل نفسها وفي العالم وتتحول إلى مجرد خرافات أدبية تفصلها عن التاريخ الفعلي والحقيقي هوة سحيقة يستحيل ردمها ” .

هذه أهم النقاط التي أوردها ( ساند ) في كتابه هي الحقائق الأركيولوجية الدامغة على الأرض بأن إس.را.ئيل تم تأسيسها على أسطورة وأكاذيب تاريخية صنعتها الص.هيو.نية العالمية لإحتلال فلسطين كفكرة استعمارية غربية تهدف إلى زرع كيان غريب يملك القوة العسكرية و يخدم الغرب الاستعماري كقلعة استعمارية متقدمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى