ثقافة وفنون

من نوادر العرب في سوق عكّاظ

من نوادر العرب في سوق عكّاظ

ائتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة ارض الحكمة ٠

وزارة السياحة ٠

الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار

٠إعداد ٠٠محمود سالم

من نوادر العرب في سوق عكّاظ ..

كان النّابغة الذّبياني يجلس تحت قبّة حمراء و يستمع إلى قصائد الشّعراء و يحكم بينهم و يحدد مراتبهم

وفي إحدى السّنوات أنشدت الخنساء قصيدتها الرّائعة في رثاء أخيها صخر الّتي تقول في مطلعها:

قذى بعينيك أم بالعين عوّار

أم أقفرت إذ خلت مِن أهلها الدّار

 

كأنّ عيني لذكراه إذا خطرت

فيضٌ يسيل على الخدّين مــدرار

 

أعجبته القصيدة و قال لها :

لولا أن ” الأعشى ” أنشد قبلك لقلت إنك أشعر الإنس والجن ، فغضب حسان بن ثابت و قال : أنا أشعر منك و منها .

فطلب النّابغة من الخنساء أن تجادله.

فسألته الخنساء : أيّ بيت هو الأفضل في قصيدتك فقال:

 

لنا الجفنات الغرّ يلمعن في الضّحى

وأسيافنا يقطرن مِن نجدة دما

 

قالت له : إنّ في هذا البيت ستت من مواطن الضّعف…

قال حسّان بن ثابت : كيف ؟

فقالت الخنساء : الجفنات دون العشر و لو قلت الجفان لكان أكثر

و قلت “الغرّ” والغرّة بياض في الجبهة ولو قلت “البيض” لكان البياض أكثر اتساعا

و قلت “يلمعن”، والّلمعان انعكاس شيء من شيء

ولو قلت “يشرقن” لكان أفضل

و قلت “بالضّحى” و لو قلت “الدّجى” لكان المعنى أوضح وأفصح

و قلت “أسيافا” و هي دون العشرة

و لو قلت “سيوف” لكان أكثر

وقلت “يقطرن” و لو كانت “يسلن” لكان أفضل

فتعجّب من فصاحتها وفطنتها وعلمها بأسرار الشّعر والشّعراء.

المصدر ٠٠تاريخنا والعالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى