مقالات منوعة

عمق العلاقات الصينية السورية يسعد لها التاريخ

عمق العلاقات الصينية السورية يسعد لها التاريخ

 

بقلم: د . محمد سعيد طوغلي
رئيس الفرع السوري للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين

تتمتع العلاقة السورية الصينية بأهمية كبيرة وتأثير قوي على الشعبين في العديد من المجالات. تعود هذه العلاقة إلى فترة طويلة من التاريخ، حيث يرجع التعاون بين البلدين إلى أكثر من 76 عامًا.
في الفترة الممتدة 1946-2023 من العلاقات المميزة ضمن إطار العلاقات العربية-الصينية، لكون الصين تمثل قوة تؤثر في رسم خارطة المنطقة العربية وفي رسم موازين القوى لا سيما بين المعسكر الغربي والمعسكر الإشتراكي، عندما عدَّ ماو الوطن العربي الحيز الأهم في منطقة الشرق الأوسط التي تحرص الصين على النشاط فيها من الناحية الآيديولوجية، وكيف جسدت الصين علاقاتها بأقطار الدول العربية عندما ساندتها وشجعتها على نيل استقلالها، وما حدث في سوريا عام 1946 هو خير دليل على ذلك، ومَثل افتتاح مؤتمر باندونغ 1955 مرحلة جديدة من اندفاع الدبلوماسية الصينية في الوطن العربي وقد تجلى هذا الأمر في توقيع العديد من الإتفاقيات الإقتصادية والثقافية وتبادل الوفود الدبلوماسية، بين جمهورية الصين الشعبية وبين الدول العربية والتي كانت سوريا من ضمنها طيلة فترة الستينيات ثم تناولت الدراسة الموقف المميز للصين من حرب 1967 وكيف أنها دعمت العرب في حربها ضد اسرائيل .
كما وتعد الصين واحدة من الدول الرئيسية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولديها تأثير كبير على الساحة الدولية. وبالتالي، فإن العلاقة بين سوريا والصين تسهم في دعم مصالح سوريا وتوفير الحماية الدولية لها.

في مجال الاقتصاد، تعتبر الصين شريكًا رئيسيًا لسوريا. فقد تم توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وتتضمن هذه الاتفاقيات التعاون في مجالات مثل التجارة، والاستثمار، والبنية التحتية، والنفط والغاز. تساهم هذه الاتفاقيات في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز النمو الاقتصادي في سوريا.

وفيما يتعلق بالأثر على الشعبين، فإن التعاون السوري الصيني يعزز التبادل الثقافي والتعليمي بين البلدين. فقد قدمت الصين منحًا دراسية للطلاب السوريين للدراسة في الجامعات الصينية، مما يسهم في تطوير المهارات والمعرفة للشباب السوري وتعزيز قدراتهم.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم الصين دعمًا سياسيًا لسوريا في المجتمع الدولي. فقد استخدمت الصين حق النقض في مجلس الأمن لحماية سوريا من العقوبات والتدخلات الخارجية. هذا يظهر التضامن بين البلدين ودعم الصين لسوريا في محافظة سيادتها واستقلالها.

بشكل عام، يمكن القول إن العلاقة السورية الصينية تعد علاقة استراتيجية تعود إلى فترة طويلة، وتحظى بأهمية كبيرة لكلا البلدين. تساهم هذه العلاقة في تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، وتوفير الدعم السياسي لسوريا في المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى