في عملية (الطوفان) ونصرها المؤزِّر على الإمبرياليين والاستيطانيين
بقلم الاستاذ الدكتور: محمد سعيد طوغلي.
ـ التعريف بالكاتب: رئيس الفرع السوري للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وعضو مخضرم في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، والمُستشار الخاص لرئيس “الاتحاد الدولي” لمختلف الشؤون ذات الصِّلة بالأنشطة الاتحادية والسياسية وغيرها،
تُعتبر (عملية الطوفان) واحدة من أهم العمليات العسكرية التي لم يشهدها تاريخ الحروب والصراعات مع العدو الصهيوني. هذه العملية تهدف إلى اجتياز خطوط العدو والتوغل في أراضيه بطرائق سريعة ومفاجئة، وكسر شوكة ما يُسمَّى بِ “الجيش الأسطورة الذي لا يقهر!”. ولا بد من التأكيد هنا، على أن النصر في (عملية الطوفان) إنَّمَا يُعتبر هدفاً استراتيجياً يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مجرى الصراع العربي الإسرائيلي، وقلب موازين القوى في غير صالح العدو الصهيوني.
لقد تمت (عملية الطوفان) بعدة طُرق مختلفة، بما في ذلك استخدام القوات البرية المجاهدة مع قصف صاروخي مركَّز. كما تم هدم الجدار العازل، وخرق الدفاعات التي كانت تتباهى بها قوات الاحتلال الصهيوني، وقد أعتمد النجاح في هذه العملية، كهدف رئيسي حَسن التخطيط الجيد والدقيق، والتنسيق العملياتي – الميداني، كذلك الدعم اللوجستي المناسب.
نعم، لقد نجح المقاومون في إحراز النصر بعملية نوعية، حَقَّقَت العديد من الاستحقاقات الهامة. وقد أدّى النصر في (عملية الطوفان) إلى تطهير مناطق كبيرة من أراضي فلسطين المحتلة والسيطرة عليها، كما وسقوط وأسر عدد كبير جداً من جنود العدو من مختلف الرتب ضمنها العليا، مِمَّا يُسهم في تغيير موازين القوى في الصراع التاريخي العربي – الإسراصهيوني.
كما أن النصر في (عملية الطوفان) قد وضع وساماً على صدر المقاومين من (كتائب عز الدين القسام)، حيث تُعتبر (كتائب القسام) الجناح العسكري لحركة حماس، إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية الأبرز في قطاع غزة. وتهدف عمليات (القسام) إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير وتكنيس فلسطين من الاحتلال. وخلال السنوات الأخيرة فقط، حَقَقت (كتائب القسام) نجاحاً كبيراً في عملياتها، ولاسِيَّما في العملية الأخيرة التي نحن بصددها اليوم والموجَّهة بتخطيط بارع للنيل من وحشية العدو الصهيوني.
لقد نفَّذَت (كتائب القسام) هجمات متعددة على مواقع العدو الصهيوني خارج قطاع غزة، إذ تم استهداف القواعد العسكرية، والمستوطنات الصهيونية القائمة على أراضٍ فلسطينية مُستباحة صهيوإمبريالياً بدعم من الغرب الجماعي الإمبريالي، كذلك تعرَّضت المراكز الأمنية الصهيونية لصواريخ وطائرات بدون طيار، وهنا تصدت مدفعية الرفاق المقاومين الفلسطينيين للعدو، وعظمت نجاحاتها التي تتسم بالتأكيد على تواصل المواجهة مع العدو، وقد تسببت هذه الهجمات العادلة في خسائر فادحة وباهظة الثمن للعدو، وأثارت الرعب والهلع في صفوفه.
كما تَمَكَّنت كتائب (القسام) في هذه العملية من توجيه ضربات دقيقة للعدو الاستيطاني، مِمَّا أسفر عن تدمير عددٍ كبير من ٱلياته ومواقعه العسكرية الاستراتيجية، وقتل وجرح عدد كبير من الجنود الصهاينة، وبالتالي تَرَسَّخ تفوّق (القسام) في حذاقة توجيهها الضربات البعيدة المدى، والتي تصل إلى أعماق الأراضي المحتلة، مِمَّا أظهر قُدُراتها العسكرية الفائقة والقوية، وإصرارها على مواصلة المقاومة وإنجاحها.
بالإضافة إلى ما تَقَدَّم أعلاه، وإلى ذلك، تم توجيه ضربات عسكرية للاحتلاليين من عسكر ومستوطنين صهاينة كانوا استولوا عنوة على بيوت وأراضي الفلسطينيين، فقد شرعت كتائب (القسام) بإطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب وعدة مدن إسرائيلية أخرى، ماأربك العدو وأدّى إلى تعليق الحياة اليومية في تلك المناطق وجُمودها، وإجلاء المستوطنين إلى الملاجئ. وهناـ أظهرت هذه الهجمات القسامية قدرتها على الوصول إلى القلب النابض للكيان الصهيوني، وتهديده مع شل حركته بالكامل.
إن تحقيق النصر في هذه العملية إنَّمَا يعكس صلابة الإرادة وتعاظم شكيمة الصمود والتي تتمتع بها كتائب (القسام) خاصةً، والشعب الفلسطيني عامةً. إنها رسالة قوية للعالم تؤكد أن المقاومة الفلسطينية المؤمنة بالنصر وتطبيق العدالة التاريخية، لن تتراجع قيد أُنملة أمام القوى العسكرية الغاشمة حتى يتحرر كل شبر من أرضنا العربية المحتلة التي هي وِحدة واحدة متألقة ومتواصلة ومتناغمة.
ـ عَاَشت فلسطين حُرَّة أبية وعربية!
ـ عاشت فصائل المقاومة والأبطال المقاومين!
ـ إلى الأمام لتطهير كامل وشامل لفلسطين والأراضي العربية المحتلة مِن أشياع جهنم الصهاينة – النازيين والفاشيين والإمبرياليين الاستيطانيين!
ـ انتهى/.