بيئة ومناخ

عالم الحيوان

ألفة بين الحيوانات

في زاوية بعيدة من الهند، وتحديداً في منطقة كومبارو بولاية كارناتاكا، وقعت حادثة مثيرة تحمل في طياتها الكثير من الغموض والإثارة. القصة تبدأ بمطاردة غريزية؛ فهد جائع يطارد كلباً بحثاً عن طعام يسد به جوعه. وبينما كان الكلب يجري للهرب، وجد منفذًا عبر نافذة ضيقة ودخل إلى حمام صغير. لم يتردد الفهد وتبعه مباشرة إلى الداخل، لكن القدر شاء أن يُغلق الباب عليهما من الخارج، ليعلق الحيوانان معًا داخل ذلك الحمام الضيق.

رغم البساطة الظاهرة للقصة، إلا أن الأغرب كان في ردود فعل الحيوانين داخل الحمام. الكلب، بعد شعوره بالخوف من خصمه المفترس، جلس في ركن من الحمام دون أن ينبس ببنت شفة أو يُطلق نباحاً واحداً، وكأنه أدرك أن كل ما عليه هو الانتظار. أما الفهد، الذي كان من المفترض أن ينقض على فريسته بسهولة، فقد جلس هو الآخر في زاوية مقابلة، غارقاً في حالة من الهدوء التام، كأنه فقد شهيته أو ربما غريزته للانقضاض.

استمر هذا الوضع غير المعتاد لمدة 12 ساعة تقريبًا، حتى وصل فريق من قسم الغابات المحلي وقاموا بفتح الباب باستخدام سهم مهدئ لإخراج الفهد من الحمام. ولكن هذا المشهد البسيط طرح تساؤلاً عميقاً على عقول كل من حضره: لماذا لم يهاجم الفهد الكلب؟ ولماذا، رغم الجوع القاسي، اختار البقاء هادئًا؟

جاءت الإجابة المدهشة من علماء الحياة البرية الذين حللوا سلوك الفهد في هذا الموقف. ووفقاً لهم، فإن الحيوانات البرية تعطي أهمية استثنائية لحرية حركتها؛ وحينما تدرك أنها محاصرة أو أن حريتها قد انتُزعت منها، يسيطر عليها شعور عميق بالحزن، ويفقدون تدريجياً دافعهم للبحث عن الطعام أو إشباع غرائزهم. يفسر العلماء ذلك بأن الحرية، حتى بالنسبة للحيوانات، ترتبط بالسعادة والسلام الداخلي. لذا، حينما تجد هذه الحيوانات نفسها في موقف تفتقد فيه هذه الحرية، يصبح الشعور بالعجز أقوى من حاجتها للبقاء أو الجوع .

المصدر سكاي نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى