مقالات منوعة

السعادة الحقيقية

السعادة الحقيقية

إئتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة(ارض الحكمة )

— السعادة الحقيقية—-
——————-
تعريف السعادة الحقيقية :–
السعادة الحقيقيه حالة نفسية من مشاعر الراحة والطمأنينة والرضى عن النفس والقناعة بما كتب الله سبحانه وتعالى٠
يقول سبحانه و تعالى( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا )٠
السعادة الحقيقية والحياة السعيدة ليست في شيء مما مضى كله بدون توفيق من الله تعالى ؛ فقد شقي أناس بأموالهم وأولادهم وأزواجهم، وشقي آخرون بعواقب مناصبهم وجاههم، وشقي آخرون بلعبهم ولهوهم.
السعادة الحقيقية ليست في وفرة المال، ولا كثرة الولد، ولا الجاه، ولا المنصب٠
السعادة أمر معنوي ملموس لا يقاس بالنوع والكم، ولا يشترى بالدينار والدولار والدرهم، ولا يملك بشر أن يعطيها من حرمها، ولا أن ينتزعها ممن أوتيها٠
السعادة الحقيقة والحياة الهانئة المطمئنة إنما تكون في الإيمان والعمل الصالح، يقول عز وجل ومن أصدق من الله قيلا: — (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) والحياة الطيبة هي السعادة بكل معانيها:– (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) أي في الدنيا، أما في الآخرة:– (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97]، وذلك في جنة عرضها السموات والأرض، فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، لا مرض فيها ولا نصب، ولا هم ولا غم، ولا تعب ولا موت، بل لذاتها متتابعة، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هذه هي السعادة التي أخبرنا عنها ربنا -عز وجل٠
بل أخبر أن من أعرض عن ذكره فإن له المعيشة الضنك، ويٌحشر يوم القيامة أعمى: — (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طـه:– 125 – 127].
إن الحياة بغير الإيمان تعقيد تحفه المنغصات، بضعف الإيمان تنبت الاضطرابات الاجتماعية، والأمراض النفسية.
إن الدنيا للمؤمن ليست عبئا مضجِرا، ولا لغزا محيرا، ولكنها مرحلة ومزرعة، ودار ممر واختبار يرجو بعدها لقاء الله -تعالى-.
المؤمن تغمره السعادة؛ لأنه مؤمن بأن الحياة محكومة بأقدار الله -تعالى- فلا ييأس على ما فات، ولا يبطر بما حصل، ولا يستسلم للخيبة، ولا يهلك نفسه تحسراً، بل كل مواقف الدنيا عنده ابتلاءً بالخير والشر، ولئن زلزلته وقائع البلوى رده الإيمان إلى استقرار النفس، وبرد اليقين، ورباط الطمأنينة، فنعِم بالسكينة من غير هلع ولا شقاء.
المؤمن يملك السعادة والراحة التي تجمع له بين التوكل والعمل الكادح، لا يزلزله جزع، ولا يرهقه قلق، يعمر الحياة نشاطاً واجتهاداً.
واخيرا نقول أن السعادة هي ذاك الشعور الداخلي الذي يحسه الإنسان بين جنبيه، وتتمثل في سكينة النفس وطمأنينة القلب وراحة الضمير والبال؛ نتيجةً لاستقامة السلوك الظاهر والباطن، المدفوع بقوة الإيمان، لا تقتصر على تحقيق مطالب وملذات الجسد والدنيا، بل تمتد لتشمل التشوق إلى الحياة الأخروية الأبدية الدائمة المتمثلة في دار الخلود التي لا ينقطع نعيمها ولا يمتنع ٠
جعلنا الله وإياكم من سعداء الدنيا والآخرة٠
**********
د٠حسن صالح الرجا الغنانيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى