مقالات منوعة

من كثر علمه قل إنكاره

من كثر علمه قل إنكاره

من كثر علمه قل إنكاره . . . 

همام حسين علي

من كثر علمه قل إنكاره . . . . حكمة تتجلى في عمقها لتصف رحلة الإنسان عبر مسار التعلم والتنوير ، فكلما زاد العلم وتوسعت الآفاق ، ازداد فهم الإنسان لحقيقة التنوع البشري وتعقيداته ، العلم ليس مجرد تراكم معلومات ، بل هو جسر لابد أن يعبر بالإنسان من ضيق الرؤية إلى سعة الفهم ، حينما يدرس الإنسان علوم الدين وبعض علوم الاجتماع ، سيتعرف على تعدد المذاهب والاديوجيات واختلاف العقول ، حينما يغوص في بحار الأدب والفن ، سيكتشف جمال التنوع الثقافي واللغوي ، ومع كل خطوة على درب العلم والثقافة تتسع دائرة معرفته وتتسع معها دائرة تفهمه للآخرين و الدفع بالتي هي أحسن.

الإنسان المتبحر يدرك أن البشر ليسوا نسخة واحدة ، وانما هم فسيفساء معقدة من الشخصيات والتجارب ، هناك من نشأ في بيئة ثقافية معينة ، وهناك من تربي في ظل عقائد مختلفة ، وهناك من درس في أنظمة أكاديمية محددة ، فكل فرد هو نتاج بيئته وتربيته ، وتجارب حياته هي التي تشكل مواقفه و رؤاه ، وبينما يزداد علمه وتتوسع ثقافته ، يتعلم أن الاختلاف ليس مدعاة للعداء ، وانما هو فرصة للنقاش والحوار والتواصل ومقابلة الحجة بالحجة بالتي هي أحسن ، وهكذا يصبح المتعلم قادرا على احتواء الناس ، يفهمهم ويتفاعل معهم بمرونة وحكمة ودون تعصب مقيت ، يعرف أن الحكم على الآخرين من منظور ضيق هو تجن على حقيقة و قدر وجودهم في بيئة تختلف جذريا على بيئته ، يضع في حسبانه تعدد المشارب واختلاف المعتقدات والبيئات والقوانين التي نشأ فيها ذلك المخالف .

بهذا الفهم العميق يتحول العلم إلى نور يضيء درب الإنسان ويجعله مثالا للحوار والنقاش الهادىء ، فعندما يمتلك الإنسان علما واسعا وثقافة عميقة يقل إنكاره للآخرين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى