▪︎ المجتمع الريفي :
قتيبة حسين علي
▪︎ تعريف المجتمع الريفي :
بأنه المجتمع الصغير نسبياً، والذي يعمل غالبية سكانه بالزراعة كعمل رئيسي لهم، والذي يتميز بالعلاقات المباشرة والوثيقة المتمثلة في علاقات المواجهة؛ لذلك فهم أكثر تجانساً واعتماداً على بعضهم. كما أنه يخضع لقوة الضبط الاجتماعي غير الرسمي المتمثلة في العادات والتقاليد والقيم والأعراف، كما تنتقل معايير السلوك في مثل هذا المجتمع من جيل إلى جيل.
▪︎ خصائص المجتمع الريفي :
تؤثر السلوكيات الصحية الفردية وخصائص المجتمع الريفي والعوامل البيئية بالإضافة إلى نوع الخدمات والرعاية الصحية المقدمة ومدى إمكانية السكان للوصول إليها على الصحة العامة للأفراد داخل هذه المجتمعات الريفية، كما يوجد أسباب عدة تؤدي إلى اختلاف المشكلات التي يعاني منها أهل الريف، عن تلك التي توجد في المدن، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
1 – عبء الأمراض المزمنة غير المتناسب مع عامة الناس. صعوبة ومحدودية الوصول لمراكز الرعاية الصحية. العزلة الجغرافية. نقص وسائل النقل وصعوبة التنقل.
2 – ضعف البنية التحتية. التحصيل العلمي المنخفض نسبيًا.
3 – الاختلافات الثقافية وسيادة الأعراف المجتمعية. وعادة ما تكون المزايا المتوافرة في المدن عيوبًا ونقصًا في الريف؛ فيما تكون عيوب المدن مزايا في المناطق الريفية .
4 – الريف يتميز بوجود مساحات شاسعة، في حين تعاني المدن من الازدحام، كما ترتفع فيها معدلات عنف الجرائم، ونسبة ما يمتلك الناس فيما تنخفض هذه المعدلات والنسب في الريف.
5 – وفي ظل الحياة المزدحمة والسريعة في المدن يعاني السكان من مشكلات في الصحة النفسية، تسجل بمعدل أقل في الأرياف؛ حيث الحياة أبطأ وأقل تسببًا في التوترات والقلق.
6 – غالبًا ما تعاني الأرياف من الفقر والبطالة ونقص أو غياب الأنشطة الترفيهية مما يقود إلى مشكلات مجتمعية أخرى لدى المراهقين الذي يشعرون بالملل ويمتلكون الكثير من وقت الفراغ فيقودهم ذلك أحيانًا إلى التدخين وتعاطي المخدرات وهكذا تستمر سلسلة المشكلات.
ومع امتلاك البعض منهم لسيارات خاصة؛ ما زال الأمر عسيرًا لقطع مسافات طويلة، من أجل العمل، أو التزود بالطعام، أو زيارة الطبيب، وغيرها وغالبًا ما تكون الخدمات المتوفرة لديهم بسيطة أو أولية؛ ما يدفعهم للبحث عنها في المدن .
▪︎ المشكلات التي يعاني منها المجتمع الريفي :
على الرغم من وجود بعض الميزات للعيش في الريف، إلا أنه توجد بعض التحديات كذلك، والتي تتعلق عادةً بالتغيرات الديموغرافية والبنية التحتية، والقوى العاملة والصحة واستخدام الأراضي، والبيئة وغيرها، كما أنها لا تمتلك خدمات صحية وتعليمية، وتنموية بالقدر نفسه الموجود في المناطق الحضرية والمدن. كما أنه لا يتوفر لديها الكثير من وسائل النقل، أو أن المتوفر منها لا يصل للمستوى المطلوب، وهذا بالإضافة إلى انخفاض معدل النمو الاقتصادي ونسبة العاملين من سكان الريف؛ إذ لا تتوفر الكثير من فرص العمل الأمر، الذي دفع المسؤولين لبحث هذه القضايا.
ومن اهم مشكلات المجتمع الريفي الفقر و تسجل أعلى معدلات الفقر في الريف؛ بسبب عوامل عدة منها هجرة الشباب والأيدي العاملة للمدن، والافتقار للوظائف الصناعية الأعلى أجرًا من الزراعية، بالإضافة إلى غياب عوامل جذب السكان، لذا يكون عدد السكان في الريف أقلّ أيضًا، وما يفاقم الوضع هو غياب المؤسسات المعنية بالفقراء، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن وغيرهم من محتاجي المعونات. ويسبب الفقر انعدام ‘امكانية بناء ملاجئ للفقراء والمشردين، أو تقديم وجبات طعام لهم فعليهم أن يؤمنوا احتياجاتهم بأنفسهم، كما يصعب وصول المساعدات من المدن أو الجهات الحكومية المسؤولة؛ لبعد الأرياف عن مراكز عملهم.