مقالات منوعة

أسباب تأخر ازدهار التجارة الإلكترونية في الوطن العربي-

أسباب تأخر ازدهار التجارة الإلكترونية في الوطن العربي-

إئتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة

((ارض الحكمة ))

 

–أسباب تأخر ازدهار التجارة الإلكترونية في الوطن العربي–

**************  

إن حقيقة الحكومات الإلكترونية تجارب مازالت في مفترق الطرق، وبعضها لايزال يراوح مكانه، وفي الوقت ذاته تسعى العديد من الحكومات في العالم إلى إحداث نقلة في توفير الخدمات إلكترونياً من منطلق مواكبة ما يحدث في العالم من تتطور في جميع المجالات ، ولكن يبقى التحدي الرئيسي حتى أمام بعض التجارب الناجحة التي تحققت في بعض الدول العربية والتي أدت إلى زيادة عدد المستخدمين من جمهور المتعاملين مع المؤسسات الحكومية ولكن بشكل قليل جدا بالنسبة مع عدد السكان٠

ويجمع المعنيون بهذه الخدمات وفي المؤسسات الحكومية على ضرورة مواجهة هذا التحدي من خلال نشر الوعي والفكر الإلكتروني، ودعم التوجه نحو التعليم الإلكتروني بصورة اكبر مما هو عليه الان·

ومن أسباب تأخر الإزدهار الإليكتروني وخاصة التجارة الإلكترونية في الوطن العربي مايلي :–

٠١وسائل الدفع : —

تعتبر وسائل الدفع واستلام الأموال من أكثر المشاكل التي تؤرق سُكان الوطن العربي ، فعلى الرغم من وفرتها في بلدان الخليج العربي إلا أن شكان بلاد الشام وشمال إفريقيا مازالوا يعانون حتى الآن في إيجاد وسيلة دفع إلكترونية، تسمح بإرسال واستقبال الأموال بسهولة. هذه المشكلة بدورها تؤثر سلباً على سوق العمل الإلكتروني المتمثل في العمل الحر الذي يلعب دوراً كبيراً في حجم التجارة الإلكترونية عالمياً ، خصوصاً مع توفر أكثر من منصة للعمل الحر عالمياً ، مواقع مثل (PayPal) يمكن أن تكون أحد الحلول، لكن أيضا دعمه محدود بالنسبة لدول الوطن العربي .

حلول هذه المشكلة لا يُمكن أن تكون بأيدي الأفراد، فكل دولة يجب أن تكون مسؤولة عن تنظيم حركة التجارة الإلكترونية، وتوفير حلول دفع إلكترونية تسمح بالتسوق عبر الإنترنت دون قيود.

٠٢الخصوصية والأمان : —

يجهل الكثير من مستخدمي الإنترنت الفرق بين (Http و Https)، أو الفرق بين الدفع باستخدام منصات الطرف الثالث (Party Payments)، وبوابات الدفع الإلكتروني الآمنة.

غياب هذه المفاهيم بإمكانه إبعاد المُستخدِم عن التسوّق إلكترونياً ؛ بسبب عدم ضمان مصير بيانات بطاقته الإلكترونية، على الرغم من وجود بوابات دفع مربوطة مع شركات عالمية مثل: فيزا، أو ماستر كارد، التي لا تسمح بإتمام عملية الدفع إلا من خلال كتابة رمز الأمان، الذي يصل إلى هاتف المُستخدم ٠

الاطلاع على شروط واتفاقية الاستخدام في أي موقع للتسوق الإلكتروني من شأنه دفع الخوف إلى الخلف، وباستخدام محرك بحث جوجل يمكن الاطلاع على مستوى أمان المتجر، وموثوقيته في التعاملات الإلكترونية، لأن معظم المتاجر تتواجد في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، أو أوروبا، وبالتالي تخضع لقوانين الدولة المتعلقة بالتجارة الإلكترونية، وهو ما يسمح لأي مُستخدم باتخاذ إجراءات قانونية في حالة النصب أو الاحتيال.

٠٣انعدام الأسعار التنافسية :–

لا بُد من جذب المُستخدم العربي للتسوق عبر الإنترنت بطريقة أو بأخرى، فمجرد وجود متجر إلكتروني لشركة، أو لسلسة متاجر كبيرة، لا يعني أن المستخدم سوف يشتري أثناء تصفحه للإنترنت.

الأسعار في معظم المتاجر الإلكترونية العربية هي نفسها في المحل التجاري، وبالتالي لا يوجد أي عامل يشجع المستخدم على شراء القطعة من الإنترنت، عوضاً عن التوجه إلى المحل للحصول عليها. هذا بدوره يؤثر سلباً على التعاملات الإلكترونية.

٤=الثقافة وتفضيل التعاملات وجهاً لوجه :–

مشاكل الدفع الإلكتروني، والخصوصية والأمان، بالإضافة إلى انعدام الأسعار التنافسية، أدت إلى تعزيز ثقافة التسوق بشكل شخصي، وليس بشكل افتراضي عن طريق الإنترنت ٠

جيلنا تربّى على التوجه إلى الأسواق المحلية للتسوق منها، حاله كحال الكثيرين حول العالم، لكن التغلب على المشكلات السابقة في أوروبا، أو شرق آسيا؛ أدى بشكل كبير إلى النزوح نحو التسوق إلكترونياً ، وهو ما جعل مواقع مثل Alibaba أو JD تحصل على أرباح سنوية عالية، ضارباً بثقافة التسوق التقليدية عرض الحائط .

٥–قلة الخيارات : —

لا يوجد ما يحث الحكومات على تنظيم التعاملات المالية الإلكترونية وبالمثل لا يوجد ما يحث الأفراد على تأسيس متاجرهم الإلكترونية، لغياب تنظيم الدولة، وبالتالي تدور العجلة في حلقة مفرغة لا تنتهي! من الضروري جداً إنشاء أكثر من متجر إلكتروني، ولو حتى كان مُخصّص لمدينة مُحددة أو بلد واحدة، فالتخصّص يُسهّل القضاء على المشاكل، والمسائلات القانونية٠

إن نشر ثقافة إنشاء أكثر من متجر إلكتروني تابع لبلد واحدة مع تنوع محتوياته، سيؤدي بالنهاية إلى دراسة جادّة من قبل الحكومات، لتنظيم هذه التعاملات نظراً لأهميتها البارزة في البلدان المتقدمة، وبالتالي دخول عالم التجارة الإلكترونية بشكل فعال ، لرفع الأرقام التي لم تتجاوز حتى نصف إجمالي التعاملات الإلكترونية في أوروبا الشرقية، أو امريكا اللاتينية اللواتي تعتبران أضعف نقاط العالم من ناحية التجارة الإلكترونية٠

باختصار، تتألف التجارة الإلكترونية من متجر، ووسائل دفع، وبضائع، وخدمات توصيل ومُستخدم، ومع وجود المُستخدم، والبضائع، وخدمات التوصيل، وغياب المتاجر، ووسائل الدفع الإلكترونية، لا يمكن تطوير هذا النوع من التعاملات. وبالعودة إلى متاجر التطبيقات المتوفرة للهواتف الذكية، عملت الشركات على توفير بطاقات برصيد مُعيّن؛ لاستخدامها في شراء التطبيقات، لكن هذا أيضاً لم يكن كفيلاً في دفع عجلة التسوق الإلكتروني ، وبقي جزء كبير من المستخدمين العرب يبحث عن التطبيقات لتحميلها بطرق غير شرعية! لذا، لا توجد حلول فردية للمشاكل التي يعاني المستخدم العربي على الإنترنت، فغياب وسائل الدفع، واستلام الأموال عبر الإنترنت يعتبر من أكبر العوائق، خصوصاً مع تجاهل بعض البنوك العربية أهمية هذا المجال، وتقييد حرية استخدام بطاقات الائتمان عبر الإنترنت٠

 

* المراجع.:– تم الإستعانة بعدة مصادر محلية ودولية٠

*******

د٠حسن صالح الرجا الغنانيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى