كيف تزيد المدن من شهرتها عبر وسائل التواصل؟
خلال الشتاء المنقضي، كانت هاربين مدينة “ساخنة” على مواقع التواصل الصينية. ووفقًا لبيانات معهد أبحاث “ميكرو هوت سبوت” التابع لشركة شينا للتكنولوجيا، فقد بدأت حملة الترويج السياحي في هاربين تكتسب زخمًا وتحافظ على تفوقها على مواقع التواصل منذ شهر ديسمبر 2023.
ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهمّا في تعزيز الجاذبية السياحية لمدينة هاربين. حيث تشير حسابات البيانات الضخمة التي أجراها مكتب الثقافة والسياحة ببلدية هاربين، إلى أن المدينة قد استقبلت خلال عطلة رأس السنة الميلادية 3.048 مليون سائح وحققت إيرادات سياحية قدرها 5.9 مليار يوان. وهو ما يعادل 4.4 أضعاف و7.9 أضعاف الرقم خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وخلال عطلة عيد الربيع، استقبلت مدينة هاربين أكثر من 10 ملايين سائح وحققت 16.42 مليار يوان من الإيرادات السياحية. كما وصل عدد السياح الذين استقبلتهم وإجمالي إيرادات السياحة إلى ذروة تاريخية.
وإلى جانب هاربين، تمكنت العديد من المدن الصينية الأخرى من تعزيز جاذبيتها السياحية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار تشونغتشينغ وتشانغشا وزيبو وليتانغ.
كيف تصبح مدينة ما مشهورة على الإنترنت؟
قال وانغ شين، نائب مدير المعهد الوطني لأبحاث الإعلان التابع لجامعة الاتصالات الصينية، إنه بناءً على الفهم الحالي لثقافة الفضاء الحضري من قبل المواطنين والسياح، ينبغي استكشاف خصائص الفضاء والأنشطة الثقافية وتضخيمها لتشكيل هويّة المدينة. ويساعد انتشار المفاهيم الثقافية على المدينة في عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في جلب اهتمام الناس بالمدينة ودفعهم إلى القيام بتجربة سياحية داخلها.
على سبيل المثال، يستخدم السائحون الذين ليسوا في هاربين الإنترنت لمشاهدة معالم الجذب الشهيرة على الإنترنت من أجل “الانتباه الشخصي”. ويشارك السائحون الذين يأتون إلى هاربين “تجربتهم في الموقع” عن طريق تسجيل الوصول والتقاط الصور وتحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي. وتنتقل هذه العملية بطريقة دائرية، مما يجذب المزيد والمزيد من السياح ليصبحوا قوة مهمة في المشاركة التطوعية في بناء “مدينة مشهورة على مواقع التواصل”.
كيف تجذب المدينة المزيد من السيّاح؟
أطلقت مدينة تشيوانتشو بمقاطعة فوجيان، التي كانت نقطة انطلاق لطريق الحرير البحري القديم، مشروع تجربة عرض تشيوانتشو للعرائس. حيث يمكن للزوار الاستمتاع بعرض الدمى والتجول في الأسواق الليلية، التي تقدمها الفرق المسرحية مثل أوبرا ليوان، وأوبرا نانيين، وأوبرا جاوجيا، مما يفتح المزيد من الإمكانيات أمام السياح للسفر ليلا.
أما مدينة دالي بيوننان، ذات الشهرة الواسعة على مواقع الإنترنت، فتعمل الآن على تشكيل ثقافة حضرية حول القهوة. وفي الوقت الحاضر، عندما يذهب السائحون إلى دالي، لا يمكنهم فقط التنزه في جبل تسانغشان وبحيرة إيرهاي، بل يمكنهم أيضًا الجلوس وتذوق أنواعا مختلفة من القهوة.
أما بالنسبة للمدن التي اشتهرت من خلال الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية، فتصبح الثقافة والسياحة، تجربة فريدة بالنسبة للسائحين في المدينة، وتجعلهم يتركون المزيد من الذكريات الجميلة. ويرى الخبراء المعنيون أن الالتزام بمفهوم السائح أولاً هو الأولوية القصوى لتنمية السياحة الحضرية، كما أن تحسين الخدمات العامة، يعد جزءً مهمّا من الحفاظ على السائحين.
وقال ليو سيمين، نائب رئيس فرع السياحة لجمعية أبحاث المستقبل الصينية: “إن الوعي بالخدمات يتشكل على مدى فترة طويلة من الزمن”، وقد تحل التغييرات المركزة قصيرة المدى للسياح الاحتياجات الملحة للموسم السياحي، ولكن تحسين مرافق الدعم والخدمات العامة وحده من يحافظ على شهرة المدن وحركة العملاء على المدى الطويل.