الدكتور محمد العبادي
عين على الأمم المتحدة
إذا طالعنا جميع المصادر التي تتحدث عن الأمم المتحدة تجد اتفاقاً على تاريخ تأسيسها ونشأتها عام /1945/ اي بعد الحرب العالمية الثانية على هدفين رئيسيين هما : السلام والكرامة الإنسانية ، ومقرها الرئيسي في مدينة نيويورك حيث تعاقب على رئاستها تسعة أمناء كان أولهم :
_ غلادرين جيب ، من انكلترا /1945– 1946/
_ تريغيفة لي ، من الترويج /1946–1952/
_ داغ همر شولد ، من السويد 1952–1961/.
_ يو ثانت ، من بورما/1961–1971/
_ كورت فالدهايم ، من النمسا /1971–1981/
_ خافيير بيريزيدي كوبيار ، من البيرو /1981–1991/
_ بطرس بطرس غالي ، من مصر /1991–1996/
_ كوفي أنان ، من غانا /1996–2006/
_ بان كي مون ، من كوريا الجنوبية/2006–2016/
_ والأمين الحالي انطونيو غويتيرس ، من البرتغال / 2017 / حتى يومنا هذا .
وقد نجحت الأمم المتحدة في بدايتها بالسيطرة على بعض النزاعات ، وساعدت شعوب كثيرة في نيل استقلالها ، وقدمت مساعدات إنسانية واجتماعية لكثير من الدول ، إلا أنها فشلت في مواضع وقضايا عديدة ولازال مسلسل الفشل والخيبة يرافقها مع مرور الوقت ، علماً أن للمنظمة ستة فروع تساعد في حمل أعبائها :
1_ الجمعية العامة .
2_ مجلس الأمن .
3_ الأمانه العامة.
4_ المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
5_ محكمة العدل الدولية.
6_ مجلس الوصاية .
وكان فشلها واضحاً تمامأ في أماكن مختلفة كقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي..وافغانستان ..وكشمير .
والعراق .. وعدم قدرتها على وقف الحرب في اليمن وآخرها الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ، والكثير من الفشل الذي يتبعه فشل وذلك نتيجة إصرار الدول الثلاث ، الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا وفرنسا على مجموعة مواد أوقعت الصدام بين متغيرات المجتمع الدولي ، وجحود الميثاق في بعض مواده ، فالمادة الثانية على سبيل المثال تنص فقرتها الاولى على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع اعضائها ولكن تناقضت هذه المادة مع مواد الميثاق مما أفقد المنظمة اهم عناصر قوتها وفاعليتها ألا وهي الديموقراطية ، لأن المادة /33/ أعطت لخمسة دول عضوية دائمة في مجلس الأمن ومنحتهم حق النقد ” الفينو ” وقد جعلت المادة /24/ مجلس الأمن هو صاحب القرار الأوحد في المنظمة بينما الجمعية العامة والتي تضم كل دول العالم لا تملك غير التوصيات والأدهى من ذلك أن المادة /12/ والتي تعطي مجلس الأمن سلطة تخوله منع الجمعية العامة من مناقشة أي قضية وهنا تتجلى ابشع صور التسلط والتبعية .
وانا اعتقد آن الأوان قد حان لتصحيح مسار الأمم المتحدة ورد الاعتبار لها ، وإعادة النظر في الكثير من المواد التي تخالف الميثاق ، وانتزاع حق النقد “الفيتو” من مجلس الأمن ومساواة الدول الخمس دائمة العضوية بجميع الاعضاء وعودة التصويت الحر ، والخروج من دائرة السيطرة الأمريكية على المنظمة ومصادرة ارائها ، لتعود لمنظمة الأمم المتحدة الثقة التي افتقدتها .