في موقف وجهود الصين الصديقة والحليفة من فلسطين وشعب فلسطين
عَرض بتصرف: الأكاديمي مروان سوداح:
مؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – عَمَّانْ – المَملَكَة الأُردنيَّة الهَاشِمِيَّة.
جمهورية الصين الشعبية كانت منذ تأسيسها، وما زالت وستبقى مُنَاصِرة لحق فلسطين في الحياة، ولحقوق شعب فلسطين للبقاء في أرضه العربية الفلسطينية المحتلة منذ عهد بعيد، حيث تستمر القيادة السياسية وتلك الإدارة العسكرية الإسرائيلية، والأحزاب التي تعتنق الأيديولوجيا الصهيونية التوسعية؛ أقول، تستمر ترفع ومنذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة شعارها الإجرامي – التوسعي الذي يرفضه العالم أجمع، وهو: (فلسطين لنا والأُردن أيضاً!).
ونستذكر هنا ونشجب بقوة ظهور وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش مُلقِياً خطاباً عدوانياً، بتاريخ الأحد 19 مارس/آذار 2023، في العاصمة الفرنسية باريس، وأمامه منصة مُزينة بخريطة متداخلة بين فلسطين والأردن، وهي الخريطة التي تحمل شعار إحدى المنظمات المتطرفة، والتي ترى أن: “إسرائيل هي فلسطين والأردن”!!!
تستند هذه الخريطة إلى شعار “الأرغون” التابع لِمَا يُسَمَّى بـِ “المنظمة العسكرية الوطنية في أرض إسرائيل”، وهي جماعة مسلحة تطالب بتطبيق شعار هو أن: “دولة فلسطين التاريخية ومملكة الأردن هي دولة يهودية”، وأطلقوا عليها أيضاً اسم “إتسل”!!!
ووفقاً للمراجع، فإن “الإرجون” أو “إتسل”، وهي بالعبرية: ארגון؛ الكامل:הארגון הצבאי הלאומי בארץ ישראל، تَعني: المنظمة العسكرية القومية في إسرائيل، وتلفظ: إرغون تسفائي لئومي) هي منظمة صهيونية شبه عسكرية وُجِدت في الفترة السّابقة لإعلان دولة الكيان الصهيوني في فلسطين، عندما كانت خاضعة للانتداب (الاستعمار) البريطاني، في الفترة بين 1931 و1948. ويُعزى الكثير من المشاكل العميقة التي جابهت الشعب الفلسطيني هي لمنظمة الإرجون. ويرى عدد كبير من الإسرائيليين في الإرجون على أنّها منظمة قتالية تنادي بـِ “حرّية إسرائيل”!!!
شعار تلك المنظمة يتكون من خريطة فلسطين والأردن، وعليها صورة بندقية كُتب حولها «راك كاخ» أي ((هكذا وحسب))..!!!
وفي الأجواء المُحترَّة التي ظهرت مؤخراً في شرق المتوسط، نلمس متابعة حثيثة من قراء العربية وغير العربية أيضاً للتصريحات الصينية المتلاحقة المُتضامِنة بقوة مع شعب فلسطين، الذي يتعرَّض هذه الأيام إلى مجزرة مروعة واسعة وشاملة، تعمل على إبادة هذا الشعب الفلسطيني برمته كباراً وصغاراً، شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً، إذ تنشط الصهيونية في رفض مشاركة الدول الصديقة لشعب فلسطين في تفعيل أفكار السلام في المنطقة، تماشياً مع التصريحات الصهيونية المتلاحقة التي تدعو علانية وبلا خجل إلى إبادة شعب فلسطين، وهي ذاتها تلك “الأفكار!” التي تشاطرها كل الأحزاب والمنظمات الصهيونية منذ تأسيسها، والمنتشرة في مختلف بقاع العالم، إذ أُعيد استيلاد وإحياء هذه الأفكار من جديد بعدما سبق وأن طرحتها الحركة الصهيونية العالمية.
وفي خضم هذ الصورة المُخيفة في منطقة المتوسط،، يلفت انتباه العالم التصريح القوي والشفاف والعادل لوزير الخارجية الصيني الرفيق وانغ يي عن جوهر الموقف الصيني تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والذي أدلى به في مؤتمر صحفي خلال الدورتين الصينيتين الأخيرتين، إذ جاء فيه:
“لقد أسفرت هذه الجولة من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي عن سقوط 100 ألف مدني من القتلى والجرحى، علاوة على عددٍ لا يحصى من المدنيين الأبرياء المدفونين تحت الأنقاض. ليس هناك فرق بين حياة الإنسان من حيث القيمة، ولا يجوز تمييز الحياة حسب العِرق أو الدين. إن العجز عن وقف هذه الكارثة الإنسانية ونحن في القرن الـ21، لأمر يُعدُ مأساة للبشرية وعاراً على الحضارة تعجز أي حُجَّة أو ذريعة أن تبرر استمرار الصراع وقتل المدنيين. لا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل، ويتخذ الوقف الفوري لإطلاق النار كالمهمة ذات الأولوية القصوى فوق كل الاعتبارات، وكذلك لأن يتخذ ضمان الإغاثة الإنسانية كمسؤولية أخلاقية لا تحتمل أي تأخير.
وأضاف وانغ يي مؤكداً ومُحِقَّاً: يَحق لسكان قطاع غزة أن يبقوا في هذا العالم، وينبغي أن تتمتع النساء والأطفال بعناية من أهاليهم. ومن المطلوب الإفراج عن جميع المحتجزين، ويجب وقف جميع الاعتداء على المدنيين.
ويستطرد الوزير الهَمَّام وانغ يي مؤكداً التالي: إن هذه المحنة في قطاع غزة تنذر العالم مرة أخرى أنه لا يجوز الاستمرار في تجاهل حقيقة الاحتلال الطويل الأمد على الأراضي الفلسطينية، ولا يجوز التغاضي عن تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة، ناهيك عن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني عبر الأجيال بدون تصحيحه..
وكذلك، أكد الوزير الصيني أمام العالم كله وصراحةً وبكل شفافية ما يلي: لا يمكن الخروج عن دوامة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بشكل نهائي وإزالة التربة الخصبة للأفكار المتطرفة بكافةِ أنواعها وتحقيق السلام الدائم في “الشرق الأوسط” إلا من خلال إعادة الحق إلى الشعب الفلسطيني وتنفيذ “حل الدولتين” على نحو شامل.
وبَيَّنَ وانغ يي كذلك وبشفافية كاملة ولافتة تتحلى بها الشخصيات السياسية الصينية، مؤكداً التالي: أن الصين تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وظلت تعمل على إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مُبَكِّر.. “ندعم أن تكون فلسطين عضواً كامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة، و “ندعو العضو بعينه في مجلس الأمن الدولي إلى عدم استمرار وضع العراقيل في هذا الصدد”.
وبكل حزم وصراحة ومباشرة صَرَّح الصديق والحليف وانغ يي: ندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع، وبمصداقية أكثر، وبشكل أكثر فعالية، ووضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ “حل الدولتين”.. كما ندعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن، وصولاً إلى تحقيق التعايش السلمي بين الدولتين فلسطين وإسرائيل، والتعايش المُنسجم بين الأمتين العربية واليهودية.. سيواصل الجانب الصيني بذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي لاستعادة السلام وإنقاذ الأرواح وتحمل المسؤولية لتحقيق العدالة.
شكراً ألف شكر وتقدير ومحبة للرفيق العظيم شي جين بينغ، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة والحليفة، للنشاط الفاعل والمتميز لصالح السلام، ولتوجيه رجالات القيادة الصينية المتميزة للانتصار للسلام والعدالة والحياة الإنسانية، ولتخليقه أنشطة متلاحقة وداعمة لجهود وقف الحرب ونزف الدماء في منطقتنا الأوسطية المُحتَرة، والشكر الكبير موصول كذلك للرفيق والأخ الوزير النابغة وانغ يي على كل ما بذله ويبذله من جهود نبيلة في مجال عمله المتلاحق بغية تسريع تحقيق الاستقرار والسلام الكامل والشامل في منطقة شرق المتوسط وما حولها، ونشاطه المَحمُود لحماية حياة المدنيين الفلسطينيين العُزَّل الذين يعانون هذه الأيام الكثير من المشاكل، وأخطرها الموت قتلاً أو جوعاً، ودعوته اللافتة والمُثيرة للاهتمام على كل الأصعدة لحماية هِبة الحياة البشرية المُقدَّسة، والتأكيد على أهمية ولزوم تعظيم دور الإنسان والحكومات والدول في سياق عملانية الارتقاء بشأن السلام والوئام بين بني الإنسان، وهو لعمري صورة الصين اللامعة والجاذبة دولياً وخطَّها العادل الذي تختطه لصالح الإنسأن في تطبيق الأفكار النبيلة لكل حَيوة بشرية، وللأجيال المُقبلة التي من الضروري أن تجد أجواء صحية وصحيحة للعيش في إطار وأجواء السلام والوئام.
انتهى.