سلسلة الأقمار الصناعية الصينية للأرصاد الجوية “فنغيون” تساهم في خدمة الوقاية من الكوارث العالمية وتخفف من حدتها
من بين العديد من الأقمار الصناعية “السواتل” التي تدور حول الأرض، تراقب الأقمار الصناعية الصينية للأرصاد الجوية فنغيون الطقس العالمي على مدار 24 ساعة يوميا وتقدم مساهمات مهمة في الوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها، والاستجابة لتغير المناخ والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
الأقمار الصناعية فنغيون هي عبارة عن سلسلة من أقمار الأرصاد الجوية للاستشعار عن بعد التي طورتها الصين بشكل مستقل. في عام 1988، تم إطلاق أول قمر صناعي للأرصاد الجوية في الصين بنجاح. بعد سنوات من التطوير، تم استخدام أقمار فنغيون للأرصاد الجوية على نطاق واسع في التنبؤ بالطقس والمناخ والكوارث الطبيعية والرصد البيئي والبحث العلمي وغيرها من المجالات الأخرى.
وحتى الآن، أطلقت الصين بنجاح أربعة أنواع من جيلين مختلفين من هذه الأقمار والتي بلغ عددها 21 قمرا صناعيا، يوجد منها 9 حاليا في المدار، وهي توفر المعلومات والمنتجات إلى 129 دولة ومنطقة.
من خلال “المراقبة متعددة السواتل في المدار والشبكة”، يمكن لسواتل الأرصاد الجوية فنغيون توفير بيانات مراقبة دقيقة ثلاثية الأبعاد على مستوى عالمي وبشكل مكثف وفي جميع الأحوال الجوية وبشكل دقيق للغاية وذات كفاءة عالية.
لا يمكن لأي إعصار أن يغيب عن نظر فنغيون، كما أن كميات الأمطار القوية المتساقطة يقوم بمسحها بدقة فائقة، أما فيما يتعلق بظاهرة النينيو فهو يعمل على تجميع كافة البيانات المناخية المتغيرة. لذلك يتمتع القمر الصناعي الصيني للأرصاد الجوية فنغيون بأداء متفوق ومراقبة دقيقة لمختلف الظواهر الجوية والمناخية وقد حقق نتائج ملحوظة في خدمة وضمان بناء “الحزام والطريق” وأصبح القوة الرئيسية في الشبكة العالمية لمراقبة الأرض.
قال نيلز بورمان، كبير العلماء في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى، إن البيانات التي تم الحصول عليها من الأدوات والمعدات التي تحملها أقمار فينغيون للأرصاد الجوية صارت في السنوات الأخيرة تلعب دورا متزايد الأهمية في استيعاب بيانات نموذج التنبؤ العددي بالطقس في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى.
ويمكن أن يوفر الجمع بين عمليات الرصد الساتلية والرصد السطحي رصدا أفضل لكوارث الأرصاد الجوية وأثرها على الزراعة.
وقال ممثل الفاو في أوزبكستان سانجاربيك موراتوف: “على مدى السنوات القليلة الماضية، تم استخدام الاستشعار عن بعد لأقمار فنغيون للأرصاد الجوية لرصد أحداث الجفاف الشديدة في آسيا الوسطى، مع المساعدة في دراسة آليات الجفاف وتغير المناخ وآثاره وتحديد المناطق المتأثرة، ثم مساعدة هذه المناطق على الحد من الآثار السلبية وزيادة القدرة على التكيف مع المناخ.”
في 13 نوفمبر من العام الماضي، تم إصدار النسخة الدولية من “أرض فنغيون” رسميا. هذه منصة تطبيق شاملة للاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية تم تطويرها خصيصا للمستخدمين الدوليين استنادا إلى أقمار فنغيون للأرصاد الجوية وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية.
وفقا للتقارير، فإن النسخة الدولية من هذه المنصة تتمتع بأداء فائق. من ناحية، يمكنها الحصول على بيانات متعددة المصادر مثل أقمار الأرصاد الجوية والتنبؤات العددية في الوقت المناسب، وفي الوقت نفسه، بمساعدة تقنية الذكاء الاصطناعي يمكنها تحديد الكوارث الجوية والظواهر المناخية المتطرفة بذكاء. من ناحية أخرى هي توفر أكثر من 100 منتج كمي ومتعدد المقاييس في 5 فئات بما في ذلك الخرائط السحابية وتكوين عناصر الأرصاد الجوية الرئيسية ومناطق المراقبة والنطاقات الزمنية وما إلى ذلك وفقا للبلدان والمناطق المختلفة لتلبية الاحتياجات الشخصية للمستخدمين.
بعد وقت قصير من الإصدار الرسمي للنسخة الدولية لمنصة “أرض فنغيون”، تلقت طلبا لتقديم خدمات دعم الأحداث لألعاب المحيط الهادئ الـ 17 التي عقدت في جزر سليمان. بناء على دعوة من إدارة الأرصاد الجوية في جزر سليمان، وفي نفس الوقت الذي تم فيه اختيار الخبراء الصينيين للذهاب إلى المنطقة المحلية، قامت إدارة الأرصاد الجوية الصينية بوضع جزر سليمان تحت المراقبة الدقيقة والمسح السريع للقمر الصناعي فنغيون–4B المتمركز في المدار فوق هذه الجزر، مما وفر العشرات من منتجات الأقمار الصناعية باستخدام النسخة الدولية للمنصة الصينية، والتي قدمت دعما مهما للاستضافة السلسة لهذا العرس الرياضي.
في أبريل 2018 ومن أجل خدمة المستخدمين الدوليين، أنشأت إدارة الأرصاد الجوية الصينية آلية دعم طارئة للوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها من خلال سلسلة أقمار فنغيون للأرصاد الجوية. وفي عام 2023، وصل العدد الإجمالي للبلدان المسجلة في آلية ضمان الطوارئ إلى 34 بلدا.
منذ عام 2023، استجابت أقمار فنغيون للأرصاد الجوية لـ 28 طلبا للحصول على خدمات دعم الطوارئ الدولية. وقد قامت برصد الأعاصير المدارية “لولا” و”موتشا”، كما قدمت خدمات دعم الأرصاد الجوية لجزر سليمان وفانواتو وبنغلاديش، وساعدت في مراقبة بؤر الحرائق الكثيفة من المناطق الساحلية الشمالية للجزائر إلى الجزء الشمالي الغربي من تونس، مما سهل في العملية المحلية للوقاية من الحرائق ومكافحتها.
وفقا لإحصاءات إدارة الأرصاد الجوية الصينية، في السنوات الخمس الماضية، شارك أكثر من ألف مستخدم دولي في التدرب على استخدام أقمار فنغيون للأرصاد الجوية، وتم تنفيذ أكثر من 50 دعما لبرامج تطبيقات الاستشعار عن بعد ومؤتمرات الفيديو الدولية لأكثر من 20 دولة ومنطقة حول العالم.