انطلاق أول رحلة تجارية لأول سفينة سياحية عملاقة صينية الصنع
المصدر/ صحيفة الشعب اليومية
رست السفينة السياحية العملاقة “آدورا ماجيك” في صباح أول أيام السنة الجديدة لعام 2024 بهدوء في ميناء ووسونغكو الدولي بشانغهاي، استعدادا لرحلتها التجارية الأولى. وتعد “آدورا ماجيك” أول سفينة سياحية عملاقة تصنّع بالكامل في الصين.
انطلقت الرحلة السياحية الأولى لآدورا ماجيك والتي ستستغرق 6 ليال و7 أيام، من شنغهاي إلى جزيرة جيجو الكورية الجنوبية، ثم تزور ناغازاكي وفوكوكا اليابانيتين، لتعود من جديد إلى شنغهاي.
وفي صالة الصعود إلى السفينة، حصل المسافرون على تسهيل في خدمة التخليص الجمركي، حيث لم يتجاوز الوقت المحدّد لكل مسافر 10 ثوان فقط. وأقلت السفينة في رحلتها الأولى 3 آلاف راكب، إلى جانب 1300 من أفراد الطاقم والموظفين.
فنغ يانشين، كانت إحدى المسافرات على متن الرحلة الأولى لـ “آدورا ماجيك”، وقد جائت رفقة عائلتها المكونة من ثلاثة أشخاص. وقد صعدت السفينة وملامح الفرح والبهجة تلون وجهها. وقالت فنغ يانشين، أنها قد شاركت في رحلة بحرية فاخرة في أوروبا في عام 2014. “في ذلك الوقت، علمت أن الصين لم تصنع بعد سفنا سياحية عملاقة بعد. وفي عام 2019، سمعت أن الصين تنوي بناء سفينة سياحية عملاقة، فتمنيت حينها أن أسافر مع عائلتي في أول رحلة سياحية لهذه السفينة. ولذلك حجزت تذاكر الرحلة بمجرّد طرحها للبيع.”
قبطان السفينة، يدعى بانيك، وقد جاء من السويد خصيصا لهذا العمل، بعد تجربة طويلة في قيادة السفن السياحية والرحلات البحرية. وقال إنه عندما تلقى دعوة للعمل كقبطان وافق دون تردّد.
يساعد بانيك في القيادة دينغ ون شوان، وهو من مواليد أواخر التسعينات. وقد سبق له أن عمل في سفن سياحية أخرى، ويقول بأن “آدورا ماجيك” أكثر ذكاءً وتطورا، وتمنح تجربة قيادة مثيرة. “كقبطان، أشعر بالفخر بالمستوى الذي بلغته صناعة السفن في الصين.”
تعتبر السفن السياحية العملاقة “درّة” تاج صناعة السفن. وتعكس صناعتها بشكل مباشر المستوى التكنولوجي الشامل للبلد وقوة التصنيع. ويبلغ طول “آدورا ماجيك” 323.6 مترًا وعرضها 37.2 مترًا، وتحتوي بأكملها على 25 مليون قطعة، وهو ما يعادل 5 أضعاف طائرة C919 الكبيرة و13 ضعفًا لقطار فوشينغ فائقة السرعة.
وبحسب تشو تشي، كبير المهندسين في مشروع الرحلات البحرية التابع لـ”شركة شنغهاي وايقاوتشياو” لبناء السفن الحكومية المصنّعة “لأدورا ماجيك”، فقد نجحت الشركة في تجاوز العديد من العقبات التكنولوجية والصعوبات على امتداد مرحلة التصنيع من نوفمبر سنة 2018 تاريخ بداية المشروع إلى غاية تسليمها في نوفمبر 2023.
“هذه ببساطة مدينة عائمة فوق البحر”، يقول تشين ياهوا، وهو سائح سافر في الرحلة الأولى لآدورا ماجيك. وتحتوي السفينة 2125 غرفة، ويمكنها أن تستوعب 5246 نازلا. وتتجاوز المساحة الإجمالية للمعيشة والترفيه في الطوابق الـ 16 للسفينة 40 ألف متر مربع، تحتوي على مسارح ومطاعم متخصصة وساحات تسوق وأروقة فنية وحدائق مائية وغيرها من المرافق الترفيهية.
ومع انطلاق الرحلة الأولى لـ “آدورا ماجيك”، بدأت الصين في تصنيع السفينة السياحية العملاقة الثانية. وبحسب خبراء، فإن السفينة الثانية ستسغرق وقتا أقل في عملية التصنيع. ويأتي ذلك في ظل إزدهار سوق الرحلات البحرية في الصين. حيث يتوقع الخبراء أن يبلغ إجمالي اقتصاد الرحلات البحرية في الصين 500 مليار يوان بحلول عام 2035. ويعتقد تشيو لينغ، نائب مدير مركز شانغهاي الدولي للأبحاث الاقتصادية للرحلات البحرية، أن تكنولوجيا التصنيع والخبرات الإدارية المتراكمة من السفينة الأولى ستسهم في تسريع عملية بناء السفينة السياحية العملاقة الثانية، وتدفع بتطور السلسلة الصناعية للرحلات البحرية بأكملها في الصين. ومع دخول “آدورا ماجيك” الخدمة، ستتوفر المزيد من الخيارات السياحية أمام محبي الرحلات البحرية الصينيين، كما سيرفع القدرات التنافسية الشاملة لشركات الرحلات البحرية الصينية.
في حوالي الساعة 15:00 عصرا، صعد جميع ركاب الرحلة الأولى على متن سفينة “آدورا ماجيك”. وعند الساعة 16:45، دوت صافرة الانطلاق، وأبحرت السفينة بعيدًا عن الميناء واتجهت إلى عرض البحر تواجه الأمواج.