مقالات منوعة

رفض حل الدولتين علنا من قبل قادة الكيان الصھيوني تكشف مخاطر الفكر الصھيوني النازي والتي ستؤدي إلى التصعيد الإقليمي والدولي

منذ معركة طوفان الأقصى في ٧ تشرين إكتوبر وأمتنا العربية والإسلامية تمر بمرحلة من التخبط والتردد والإضطراب وعدم إتخاذ قرارات سيادية مستقلة تواكب أھمية ھذ٥ المعركة وإنتصار المقاومة وما تلاھا من أحداث متسارعة ومن إبادة جماعية وتطھير عرقي لشعبنا في غزة العزة وأيضا في الضفة الغربية والمآسي الإنسانية التي ما زلنا نتجرع مرارتها لغاية كتابة ھذ٥ السطور للأسف الشديد، والمشھد السياسي لبعض قادة العرب والمسلمين المسالمين والمطبعين والمعتدلين ما زال يخضع لرؤيا حليفھم الأمريكي المتصھين بما يسمى بحل الدولتين الزائف والذي رفضھ ومنذ عقود كل قادة الكيان الصھيوني وداعميھم قادة أمريكا السابقين والحاليين…

وھو مصطلح كان وما زال يضحكون بھ على ذقوننا كامة لكسب الوقت فقط حتى يستطيع كيانھم الصھيوني من تنفيذ فكرھم التلمودي الصھيوني الذي لا يختلفون على تنفيذ بنوده أبدا، وقد عبر النتن ياھو ومعظم وزراء حكومته المتطرفة منذ سنوات مضت لغاية تصريحاتهم يوم أمس بأنه لن يكون ھناك دولة فلسطينية أي ما يسمى حل الدولتين الذي صدع الغرب بھ رؤوس قادة العرب والمسلمين منذ عقود، وكنا نقول دائما بأن قادة أمريكا ودول الغرب لو آرادوا إقامة دولة فلسطينية منذ الإحتلال الصھيوني لغاية يومنا الحالي لقاموا بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الخاصة بفلسطين بالقوة الدولية….

وكل تلك التصريحات الصھيونية تؤكد على أن فصائل وحركات وأحزاب ودول وجيوش محور المقاومة كانوا ذوي بصيرة ثاقبة ومعرفة تامة بمخططات ھؤلاء الأعداء الصھاينة والمتصھينين أكثر من بعض قادة أمتنا وحكوماتھم، وكانوا دائما يحاولون تذكير قادة أمتنا بالمخططات الشيطانية لفكر ھؤلاء الأعداء الشيطانية، وأن كل ما جرى في منطقتنا في الماضي البعيد والقريب من حروب بين الأخوة وفوضى وعنف وفتن طائفية ونشر عصابات الدواعش بكل مسمياتھا في دولنا ھو من التدخلات الأمريكية الغربية وبإعتراف مسؤوليھم وقادتھم وأنھ كان لصالح كيانھم الصھيوني والمحافظة على بقائه لسنوات عدة فقط، وھذا ما اوصلنا إلى ما نحن عليھ من ضعف وعجز لمواجھة ھذھ التحديات والمآسي التي تمر بھا منطقتنا ويمر بھا شعبنا الفلسطيني البطل الذي قاوم الإستعمار البريطاني والذي زرع ذلك الكيان الصھيوني كقاعدة بريطانية غربية لھم، فقاوم الشعب الفلسطيني مباشرة ذلك الإحتلال الصھيوني البغيض ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا الحالي وھو يقاوم ويقدم كل التضحيات والبطولات والصمود الأسطوري دفاعا عن الأرض والمقدسات والإنسان ودفاعا عن دول الأمة كلھا، ولولا صمودھم ومقاومتھم داخل فلسطين وخارجھا وبالتعاون مع محور المقاومة لعصابات جيش ذلك الكيان الصھيوغربي منذ عقود لوجدت جنود عصاباتھ تملأ شوارع مدن دولنا ولرأيت كل ذلك القتل والإبادة الصھيوغربية ترتكب أيضا بحق شعوب دول أمتنا وبالذات الدول المحيطة بفلسطين المحتلة وبعدھا دول الخليج…وغيرھا…

وبعد أكثر من ١٠٠ يوم والكيان الصھيوني وبشراكة أمريكية غربية معلنة يرتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في غزة وفي كل مدن فلسطين المحتلة، وأيضا بحق شعوب دولنا في لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران…وغيرھا بشكل مباشر أو عبر عصاباتھ ومرتزقتھم المتنوعة، ويصرحون ويھددون علنا الدول والشعوب، وبعض قادة العرب والمسلمين ما زالوا يتأملون خيرا بقادة أمريكا والغرب ووعودھم وعھودھم الزائفة للأسف الشديد، فأي فوضى سياسية وعسكرية وتردي وتمزق وضعف وتوھان وإنحطاط أخلاقي وإنساني تمر بھ أمتنا ولا يشعرون بھ مع شلال الدماء الذي يسفك وفي كل لحظة في غزة وفلسطين وفي كل دول منطقتنا، وأية جامعة عربية ومنظمة دول إسلامية لم تظھر يوما من الأيام بقراراتھا أنھا تنتمي للأمة العربية والإسلامية، وأين شيوخ وأئمة الأمة ومثقفيھا وأدبائھا ومفكريھا وقادتھا السياسيين والعسكريين والدينين العظام الذي كانوا يحركون مشاعر شعوبھم الوطنية والقومية والإسلامية ويطلبون منھم الدفاع عن فلسطين والجھاد من أجل تحريرھا من البحر إلى النھر…

وبعد كل ھذھ الدماء والتضحيات والبطولات والصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني ومقاوميه وصمود كل محور المقاومة، وبعد التصريحات العلنية للنتن ياھو وكل قادة عصابات الكيان الصھيوني الحاليين والسابقين واللاحقين من سياسيين وعسكريين ومحللين وكتاب…وغيرھم بأنھ لن يكون ھناك أية دولة فلسطينية ولا حل الدولتين، فإلى متى سيبقى قادة الأمة في غياب وغيبوبة تامة عن حقيقة ھذا الكيان الصھيوني والمتصھينين قادة أمريكا وبريطانيا، وبأنھم أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية وأمرنا أن نحاربھم ونخلص الأمة وشعوبھم الغربية والإنسانية جمعاء من شرورھم وشيطنتھم وظلمھم وجبروتھم وفسادھم في الأرض، وأين الإتفاق الجمعي الشامل على أھداف الأمة الرئيسية لحمايتھا والدفاع عنھا..؟ كل ذلك في غياب تام بحيث أن قادة امتنا وللأسف الشديد غير قادرين على تحديد مستقبل دولھم وشعوبھم وكيفية تنفيذ خططھم الإستراتيجية لأنھم ما زالوا ورغم كل ما كشف أمامھم من حقائق ورغم سقوط القناع الأخير عن أوجه قادة ذلك الكيان الصھيوني وقادة امريكا وبريطانيا المتصھينين أمامھم، إلا أنھم ما زالوا لا يستطيعون التفريق بين الشقيق والجار والصديق والعدو…

وھؤلاء أي قادة الأمة يعلمون جيدا بأن كل ما يقوم بھ قادة الكيان الصھيوني وقادة أمريكا وبريطانيا المتصھينين في فلسطين والمنطقة منذ الإحتلال إلى يومنا الحالي ھو لتثبيت كيانھم وتمدده وتوسعھ في منطقتنا لتبقى الھيمنة الصھيوأمريكية بريطانية وتدخلاتھا في شؤوننا الداخلية والخارجية ولنشر فساد فكرھم التلمودي الشيطاني بين شعوبنا بإسماء مختلفة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات او الشرق الأوسط الكبير والجديد وصفقة القرن وإتفاقات أبراھام وقد يكون الإسم القادم الذي تسعى لھ إدارة بايدن المتصھين وبالتنسيق مع وسطاء العرب بمى يسمى حل الدولتين…بالدولة الحديثة الديمقراطية الخالية من السلاح والمنزوعة من السيادة أي الخاضعة المستسلمة الساكنة الراضية بما يملى عليھا من قادة الكيان الصھيوني وقادة أمريكا المتصھينين، وھذا الأمر وكل الحلول السياسية المطروحة لم ولن يوافق عليھا مقاومي فلسطين في الداخل والخارج ولا محورھم المقاوم قبل إنتصار معركة طوفان الأقصى في ٧ تشرين اكتوبر وما تلاھا من إنتصارات على ذلك الكيان الصھيوني وداعميه، وقبل الإبادة الجماعية لشعب بأكملھ وقبل عشرات الآلاف من الشھداء الأبرياء وتدمير غزة وبنيتھا التحتية والفوقية كاملة، وقبل أن يقدم كل محور المقاومة عشرات ومئات الشھداء وقبل الإغتيالات التي جرت وما زالت كمرحلة ثالثة لخطط الكيان الصھيوني ولأمريكا، فكيف ستتم الموافقة بعد كل تلك التضحيات والبطولات والصمود والشموخ والعزة والكرامة والأنفة والدعم الشعبي والرسمي العالمي لغزة وفلسطين وللمقاومة ومحور المقاومة ومعظمھم كان ينادي فلسطين حرة حرة ويطالبون بتحريرھا كاملة من البحر إلى النھر…

يقول معن بن زائدة في ما نسب إليه من شعر…
كونوا جميعا يا بني إذا إعترى
خطب ولا تتفرقوا أفرادا…
تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسرا
وإذا إفترقن تكسرت آحادا…

وكم نصح محورنا المقاوم وحذر وما زال يحذر من عواقب الفرقة والثقة الزائدة بأعداء الله والرسل والأمة والإنسانية، وكم حذر أصدقائنا الروس والصينين والأمريكيين الجنوبيين…وغيرھم من التدخلات الأمريكية والغربية بيننا، وللأسف الشديد لم يستمع بعض ھؤلاء القادة لا إلى كلمات شعر معن بن زائدة ولا إلى محورنا المقاوم ولا للأصدقاء ولا حتى لوصايا أسلافھم ولا إلى أوامر الله ورسوله محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ولا إلى عقيدتھم، ولو إستمعوا لأحد ممن ذكروا لما كانوا ضعفاء وتكالبت عليھم دول الأطماع الإستعمارية للغرب المتصھين ولا فكر الصھيونية العالمية النازية، ولما تركوا الأطفال والنساء والشيوخ والرجال تذبح من الوريد للوريد، والنساء والأطفال يصرخون وينادون (وين العرب والمسلمين)،
وكل الدماء البريئة التي سفكت في غزة وفلسطين وفي كل دول محورنا المقاوم ستسألون عنھا أمام الله قبل الأعداء الصھاينة والمتصھينين لأنھا دماء وضعھا اللھ امانة في أعناقكم حينما أصبحتم قادة، والآن ما عجز عن تحقيقھ ھؤلاء الصھيوغربين في حربھم الكونية على غزة لم ولن يسمح لھم مقاومي غزة وفلسطين ومحورھم المقاوم من تحقيقه في السياسة الخبيثة وعبر أية وساطة عربية أو غيرھا، فالشعب الفلسطيني ومقاوميھ في الداخل والخارج وداعميھم في محور المقاومة لم ولن يسمحوا لأحد بالتفاوض على دماء وجثث الشھداء الأبرياء والتي ما زال بعضھا في شوراع غزة وأزقتھا وحدائقھا وتحت الأنقاض والركام ولم يسمحوا بأن يكون ثمنھا بخسا ولم ولن يقبلوا بأية حلول حاليا إلى كما تطالب شعوب العالم حتى الشعوب الغربية بإزالة ذلك الكيان الصھيوني النازي والقضاء عليھ كما قضي على أسلافھ من النازيين والفاشيين والمستعمرين…

أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى