مقالات منوعة

رئيس مجلس الدولة: الصين داعمة قوية دائما للتعددية

دافوس، سويسرا 16 يناير 2024 (شينخوا) قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ هنا اليوم (الثلاثاء) في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2024 إن الصين لا تتخلى عن الاتفاقيات ولا تنسحب من المنظمات ولا تطلب أبدا من الدول الأخرى الانحياز إلى جانب معين، كما أنها داعمة قوية دائما للتعددية.

وفي أثناء كلمة خاصة في فعالية استضافها كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيسه التنفيذي، ذكر لي أن موضوع اجتماع هذا العام “إعادة بناء الثقة” يظهر على نحو جيد شواغل الشعوب.

وأضاف أن الثقة تأتي من خلال تطلعاتنا المشتركة لمستقبل أفضل للبشرية، ومن خلال إرادتنا المشتركة للعمل معا من أجل تحقيق ذلك.

وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، دخل العالم فترة جديدة من الاضطراب والتحول، ولكن الاتجاه العام لتنمية البشرية وتقدمها لن يتغير، والديناميكيات الشاملة لتاريخ العالم التي تتحرك إلى الأمام وسط التقلبات والتحولات لن تتغير، والاتجاه العام نحو مصير مشترك للمجتمع الدولي لن يتغير، وفقا لما قال لي.

وتابع رئيس مجلس الدولة قائلا إنه يتعين على جميع الأطراف نبذ التحيز، وتجاوز الانقسامات، ومعاملة بعضها البعض بإخلاص، والتحرك في الاتجاه نفسه، والعمل معا لمعالجة فقدان الثقة.

وقدم لي اقتراحا من خمس نقاط بشأن إعادة بناء الثقة، وتعزيز التعاون، وتدعيم التعافي الاقتصادي العالمي، أولها هو تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي، وحماية النظام التجاري متعدد الأطراف بقوة، وبناء تضافر أكبر للنمو الاقتصادي العالمي.

ثانيا، تعزيز التقسيم الصناعي الدولي للعمل والتنسيق، وتعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما بثبات، والحفاظ بصورة فعالة على الاستقرار والتدفق السلس لسلاسل الصناعة والإمداد العالمية.

كما دعا إلى تعزيز التبادلات والتعاون العالميين في مجال العلوم والتكنولوجيا، والعمل معا لخلق بيئة مفتوحة ونزيهة وغير تمييزية للتنمية العلمية والتكنولوجية، وكسر الحواجز التي تقيد تدفق عوامل الابتكار.

وشدد لي على أنه ينبغي تعزيز التعاون في التنمية الخضراء، مضيفا أنه يتعين على الدول في جميع أنحاء العالم إزالة الحواجز المختلفة في هذا المجال، والعمل بصورة مشتركة من أجل تحقيق التحول الأخضر، وتدعيم مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، والتصدي بنشاط لتغير المناخ العالمي.

خامسا، تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب والتعاون الجنوبي-الجنوبي، والتنفيذ الكامل لأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وسد فجوات التنمية، والسعي لبناء اقتصاد عالمي مفيد وشامل.

وأكد لي أن الصين دولة تولي أهمية كبيرة للالتزامات، وتحترم أقوالها بأفعال ملموسة طوال الوقت، مضيفا أن بفضل أعظم الإخلاص وأقصى الجهود والنتائج الملموسة، أثبتت الصين باستمرار للعالم أنها دولة تستحق الثقة.

وأوضح لي أن الصين على مدار السنوات الأخيرة أصبحت محركا مهما للتنمية العالمية، وأنها تعمل الآن على دفع التحديث صيني النمط على جميع الجبهات من خلال التنمية عالية الجودة.

وقال إن الصين عملت على إقامة أسس سليمة وقوية من حيث القاعدة الصناعية وعوامل الإنتاج والقدرة على الابتكار، مضيفا أن اتجاهها العام للنمو طويل الأجل لن يتغير وسيوفر زخما مستمرا وقويا للتنمية في العالم.

وأشار لي إلى أن الصين تتمتع بسوق كبيرة الحجم وطلب مفتوح على نحو متزايد، وأنها تعمل على تنمية محركات نمو جديدة واسعة النطاق في مجالات مثل نمط جديد من التحضر والتحول الأخضر.

وأضاف أن الصين ستوفر مساحة أوسع لتعزيز التجارة والاستثمار العالميين.

وأوضح رئيس مجلس الدولة أنه بغض النظر عن كيفية تغير الوضع العالمي، فإن الصين ستظل ملتزمة بالسياسة الوطنية الأساسية للانفتاح وفتح أبوابها على نطاق أوسع أمام العالم.

وأكد أن اختيار السوق الصينية ليس مخاطرة، بل فرصة، مشيرا إلى أن الصين تحتضن استثمارات الشركات من جميع البلدان بأذرع مفتوحة، وستعمل على توسيع الانفتاح المؤسسي بشكل مطرد، وستواصل تقليل القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي، وستوفر المعاملة الوطنية للشركات الأجنبية، وستواصل تعزيز بيئة أعمال موجهة نحو السوق وقائمة على القانون وذات طابع دولي

وبعد الكلمة، أجاب لي على بعض الأسئلة من شواب بشأن موضوعات، من بينها حوكمة الذكاء الاصطناعي والنظام متعدد الأطراف. وشدد على أنه يجب علينا أن نركز على الشعوب وأن نكون شاملين ونحقق المنفعة للجميع، وأن نعمل من أجل الذكاء الاصطناعي الجيد بحوكمة رشيدة وتوجيه الذكاء الاصطناعي في اتجاه يفضي إلى تقدم الحضارة البشرية.

ومضى قائلا إن التعددية الحقيقية يجب أن تبنى على الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف أن الصين لا تتخلى عن الاتفاقيات ولا تنسحب من المنظمات ولا تطلب أبدا من الدول الأخرى الانحياز إلى جانب معين، كما أنها داعمة قوية دائما للتعددية.

وشهدت الفعالية حضور رئيسة الاتحاد السويسري فيولا أمهيرد، ورئيس سنغافورة ثارمان شانموجاراتنام، والملك فيليب ملك بلجيكا، ورئيس رواندا بول كاجامي، ورئيس غانا نانا أدو دانكوا أكوفو أدو، ورئيس وزراء لوكسمبورج لوك فريدن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، والمدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية دارين تانغ، بالإضافة إلى نحو 1500 من الشخصيات السياسية والممثلين من مجتمع الأعمال والأوساط الأكاديمية والمنظمات الإعلامية من مختلف الدول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى